في المعلومات الجديدة التي كشفتها لجنة التحقيق الوطنية الخاصة عن حادثة مقتل ناظر مجموعة دينكا نقوك في أبيي بولاية غرب كردفان الناظر كوال دينق جاء الحديث عن أن مسرح حادث قتله احتوى على ثلاث مجموعات وصفتها المعلومات بالرئيسة. وهي مجموعة القوات الدولية المرافقة لوفد كوال باعتبارها حراسة له. ولكنها لم تحرسه بالصورة المطلوبة فقد تعرَّض للقتل أثناء وجود أفراد من متمردي الجبهة الثورية في مسرح الجريمة بعلم القوات الأممية «يونسفا» نفسها التي رافقت وفد كوال لحراسته. ويقول تقرير لجنة التحري والتحقيق أن «قناصاً» قام بإطلاق النار على السلطان كوال. طبعاً في نفس الوقت كان قد سقط ستة عشر تقريباً من أبناء المسيرية قتلى وهم من المطالبين بإعادة إبقارهم المنهوبة والمحتجين، ومطالبتهم بحقوقهم تشير إلى براءتهم من قتل السلطان، إذ إنهم كانوا في حاجة إلى حياته، فهو ليس مثل غيره من أبناء دينكا نقوك في الحركة الشعبية أمثال دينق ألور وإدوارد لينو وإن كان لينو من قبيلة الفراتيت وليس دينكا نقوك كما تقول المعلومات. والسؤال هنا لماذا سمحت القوات الأممية بوجود عناصر من الجبهة الثورية في ذاك المكان الذي تراقبه؟! فهل هذه القوات لا تتمتع بأفق أمني يعينها على أداء مهمتها؟! أم أنها متآمرة مع المتمردين في مشروع إيقاع الفتنة بين المسيرية ودينكا نقوك لنسف ما تبقى من تعايش سلمي بينهما ظل قائماً على مدى عشرات السنين؟! المجموعة الثانية هي الوفد الذي كان يقوده كوال ونائب رئيس لجنة إشراف أبيي. لكن هل زيارتها إلى المنطقة كانت من الصواب في شيء؟! طبعاً كلا ثم كلا والوفد نفسه يفهم هذا لكن تبني الحركة الشعبية لفتنة أبيي بين العرب ودينكا نقوك تطلب أن يحملوا السلطان كوال على ارتكاب هذا الخطأ ليكون هو «كبش فداء» من أجل تحقيق غرض معين تحتضنه أجندة الحركة الشعبية ضمن مشروعها العدواني ضد السودان. وحتى خطاب الاستقلال الذي ألقاه سلفاكير لم يخلُ من روح العدوان للسودان فقد أشار الرجل إلى أنه لن ينسى أن يدعم المتمردين السودانيين في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان.. الرجل كان، يتوعّد. المجموعة الثالثة المشار إليها في تقرير لجنة التحقيق الوطنية هي العرب المسيرية المطالبون بإعادة أبقارهم المنهوبة والمحتجون على زيارة السلطان كوال دينق إلى منطقة شمال أبيي. أولاً: قبل اتفاقية نيفاشا لم يكن أحد يستطيع نهب بقرة واحدة من المسيرية، لكن هذه الاتفاقية التي جعلت الحركة الشعبية تتمدد بقواتها داخل «الشمال» السوداني شمال حدود عام 1956م.. عرَّضت أبقارهم للنهب.. فإذا كان السؤال بأي قوة تم نهب أبقار العرب المسيرية؟! فإن الاجابة تبقى واضحة جداً بعد إدخال اتفاقية نيفاشا حيز التنفيذ في 9يوليو عام 2005م. ومعلوم أن بروتوكول أبيي ضمن بروتوكولات هذه الاتفاقية كيف جاء كارثياً على المسيرية وكل السودان وفتح قضية «حلايب أخرى» لقد جاء على طريقة احتلال فلسطين. وإذا كان قد صدر عن الأممالمتحدة قرار تقسيم فلسطين بين الفلسطينيين واليهود الذين ورثوا الاحتلال من بريطانيا وهو ظالم للفلسطينيين فإن «حل التقسيم» في أبيي على تلك الطريقة يكون أيضاً ظالماً للمسيرية.. لأنه تقسيم لأرضهم.