قال وزير المالية علي محمود إن قرار رفع الدعم عن البنزين والقمح وُضع أمام رئيس الجمهورية المشير عمر حسن البشير للمصادقة عليه! وأكد محمود أن اللجنة المنوط بها تقدير الزيادات على السلع قد فرغت من أعمالها وتوصياتها ووضعتها أمام الرئيس للمصادقة والتوجيه بإعلانها. وتأكد أن زيادة ستطرأ على سلعتي البنزين والقمح وسلع أخرى. وقد أشار رئيس الجمهورية إلى أن رفع الدعم عن البنزين والقمح لصالح دعم الفقراء. بعد أن أكدت المسوحات أن الاغنياء هم المستفيدون منها على حد قوله. ويدعم هذا الرأي أن اللجنة المنوط بها تقدير الزيادات على السلع أنها قد كُونت مِن مَن الله أعلم. وكيف كُونت الله أعلم بل إنها فرغت «كمان» من أعمالها وتوصياتها ووضعتها أمام الرئيس. ويفهم أيضاً من هذا السياق أنها وضعت أمام السيد الرئيس ليس للنظر فيها وإنما للتوجيه بإعلانها فقط. ثم إن الأمر مؤكد من السيد الوزير بأن الزيادة على سلعتي البنزين والقمح وسلع أُخرى هو أمر محسومٌ مفروغٌ منه. ثم يستشهد بحديث رئيس الجمهورية بأن الدعم يذهب لصالح الفقراء بعد أن أكدت المسوحات أن الأغنياء هم المستفيدون منه. وهنا نسأل كم عدد الأغنياء في السودان وقبلها ما هو تعريف السيد الوزير للأغنياء؟ وهل الزيادة ستؤثر على الأغنياء الحقيقيين. أم أن الأغنياء الذين يقصدهم السيد الوزير؟. أقول: معلوم ومعروف عملياً واقتصادياً بأن زيادة سعر البنزين ستطول كل مناحي الحياة المعيشية للمواطن. بدءًا بحلة الملاح رغم بساطتها الآن واحتياجات السوق التي يعاني منها المواطن الآن. ثم تعرفة المواصلات التي هي أصلاً مرتفعة وليس انتهاءً بالتعليم والصحة والعلاج وما أدراك ما العلاج! أقول قد كنا نسمع عن لجان تتكون مثلاً للثراء الحرام أو لجان للفساد أو لجان لحل مشكلات الطرق والمواصلات وقد كانت هذه اللجان تنبثق عنها لجان وعن المنبثقة تتفتق أخرى وهكذا تتناسل حتى ينساها الناس ويموت موضوع التكليف ولا نتيجة ولا توصية ولا يحزنون. إلا هذه اللجنة «لجنة تقدير زيادة سعر البنزين والقمح وسلع أخرى» التي لم تنبثق عنها لجان بل وبكل حرص وسرعة وسرية انكبت على عملها وفرغت منه ورفعت توصياتها بل ووضعتها أمام الرئيس! لذا أحيي هذه اللجنة وأعطيها نجمة الإنجاز وأن يكتب اسم رئيسها وأعضائها بماء الذهب. أما الذي كونها أو أمر بتكوينها وترك لها تقدير الزيادات فهذا لن تكفيه نجمة الإنجاز أو تمثال يصنع من الذهب ولن يوفيه الشعب حقه. لذا ندعو الله أن يجازيه خير الجزاء بقدر فعله هو ولجنته وكل من ساهم في هذه اللجنة.أما الأغنياء الذين يستفيدون من رفع الدعم وهم كل من يملك (قميصين وحذاء ثم رغيفين) وأرجو منهم الاقتصاد والترشيد وعدم الإسراف. والحمد لله أن لنا عقولاً نعقل بها وقلوب لم تلوثها أدران الدنيا وسلطانها. وإن ظنوا أنا فقدنا حواسنا الخمسة فقد خاب فألهم.