استوقفني الظلم المعيب والمميز عن الآخرين بطوكروجنوبطوكر.. وجدانهم مشبع بقدر وافر بإحساس الظلم والتهميش ويعانون من المجاعة والجهل والمرض.. لم يطالبوا بنائب رئيس جمهورية ولا الخروج عن الطاعة للحاكم ولا حمل السلاح وهم أحق به لحجم الظلم الحاد ومطالبهم معقولة ومقبولة وهي الصحة والتعليم والغذاء والأيدي العاملة.. هذه المناطق دُمِّرت أيام الحرب عام 97 وإلى يومنا هذا لم ترَ النور من إعادة تأهيل ولا تنمية.. إن الوالي فرض عليهم عقوبة الحرمان والإذلال والحكومة الاتحادية لم تخالف عواطفها لإحقاق الحق وقابلت وفودهم وشكواهم باستجابة ضعيفة لا توجد بهذه المناطق مستشفيات ولا مدارس ثانوية ولا مصدر رزق للأيدي العاملة.. هذا الظلم الذي حرمه الله أصبح منهجاً لدولاب العمل ولذا اشتدت النوازل والابتلاءات بسبب غياب العدل والحكم الراشد.. حكومة الولاية والحكومة الولائية اهتمَّت بالسياحة الفاحشة التي راح ضحيتها أبناء البجا الدستوريين سبب ملذاتها وقوة شياطينها المؤسف نقرأ في الصحف اليومية نائب الوالي فُصل بسبب الفاحشة ومستشار الوالي جُلد بالمحكمة بسبب الفاحشة هذا مؤسف ومعيب للذين يعتبرون سياحة وثقافة هذا هو هدم للدين والقيم والأخلاق ومؤسفة للوظيفة الدستورية وهي قلادة شرف للدولة لا يستحقها من لا يعرف قدرها ويجب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. طوكر هي المدينة الثانية للبحر الأحمر بعد بورتسودان وكانت تغذي خزينة الدولة بإيراداتها العالية واليوم أصبحت منسية مهملة بسبب الصراعات القبلية والجهوية والحكومة الاتحادية تهرَّبت من مسؤولياتها كراعٍ أول لكل السودان لا توجد تنمية لطوكروجنوبطوكر إلا المقابر الجديدة في عشر مدن وخمس وأربعين قرية، هذه المقابر الكثيرة لا تحتاج لافتتاح واحتفال وأمراض سوء التغذية السل والأنيميا والأمراض الجلدية والمرسمس والكواش كور وهي أمراض سوء التغذية عند الأطفال مواطني هذه المنطقة الذين أصابتهم الأمراض لا حول لهم ولا قوة إلا بالدعوة إلى الله أن يرفع عنهم هذا الظلم، أما القيادات السياسية والقيادات الأهلية من قبائل هذه المنطقة فينظرون لمصلحتهم الشخصية لكسب درجة الرضاء من الحكومة ورفع درجاتهم لأن مصالحهم الشخصية تقتضي ذلك. السيد ناظر البني عامر مع عظيم تقديرنا له، يمتلك قاعدة جماهيرية مميزة في الولايات الثلاث إحصائياً وعلمياً واقتصادياً وقتالياً ليومنا هذا لم يجلس مع رئيس الجمهورية ولم يناقش سبب حرمان وإهمال طوكروجنوبطوكر التي دُمِّرت أيام الحرب عام «97» وحتى صندوق دمار الشرق لم يقدم لهذه المنطقة شيئًا لأن هذا الصندوق يعمل بالوساطات والشخصيات المؤثرة لكل منطقة.. عدم تحرك السيد الناظر وتحمل مسؤوليته التاريخية لهذا طالبت قبائل الألمدة والماريا باستحداث نظارات جديدة وهم أحق بها لأنها ذات وزن ومكانة اقتصادية وقوة بشرية وعلمية وهنالك قبيلة العجيلاب صاحبة الوصف الوظيفي المميزة للنظارة لم تطالب ولكن تنادي بإحقاق الحق وأشواقهم أن تشرق شمس الحق والعدل والحكم الراشد.. إنهم صابرون وصامدون رغم الظلم والمعاناة الحادة بعقيتاي كما تصدوا وصمدوا أيام الحرب عام «97» فقدوا فيها شهداء علماء وشبابًا وشيوخًا، هذه القبيلة أحق بقيادة المحلية ويجب أن يأخذوا حظهم وهم أدرى بمصالح جنوبطوكر، السيد الوالي تستعين بمعتمدين قدر ظروفك ليس لهم تجارب ولا طموح ولا معرفة بطبيعة المنطقة وهم لا يتحركون من الطبيعة الحارقة القارسة وإنما ينادون بوحدة الصف للمصلحة العامة وهم أصحاب مواقف عظيمة ومشرفة يستضيفون جميع قبائل الحباب والبني عامر بأراضيهم الشاسعة الزراعية والرعوية والسكنية. بسبب هذا الظلم المستوطن والتهميش الشامل في المنطقة تغيرت الولاءات وتلاشى الإعجاب بالشعارات الإسلامية ولكن عودة أب كرشولا بيد قوات الشعب المسلحة سبب وحدة الظالم والمظلوم والكل يردد: بلادي بلادي فداك دمي وهبت حياتي إذاً فاسلمي سارعوا وانخرطوا أبناء طوكروجنوبطوكر مجاهدين ودفاع شعبي من أجل الوطن في كتائب أبو كرشولة. أما الإهمال والإخلال الإداري والظلم المعيب وموت الأطفال بالأمراض والإهمال لا تبارح ذاكرة سكان المنطقة وعدم زيارة كبار المسؤولين من الحكومة الاتحادية كان محبطاً ومؤسفاً لأنهم حضروا للسياحة أولها ونصفها وختامها وافتتحوا منشآت في خمس محليات ولم يسألوا عن محليتي طوكروجنوبطوكر وهم أدرى بالمشكلات التي بين الوالي وبينهم.