يبدو أن التغييرات المناخية بالولاية الشمالية ستضع السلطات الحكومية في وضع لا تُحسد عليه خاصة في ظل شح الإمكانات، ومع اقتراب أيام عيد الفطر المبارك المتزامن مع فصل الخريف فقد شهدت محلية القولد «85» كيلو مترًا جنوبدنقلا أمطارًا غزيرة تبعتها سيول جارفة هددت عددًا من المنازل والمتاجر والمدارس والمؤسسات المختلفة، وتعتبر هذه السيول هي الأعنف منذ أكثر من «25» عامًا، وتعتبر الولاية الشمالية من الولايات شحيحة الأمطار على مدار العام غير أن الموسم الحالي ينذر بأمطار غزيرة وإذا لم تتحسب السلطات لذلك فان الخسائر ستكون اكبر، وكانت أكثر المحليات تضررًا هي محلية القولد حيث شهدت مناطق «سوري وسالي وأوربي جنوب وأوربي وسط ودمبوا ورومي البكري والمقاودة ولتي قسم1 وشبتوت قبلي وامنتجوا» شهدت انهيارات متفاوتة بالمنازل بلغت في جملتها «133» منزلاً انهيارًا جزئيًا و«22» منزلاً انهيارًا كليًا جراء الأمطار التي ضربت هذه المناطق وتبعتها السيول التي جاءت من أقصى الغرب لمحلية القولد، كما احتسب مواطنو قرية سوري طفلاً في التاسعة من عمره توفي غرقًا في مجاري السيول والأمطار. وتوقف والي الشمالية بالإنابة ووزير الزراعة مهندس عادل جعفر برفقة وزراء الصحة والتخطيط العمراني والدفاع المدني ومعتمد القولد ومنسق الدفاع الشعبي بالولاية توقفوا على حجم الأضرار والخسائر التي لحقت بالمواطنين والمؤسسات العامة، وفي تصريحات صحفية لوالي الولاية بالإنابة أوضح أن غرفة الطوارئ بالولاية تعد العدة للعمل الوقائي في المجال الصحي إضافة إلى تحريك الآليات لترميم الجسور ومراجعة مجاريها وذلك بالتنسيق مع اللجان الشعبية مشيرًا إلى أن الأمطار أدت إلى تلف في بعض المزروعات ومساكن المواطنين وتصدع المؤسسات الحكومية من مدارس ومراكز صحية بمحلية القولد، وأشار والي الشمالية بالإنابة إلى أهمية مراجعة المواطنين لأسقف المنازل وعمل التحوطات اللازمة لتقليل وتفادي الخسائر، وأضاف: «عقدت الغرفة اجتماعًا طارئًا عقب حدوث هذه الكارثة وتم التأمين على توفير طلمبات الشفط للمياه وتوفير اكبر كمية من الخيش وتوفير الآليات في مواقع ترميم مجاري السيول والأمطار وتوفير وحدة صحية بالمناطق المتأثرة»، وطالب والي الشمالية بأهمية عملية الحصر للمتضررين لوضع المعالجة والدعم في حدود الممكن كما امن على انتظام عملية الرش الوقائي للمياه الراكدة. من جانبه أوضح معتمد القولد أمير فتحي في حديثه ل«الانتباهة» أن الأمطار والسيول التي شهدتها محليته تتطلب تتضافر كل الجهود مطالبًا منظمات المجتمع المدني بتقديم الدعم للمتضررين، وأضاف: « فور حدوث الكارثة تحركنا ووقفنا على حجم الأضرار الأمر الذي جعلنا نتخذ القرارات المناسبة من حيث توفير الخيش وتحريك الآليات لفتح المسارات إضافة إلى توجيه الجهات الفنية لعمل الحصر الدقيق لكل الخسائر، كما سيتم تقديم عدد من المعينات للمتضررين من خيم ومشمعات وسيتم عمل جسر دائري لحماية المواقع المهددة بالسيول»، وأوضح المعتمد أن محليته ستنشئ وحدة صحية بالقرب من المناطق المتأثرة لمتابعة الوضع الصحي وإجراء الرش الفوري للمياه الراكدة. من جانبهم فقد أوضح عدد من المواطنين الذي استطلعتهم «الإنتباهة» بمواقع الأحداث «أن الأمطار بدأت في الهطول عقب صلاة الصبح واستمرت لأكثر من ثلاث ساعات بمستوى واحد مما أدى إلى انهيار عدد من المنازل وسقوفات المنازل، وفي أثناء ذلك داهمت المنطقة السيول الجارفة القادمة من الغرب «غرب الطريق الرئيسي شريان الشمال» مما أدى إلى انهيار منازل أخرى مشيدين بالمجهودات التي بدلتها سلطات المحلية والسلطات الولائية خاصة فيما يتعلق بتحريك الآليات التي عملت على فتح المسارات مما جعل عددًا من المنازل تنجو من السقوط.