أظهرت نتائج امتحانات مرحلتي الثانوي والأساس هذا العام بولاية سنار أن هناك زيادة مطردة في نسب النجاح على مستوى العليم الحكومي والخاص طبقًا لإفادات وزير التربية والتعليم بالولاية دكتور أحمد رمضان داود في مؤتمره الصحفي الذي عقده مؤخراً إلا أنه استطرد بأن الإجلاس لا يزال يحتاج إلى كبير اهتمام، في وقت يشكو فيه أولياء الأمور من شراء الكتب التي ضاعفت من معاناة الأسر خصوصًا من ذوي الدخول الضعيفة إلى جانب تكاليف الزي المدرسي والكراسات والرسوم الدراسية ورسوم الامتحانات الشهرية ورسوم النتيجة ورسوم الطباشير ورسوم مفروضة من مجالس الأمناء ومجالس الآباء والأمهات ومصاريف وجبة الإفطار وتكاليف الترحيل للمدارس البعيدة والقائمة تطول. أما فيما يخص البيئة المدرسية فهي متردية وطاردة في كثير من مدارس المدن والقرى وتقفل النفس «المقفولة» أصلاً بسبب عدم الاستقرار النفسي لكثير من التلاميذ والطلاب مما يقود للتسرب المدرسي هذا فضلاً عن الفقر والتفكير في المستقبل الذي يبدو قاتماً لعدد كبير منهم من خلال رؤية الراهن الوظيفي حيث مشكلات التوظيف وضعف الأجر الشهري الذي لا يكفي لأيام. وفي بعض المدارس معلمو بعض المواد ضعيفون من حيث ضبط وإدارة الفصل وبهذا تكون الفوضى وسط التلاميذ والطلاب فبعضهم يعمل على تشغيل موسيقا جواله وبعضهم يشاغب وبعضهم يعتدي على المعلمين وبعضهم يسيء ويشتم وآخرون يكتفون بالثرثرة في الحصة وبالتالي الرسوب في المادة المعنية والفشل يُحسب على المعلم والمدرسة والوزارة وبالتالي الولاية والحكومة. وبعض المدارس سقوفاتها منهارة وبعضها قابل للانهيار وأخرى بلا حمامات وكثير منها بلا أسوار ومدرسة حي السلام الأساسية بنات بسنجة تغلق لأحد هذه الأسباب لفترة شهر. وفي ذات السياق كشف مدير مرحلة الأساس بولاية سنار عبد الرحيم جادين ل «الإنتباهة» أن نسبة النقص في الإجلاس بالولاية تقدر بحوالى «35%» بواقع «5%» بكل محلية مشيراً إلى أنه تم التعاقد مع شركة جياد لتغطية كل احتياحات الولاية من الإجلاس فضلاً عن الاتفاق مع معتمدي المحليات لعمل ورش صيانة لتأهيل وحدات الإجلاس التي تنجم عن سوء الاستعمال وعدم استواء أرضية الفصول بجانب الحمولة الزائدة حسب تعبيره في الوقت الذي أوضح فيه معتمد محلية سنار فخر الدين يعقوب الزين في إفادات سابقة «أن محليته ليس فيها تلميذ في مرحلة الأساس لا يجد مقعداً يجلس عليه» أيهما نصدق المعتمد أم جادين مدير المرحلة الأساسية بالولاية أم مدير المرحلة الأساسية بمحلية سنار خير السيد فضل المولى الذي قال ل «الإنتباهة» إن نسبة الإجلاس في المحلية من ناحية تعليم الأساس «75%». وفي مدرسة جبل موية الأساسية بنات بمحلية سنار والمعروفة باسم الصين الشعبية عند أهل المنطقة حيث يبلغ عدد تلميذاتها 825 تلميذة تعاني المدرسة من مشكلة في الإجلاس ويسعى أهل المنطقة مع الجهات المسؤولة بجانب الجهد الشعبي لإكمال النهر الثاني فيها لفك الاكتظاظ الذي يحتاج لبناء خمسة فصول ومكتبين وكشفت مصادر موثوقة عن نقص في المعلمين، أما من ناحية الكتاب المدرسي فحدِّث ولا حرج، فبحسب المصادر التي ابلغت «الانتباهة» أنه تمت دعوة المعتمد لأكثر من ثلاث مرات لزيارة المدرسة للوقوف على مشكلاتها ولكنه لم يلبِّ الدعوة. وقال عبد الرحيم جادين مدير مرحلة الأساس بالولاية إنه تم توزيع وحدات الإجلاس الجديدة بناءً على الاحتياج الفعلي للمدارس ووفقاً لتقارير لجان الطواف على المحليات، وزاد بالقول إنه لا توجد أي مشكلة من حيث عدد المعلمين وإنما تكمن المشكلة في نوع المعلمين حيث تبلغ نسبة المعلمات «85%» من مجموع المعلمين البالغ عددهم حوالى «8015» معلم ومعلمة وهؤلاء يواجهون صعوبات في مدارس الريف التي تشكل نسبة «80%» وقال إن هذه المشكلة يصعب علاجها بينما يمكن أن يتم علاج التدني في مواد الرياضيات والإنجليزي واللغة العربية بتدريب المعلمين، وفي جانب الكتاب المدرسي قال إنه تمت التغطية لحوالى «70%» من المواد مشيداً بمساهمة المجتمع في سد النقص في الكتاب. وفي مدرسة حي السلام الأساسية بنات بسنجة تم تأجيل الدراسة في المدرسة لمدة شهر اعتباراً من «25» يونيو الماضي على أن يعوض التلاميذ هذه الفترة نهاية العام الدراسي حيث كانت تعاني من تدهور في بيئتها التعليمية ومشكلة حادة في الإجلاس دفعت الوالي لزيارتها والتوجيه بالمعالجة الفورية للمشكلة، وبعد مضي عشرين يوماً من الفترة اتضح لإدارة الأساس أن الشهر لا يكفي مما دفعها لاتخاذ قرار إحالة التلميذات إلى مدرسة حي السلام بنين على أن يتم تدريسهن من خلال دوام ثاني يبدأ بنهاية دوام البنين. وفي مدرسة أم المؤمنين الأساسية العريقة بسنجة والتي يرجع تاريخ إنشائها لعام «1925م» كشفت مديرة المدرسة ل «الإنتباهة» عن ثلاثة فصول آئلة للسقوط وأخرى يسكنها الخفاش، وقالت ندرس التلميذات داخل هذه الفصول مشيدة بالجهد الشعبي ومجلس الأمناء الذي ساهم في تأهيل وصيانة بعض الفصول مشيرة إلى أنها تقدمت بطلب لمعتمد محلية سنجة بخصوص إعادة النظر في الفصول الآئلة للسقوط ومعالجة ما يمكن علاجه بجانب حاجتنا من الإجلاس ولكنه لا جديد في ذلك ولم يأتِ أحد منها لزيارة المدرسة مؤكدة أنه تم بناء «50%» من المدرسة حديثاً. وقالت إن المدرسة بها أكثر من «600» تلميذة وتعاني من اكتظاظ في الفصول وهذا يُعزى لتميُّزها وسيرتها الطيبة حيث أحرزت المركز الثاني في العام الماضي، وقالت إن الكتاب المدرسي لا يفي بالحاجة ونسبة توفره ضعيفة بالمدرسة.
