أقام سلاح المهندسين إفطاره السنوي الراتب يوم الأحد 12 رمضان 1434ه الموافق 21 يوليو 2013م بداره العريقة بأم درمان توافد لهذا الإفطار عدد كبير جدًا يقدر بحوالى ألف شخص من الضباط والضباط العاملين والمتقاعدين، وكان الإعداد جيدًا من كل النواحي خاصة الاستقبال حيث اصطف عددٌ مقدَّر من الضباط وضباط الصف العاملين لاستقبال ضيوفهم بكل ترحاب، وكان المكان مهيئًا تمامًا من حيث الكراسي والترابيز وفرش الصلاة والمنصة المتحركة التي أنشدت من عليها إحدى فرق الإنشاد الديني. وعلى الطرف الآخر اصطفَّ حرس الشرف بكامل ملبسه وحسن مظهره وانضباطه المعروف يؤدي التحية العسكرية لضيف الشرف سيادة الفريق أول مهندس ركن/ مصطفى عبيد رئيس أركان القوات المشتركة الذي شرف الاحتفال بصفتين الأولى: بصفته رئيس أركان القوات المشتركة، والثانية: ابن هذا السلاح العريق الذي التحق به برتبة الملازم حتى تقلد قيادته في يوم من الأيام، وبعد الإفطار الخفيف أدى جموع الحاضرين صلاة المغرب في جماعة ومن ثم تفرقوا على ترابيز المائدة لتناول وجبة الإفطار ومن هنا اختفت كل أشكال الرتب المختلفة التي دائمًا يتمسك بها العسكريون للمحافظة على الضبط والربط. واختلط جموع الحاضرين كلٌّ على شاكلته، فنجد في المنضدة الواحدة اللواء والعريف وهم يتجاذبون أطراف حديث الذكريات التي قضوها في هذا المكان العريق، ثم تُليت بعض آيات الذكر الحكيم ومقدمة بسيطة ترحابًا بالحضور، وبعدها اعتلى السيد/ اللواء مهندس ركن/ سعد الدين محمد الأمين قائد سلاح المهندسين المنصَّة وقدَّم كلمة قصيرة شكر خلالها كل الحضور على استجابتهم الكريمة لهذه الدعوة وعدَّد مآثر وأعراف وتقاليد سلاح المهندسين التي مازالت باقية كدلالة على هذا الإفطار السنوي، وحث الجميع على التماسك بروح الإخاء بين كل أفراد سلاح المهندسين العاملين والمتعاقدين. يتميَّز سلاح المهندسين بأنه من أعرق الأسلحة الفنية بالقوات المسلحة وله تقاليد تختلف كثيراً عن باقي تقاليد الأسلحة الفنية الأخرى، ومن هذه التقاليد التحية العسكرية، وحتى العام «1970م» وقبل قيام ثورة «25» مايو «1969م» كان جنود سلاح المهندسين يؤدون التحية العسكرية لبعضهم البعض عند الحضور والانصراف. والمعروف أن التحيَّة العسكريَّة تؤدى للضباط فقط. وقد تم إلغاء هذا التقليد في العام «1970م» في احتفال كبير بسلاح المهندسين حضره الرئيس السابق المرحوم المشير جعفر محمد نميري، في هذا الاحتفال ألغى التحية العسكرية بين جنود سلاح المهندسين كما ألغى لبس الرداء القصير في كل القوات المسلحة. سلاح المهندسين يمجد أفراده المميزين وذلك بأن أطلق على بعض منشآته بعض الأسماء، ونذكر على سبيل المثال ميز الاميرلاي عبد الله بك خليل لسكن الضباط وجراج النقيب أحمد عبد المولى ومكتبة العقيد عمر الضيء عجبنا وهي مكتبة سلاح المهندسين العامرة. كان لا بد من وقفة في هذا المجال، فسلاح المهندسين من أوائل الوحدات التي انشأت مكتبات عامة لأفرادها، وأذكر أن القيادة العامة للقوات المسلحة دفعت بأول دفعة لأمناء المكتبات لتأهيلهم، كان ذلك في العام «1972م» في معهد الدراسات الإضافية جامعة الخرطوم، مدة الدراسة عام كامل، شروط الانتساب في هذه الدورة الشهادة السودانية ما عدا العسكريين تم استثناؤهم كحد أدنى رابعة وسطى، وتم ترشيح «10» من العسكريين لحضور هذه الدورة كلهم من ضباط الصف، رقيب فما دون، وبعد نهاية الدورة التي امتدت لعام كامل درسنا من خلالها التصنيف العشري لدوي والفهرسة والمعلومات العامة وكان من الأساتذة الأجلاء المرحوم/ البروفسير علي المك والأستاذة/ الرضية آدم وآخرون لم تسعفني الذاكرة لذكر أسمائهم لطول الفترة، وبعد نهاية الدورة اجتاز الدورة «17» دارسًا من جملة «53» دارسًا وكان عدد الأفراد العسكريين الذين اجتازوا الدورة «6» أفراد منهم عمر المرضي عجبنا أمين مكتبة سلاح المهندسين وشخصي الضعيف أمين مكتبة الكلية الحربية للأعوام (1974- 1976م) وأربعة آخرون. أيضًا يتميَّز سلاح المهندسين بدرجة عالية من التكاتف والتعاون وتقديم خدمات إنسانية لأفراده خاصة المتقاعدين وبذلك تم تسجيل جمعية ضباط صف سلاح المهندسين الخيرية والجمعية الخيرية لضباط سلاح المهندسين المتقاعدين لدى مفوَّض العمل الطوعي والإنساني خدمةً لأفراد هذا السلاح العريق. هذا فيض قليل من كثير يمكن أن يُكتب عن سلاح المهندسين فله ولقائده ولأفراده التجلة والتحية والسلام. مقدم «م» محمد كرشوم حسن 9090662121