تسلّم جوائز نوبل في احتفال رسمي في العاشر من ديسمبر من كل عام على ان تُعلن أسماء الفائزين في شهر أكتوبر من العام نفسه من قِبل اللجان المختلفة والمعنية في تحديد الفائزين لجائزة نوبل. والعاشر من ديسمبر هو يوم وفاة الصناعي السويدي، صاحب جائزة نوبل. وقد أنشئت جائزة نوبل عام 1901 م على يد «الفريد نوبل» العالم السويدي الذي جمع ثروة ضخمة من بيع اختراع جديد هو الديناميت. وأصبحت جائزة نوبل تُمنح في العديد من المجالات مثل الكيمياء والفيزياء والطب والسلام والاقتصاد، إلا أن أبرزها على الإطلاق جائزة نوبل للأدب. وقد نص الفريد نوبل في وصيته على ضرورة منح إحدى الجوائز سنويًا لكاتب أو أديب أنتج عملاً بارعًا يعتبر نموذجًا للأدب المثالي. وكان أول فائز بجائزة نوبل هو الشاعر الفرنسي سولي برود اوم الذي تم تفضيله على تولستوي. وتقوم الأكاديمية السويدية باختيار الفائز من قائمة تضم أسماء خمسة أدباء يرشحهم أساتذة الأدب والفائزون بجائزة نوبل السابقون.. وعلى الرغم من ضخامة المبلغ المالي المقدم ضمن الجائزة وهو مليون دولار، فقد رفضها جان بول سارتر عام أربعة وستين بدعوى أنه كان دائمًا يرفض التقدير القادم من جهات رسمية كما رفضها اخرون . والجائزة ظلت مقصورة على الأدباء والكتاب الغربيين خلال النصف الأول من القرن العشرين، فقد كان الروائي النيجيري وليه سوينكا أول أديب إفريقي فاز بجائزة نوبل وكان ذلك عام ستة وثمانين. وفاز بها الكثيرون من الأدباء المرموقين مثل جابرييل جارسيا ماركيز وارنست هيمنجواي والكسندر صولجنيتسن وصامويل بيكيت ونجيب محفوظ ... العرب ونوبل: ومنطقة الوطن العربي هي من أقل المناطق التي فاز مواطنوها بجائزة نوبل، وقد فاز ستة عرب بالجائزة منهم سيدة، وكان لمصر النصيب الأكبر من جوائر نوبل في منطقة الشرق الأوسط وفي المنطقة العربية. اضافة الى الأديب نجيب محفوظ حاز الرئيس المصري محمد أنور السادات على جائزة نوبل للسلام سنة 1978م. وحاز على جائزة نوبل للسلام أيضاً الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعد اتفاق اوسلو عام 1994م، وكذلك الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للهيئة الدولية للطاقة الذرية. وقد حازت اليمن بجائزة واحدة نوبل للسلام وهي أول جائزة لامرأة عربية للناشطة توكل كرمان سنة 2011م وبالنسبة للصحفية اليمنية توكل كرمان فقد حصلت على الجائزة وهي في سن 32 عاماً حيث تعد أصغر امرأة تحصل على جائزة نوبل حتى هذا العام، وقد حصلت على جائزة نوبل للسلام للعام 2011م بالمشاركة مع سيدتين من ليبيريا. وقد تبرعت السيدة اليمنية توكل كرمان بالجائزة النقدية للخزينة العامة للشعب اليمني لأنه بحسب قولها هو من يستحق الجائزة لما قدمه من نضال حضاري وثورة سلمية خرج فيها الشعب بكل مكوناته للشوارع والساحات سعياً لإسقاط النظام اليمني.. كما حصل الدكتور أحمد زويل المصري الجنسية على جائزة نوبل في الكيمياء دون الاشتراك مع أحد، ومن عرب المهجر حصل كل من بيتر مدور على جائزة نوبل في الطب وإلياس جيمس خوري على جائزة نوبل في الكيمياء، وهما من أصول لبنانية. العالم ونوبل للأدب: ومن اكثر الدول التي حاز ادباء منها على نوبل كانت فرنسا الأكبر حظًا قد فاز منها 14 كاتبًا ومن ألمانيا تسعة ادباء ومن ايطاليا خمسة ومن اسبانيا أربعة ادباء اضافة الى فائزين من ايرلندا وبولندة وروسيا والمملكة المتحدة والصين والسويد ونلندة والنرويج والصين والبيرو واستراليا والهند وجواتيمالا ويوغسلافيا واليونان وتشيلي وكولومبيا وجنوب افريقيا والبيرو، وكما حجبت الجائزة لعدة اعوام متتالية حينًا ومتفرقة احيانًا.. الطيب صالح وجائزة نوبل: بعد رحيل الأديب الطيب صالح تعالت الأصوات المطالبة بدعم ترشيحه لنيل جائزة نوبل وكان من المنطقي أن تتجه الأنظار نحو اتحاد الكتاب العرب واتحاد كتاب مصر لحثهما على التضامن مع مجموعة من المؤسسات الثقافية في الخرطوم بينها اتحاد الكتاب السودانيين ومركز عبد الكريم ميرغني الثقافي الذين أرسلوا رسالة إلى الأكاديمية السويدية ترشح فيها الروائي الطيب صالح لنيل جائزة نوبل وكانت تلك هي المرة الثانية التي يرشح فيها الراحل من خلال مؤسسات سودانية. ولكن لم تكن لتلك الخطابات قيمة كما قال وقتها الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب محمد سلماوي ان جائزة نوبل لا يتم ترشيح الأشخاص لنيلها من قبل الدولة أو غيرها من المؤسسات والاتحادات بل يتم الترشيح لها حصرًا من قبل أكاديمية متخصصة مرتبطة بالجائزة وهي لا تأخذ بعين الاعتبار ترشيحات الدول أو الأفراد بل تقرر شروط الترشيح وفق آلية خاصة. وتكون الترشيحات سرية. وان الترشيح لجائزة نوبل له طريقتان لا ثالثة لهما الأولى عبر تلك المراكز العلمية المعتمدة لدى الجائزة وتسمى وكلاء نوبل والثانية بواسطة الفائزين السابقين بالجائزة إذ ترسل لهم المؤسسة سنويًا استمارة ترشيح. وكما ورد أن الطيب صالح رُشح لنيل الجائزة بالفعل قبل وفاته بأسبوع واحد فقط عبر وساطة مصرية قام بها الكاتب محمد سلماوي بحسب صحيفة الجمهورية .. ورحل الطيب صالح ولم تتضح حقيقة الرؤية فى شأن ترشيحه أو عدمه اثناء حياته.. ومضت السنوات والامل ان يطل علينا ترشيح حقيقي لأحد أدبائنا لنوبل قبل أن يسبقنا الموت إليهم..