أتتنى مكالمة هاتفية تستعجل حضوري لاستقبال الصحيفة، وعندما فعلت وجدت عددًا كبيرًا من الطالبات قد اقتحمن مكتب الاستقبال حتى فاض فاضطر بعضهن للوقوف بالخارج، وبعد حين علمت أنهن طالبات داخلية غرب دارفور الكائنة بحي العرضة «تعويضات بيت المال» جئن ينشدن حلاً عبر «زووم» لقضيتهن التي طال أمدها دون أن تحظى باهتمام من مسؤول ومن ثم فقد انتقلت كاميرا «زووم» بصحبتهن للاستماع إلى معانتهن في موقع وقد هالنا ما رأينا من مشاهد يصعب على العين النظر إليها لبرهة ناهيك عن معايشتها والتحصيل في ظلها ثم النجاح وقد هجرتها معظم ساكناتها ممن لم يستطعن الاحتمال! معاناة بطعم الصرف الصحي الطالبات البالغ عددهن 175 ويدرسن بجامعات مختلفة أطلقن صرخة مدوية علّ راعيًا يسمع فيغيثهنّ فهنّ يسكنّ في ذلك المكان منذ قرابة الخمسة أعوام، أما معاناتهن مع القذارة فقد بدأت منذ عامين فلا توجد حراسة بها مما يعرض الطالبات لسرقة ممتلكاتهنَّ ليلاً كما لا توجد مشرفة على الداخلية منذ ثلاث سنوات، وقد تركت المشرفة السابقة العمل نسبة لعدم استجابة مكتب ولاية غرب دارفور بالخرطوم لبعض الأشياء التي تحتاج إليها الداخلية علمًا بأنه المسؤول الوحيد عنها، أما مياه الصرف الصحي التي تغمر المبنى بأكمله وتتدفق خارجه وتتسلل إلى داخل الغرف فتحدثكم عنها الصور المصاحبة للمادة وقد تسبب في ذلك الوضع عدم شفط آبار السايفون بصورة مستمرة مما يجعل استخدام دورات المياه أمرًا لا تطيقه الأنفس رغم الحاجة لذلك، واشتكت الطالبات أن مكتب غرب دار فور يتكفل بدفع إيجار المبنى فقط، أما رسوم النفايات ومستحقات الكهرباء والمياه فتقع على عاتق الطالبات اللائي هن في حاجة ماسة لأي قرش للصرف على دراستهنّ أما الغرفة فمن المفترض أنها تسع أربعة أسرّة من الأسرّة المتهالكة التي ترونها في الصورة ولكنها بقدرة قادر تفرد جناحيها لتحتوي ثمانية أسرّة كل سرير تنام عليه طالبتان رغم أن السرير لا يقوى على حمل نفسه، وبعضهنَّ ممن لم يجدن مكانًا بالداخل يلجأن للنوم خارج الغرف، وكل العدد الضخم من الطالبات الذي تضمه الداخلية البائسة يستخدم حمامًا واحدًا نسبة لتعطل جميع الحمامات بسبب مياه الصرف التي تطفو على سطحها. زجاج الشبابيك المحطم يضطر الطالبات إلى تعويضه بتغطيتها ببعض الأقمشة من أمراض مثل بكتريا في المعدة بجانب الالتهابات المستمرة جراء الصرف الصحي والروائح الكريهة التي طال أذاها الجيران.. ولأن الداخلية ليس بها مطبخ فالطالبات يعددن الطعام داخل الغرف. يا مسؤولون ياهووو بعض الطالبات ذكرن أنهنَّ ذهبن لمقابلة منسق مكتب الولاية ولكنه ظل يتهرب منهنَّ وبعد أن كثر ترددهنَّ على مكتبه قام بزيارة للداخلية ووعدهن بشفط السايفون ولكن الداخلية تحتاج للكثير من المجهودات.. ساكنات الداخلية ناشدن والي غرب دارفور جعفر عبدالحكم وكافة المسؤولين والجهات المسؤولة بالولاية لإنهاء معاناتهنّ التي استمرت لأعوام ولم يسع مسؤول لحلها وقدمن دعوة لمن أراد لزيارة الداخلية ليرى بأم عينيه حقيقة الأوضاع التي يعشن فيها.