تعاني كثيرٌ من المدارس الطرفية وبعض مدارس الريف من تردٍ واضح في البيئة التعليمية ونقصٍ حاد في الإجلاس والكتاب خاصة مدارس الأساس، ووزارة التربية والتعليم تعلن سنوياً عن حل مشكلة الإجلاس والكتاب، ولعل مدرسة المشيرعات وحدة ود النيل الإدارية محلية أبو حجار من المدارس المهملة تماماً ويتضح ذلك من صورتها الخارجية ناهيك عن شكلها بالداخل الذي يحكي عن واقعٍ مرير في وقتٍ ينشد فيه الجميع ترقية بيئة التعليم باعتبار أن التعليم من عناصر نهضة البلدان، وأن فلذات الأكباد هم مستقبل السودان وشعلة تحترق لتوقد طريق النور لهذا الوطن الذي ينتظر أيادي خالصة تعمر وتبني وتحرس وتسعى لأجل أمنه واستقراره وسلامة شعبه والحفاظ على مقدراته ومكتسباته، وبالرغم من أن توفير الإجلاس والكتاب من أسباب النجاح إلا أن مدرسة المشيرعات الأساسية يجلس «119» من بين تلاميذها ال «243» على الأرض على حد قول مديرها الأستاذ السيِّد محمد علي ويزداد هذا العدد بفتح العام الدراسي الجديد والذي سجل وحتى قفل المدارس العام الماضي للالتحاق بالصف الأول «30» طفلاً في سن الدراسة ليبقى التحدي حل مشكلة الإجلاس بهذه المدرسة ووجود مقاعد لهؤلاء الجدد.. ولم تقتصر مشكلات مدرسة المشيرعات على الإجلاس فحسب بل تتعداها إلى الكتاب الذي يكاد يكون معدوماً أي بنسبة «5%» وفي كثير من المواد لا يوجد إلا عند المعلم بعد شرائه من مساهمات مجلس الآباء على حد قول السيِّد.. وهناك نقص في المعلمين حيث يوجد بالمدرسة «7» معلمين فقط لسبعة فصول بعد دمج الفصلين الثالث والرابع لنقص المعلمين وتدني مستويات التلاميذ وتتفاقم المعاناة عند المعلمين الذين لا مكتب لهم فقط يقومون باستغلال الفصل الأول بعد نهاية الدوام، الجدير بالذكر أن هذا الفصل الأول يسمى بفصل الوالي؛ وذلك لأن والي سنار المهندس أحمد عباس قام بتشييده دعماً لهذه المدرسة وأهلها البسطاء، ولكن تشكو أسرة المدرسة من عدم اكتمال سقفه «العقد» وربما ينهار بسبب الأمطار الأمر الذي يعرِّض أرواح التلاميذ إلى الخطر، نأمل أن تراجع الجهات المختصة هذا الفصل.. وفي مدرسة قرية شكا الأساسية بمحلية سنجة أكد الأستاذ أحمد عثمان المعلم بالمدرسة أن المدرسة قوامها «363» تلميذًا ويوجد فقط حوالى «130 مقعدًا صالحًا» للإجلاس بينما بقية المقاعد أي ما يعادل «60%» تالفة الأمر الذي يضطر التلاميذ إلى الإتيان بمقاعد من منازلهم أو الجلوس على «الطوب»، واشتكى من عدم وجود الكتاب المدرسي خاصة كتب التربية الدينية مما يجعلهم يلجأون إلى المصاحف في تدريس السور المقررة، مشيراً إلى أنه وفي بعض الأحيان تأتي كتب في بداية العام لكن الطبعة منها لا تكون متوفرة للأسف ودلل على ذلك بكتاب الحديقة للصف الأول وكشف عن تردي البيئة التعليمية بالمدرسة والتخوف من سقوط بعض الفصول في موسم الخريف، مشيراً إلى أن فصلاً واحداً بصورة جيدة تبرع بتشييده فاعل خير، وأضاف: أن «70 80%» هي نسبة التردي في بيئة المدرسة وعلى العكس منها تماماً نسبة نجاح تلاميذ شهادة الأساس بالمدرسة تتراوح ما بين «80 82%» بفضل الله ومن ثم المعلمين الذين ينقصون ثلاثة وبجهد التلاميذ. وحتى لا نذهب بعيداً عن تدهور بيئة كثير من المدارس فهناك عدد من مدارس محلية سنجة تعاني من تردي بيئتها المدرسية، واشتكى عددٌ من أولياء أمور تلك المدارس من سوء أوضاعها مناشدين الجهات المختصة بالتدخل السريع لإيجاد حلول لها، ولا ننسى بيئة مدرسة التوفقية بمحلية أبو حجار وتدني مستوياتها، حيث تراجعت هذه المدرسة كثيراً عن مستواها وتعاني الإهمال وعدم الاهتمام بعد أن كانت من المدارس الأوائل منذ نهاية الثمانينيات وحتى خواتيم التسعينيات على مستوى محلية سنجة الكبرى قبل تقسيم المحليات الأخي، واليوم تدنت نسبة نجاحها إلى «50%» ليس لشيء إلا لعدم تهيئة البيئة المدرسية للتلميذ والمعلم، حيث يقول مديرها الحالي الأستاذ الطيب أحمد خليفة إن المدرسة تحتاج إلى رعاية وزيادة عدد الفصول وإلاجلاس وكتب؛ لأن بعض الكتب تكاد تكون معدومة تماماً، مشيراً إلى أن مكتب المعلمين غير مهيأ وتنقصه الأثاثات حيث يوجد «10» معلمين و«4» «ترابيز» فقط، ويُستخدم هذا المكتب لإعداد الطعام فكيف يسمح هذا الوضع للمعلم لتحضير حصته ناهيك عن تهيئته نفسياً لتدريس من ينتظروه من التلاميذ؟ وأضاف الطيب: أن مجلس الآباء يتكفل بإعاشة المعلمين وترحيلهم. إذاً فإن المعلم المدرَّب والمؤهَّل والكتاب ومن ثم الإجلاس ورغبة التلميذ هي العناصر الأساسية والمقوّمات المطلوبة للتميز سيدي الوزير.. والمعروف أن هذه المدارس تأسست قديماً منذ السبعينيات وبدلاً من أن تتطوَّر في البيئة ومستوى النجاح حصل العكس، نأمل أن تتفقدها الجهات المختصة لتقف على مناطق الخلل نرجو ذلك من أجل عام دراسي أفضل في هذه المدارس، كما نرجو من مديري المراحل والمدارس رفع تقارير حقيقية دون تحريف أو تزييف عن وضع المدارس للجهات المختصة متى ما طُلب منهم وذلك من أجل الكشف عن أوجه القصور ومعالجتها بغرض تصحيح مسار التعليم وتحقيق النهضة المطلوبة.