الخارجية السعودية ل «الخرطوم»: الحادث غير مقصود..الخارجية الإيرانية: الموقف السعودي مؤسف وسوف نحقق..السفارة السعودية بالخرطوم ل «الإنتباهة»: أي رد بعد العيد منعت سلطات الطيران السعودية الطائرة التي كانت تقل الرئيس عمر البشير والوفد المرافق له إلى إيران أمس، تلبية لدعوة القيادة الإيرانية لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني، منعتها من عبور الأجواء السعودية. وعادت الطائرة بحسب «سونا» إلى الخرطوم على الرغم من حصول الطائرة على إذن العبور. ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عرقجي القرار السعودي بأنه «مؤسف»، موضحًا أن إيران ستدرس المسألة. تجدر الإشارة إلى أن الطائرة سعودية ومستأجرة ويقودها طاقم غير سوداني فشل في إعطاء المعلومات الخاصة بإذن العبور أثناء تحليق الطائرة في الأجواء السعودية. وكان يرافق رئيس الجمهورية وزراء رئاسة الجمهورية، الخارجية، الزراعة والاستثمار. ومازالت السلطات السودانية في انتظار الموقف الرسمي للمملكة العربية السعودية، خاصة أن الطائرة حصلت على إذن العبور مسبقاً. تقرير: فتحية موسى المثني عبد القادر رفضت السلطات السعودية عبور طائرة الرئيس عمر البشير فوق مجالها الجوي التى كانت متجهة إلى العاصمة الإيرانيةطهران لحضور حفل تنصيب الرئيس المنتخب حسن روحاني، مما اضطره إلى العودة للخرطوم، على الرغم من حصول الطائرة على إذن العبور وإن كان على متنها رئيس دولة، وتجدر الإشارة إلى أن الطائرة سعودية مستأجرة ويقودها طاقم غير سودانى لكنه فشل فى إعطاء المعلومات الخاصة بإذن العبور أثناء تحليق الطائرة فى الاجواء السعودية، برغم الإبلاغ عن وجود الرئيس السوداني على متنها، ووفقاً لما ذكرته إذاعة أم درمان فقد حلقت طائرة الرئيس السوداني والوفد المرافق قرابة الساعة، جرت خلالها اتصالات بين قائد الطائرة، والشركة التابعة لها، وبين سلطات الطيران السعودي بمطار جدة قبل أن يتم قطع الاتصال، ومازالت السلطات السودانية فى انتظار الموقف الرسمى للمملكة العربية السعودية خاصة أن الطائرة حصلت على إذن العبور مسبقاً، وبدورها اتصلت «الإنتباهة» بالسفارة السعودية بالخرطوم حيث أبلغها الموظف في الديسك انه ليس هناك رد حالياً لاى طلب صحفي، وكل الردود ستتم الاستجابة لها بعد العيد، وفي المقابل لم يتسن ل «الإنتباهة» ملاحقة السفارة الإيرانية للتعليق بشأن تأثير عدم الزيارة على علاقات البلدين، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي قال لوكالة الطلبة الإيرانية للانباء إن التحرك السعودي «مؤسف للغاية»، ومشيراً الى ان طهران تحقق. اعتذار غير رسمي علمت «الإنتباهة» من مصادر رفيعة أن المملكة العربية السعودية قدمت اعتذراً غير رسمي بواسطة وزارة الخارجية السعودية في مهاتفة مع وزارة خارجية السودان أمس ، وقالت المصادر ان السعودية اقرت بأن الحادث غير مقصود، لكن الخرطوم اصرت على الاعتذار الرسمي. الرواية الرسمية بحسب السكرتير الصحافي لرئاسة الجمهورية عماد سيد أحمد فإنه أبلغ صحيفة بأن زيارة الرئيس البشير لطهران كانت مقررة اول امس السبت، بيد أنها أجلت الى يوم امس وتستمر لمدة يومين. الجدير بالذكر ان الغرض من زيارة المشير البشير الى جمهورية إيران أمس فى زيارة رسمية تستغرق يومين رافقه خلالها كل من الفريق اول ركن بكرى حسن صالح وزير شؤون رئاسة الجمهورية ووزير الخارجية علي أحمد كرتي، ووزير الزراعة دكتور عبد الحليم إسماعيل المتعافى والوزير بالمجلس الاعلى للاستثمار دكتور مصطفى عثمان إسماعيل ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطنى الفريق اول ركن مهندس محمد عطا المولى. ويقول عماد سيد أحمد السكرتير الصحفي للرئيس البشير إن السلطات السعودية رفضت إعطاء الطائرة التي تقل الرئيس البشير الإذن بعبور أجوائها بحجة عدم إخبارها بأن الطائرة التى صُرحت لها بالعبور على متنها الرئيس البشير، علماً بأن الطائرة الرئاسية التى من المفترض تقل الرئيس تخضع لصيانة لذلك تم استئجار طائرة اخرى تمت على ضوئها كل الاجراءات الرسمية، إلا أن السلطات السعودية رفضت ومنعت الطائرة من العبور عبر أجوائها. هكذا تحدث الخبراء: وفى ذات السياق تحدث الخبير اللواء طيار عبد الله صافى النور ل «الإنتباهة» قائلاً هناك إجراءات رسمية تمت وأخذت الاذن من هيئة الطيران المدنى، وجميعها سليمة، ويستبعد صافى النور ان يكون هذا سبباً لمنع الطائرة وليس فى الأمر سرية، والجميع يعلم بتوجه الرئيس الى إيران، ولا نستطيع ان نحدد اين يكمن الخطأ، فهل من المراسم ام هناك اسباباً خفية ستكشف الايام القادمات عنها أم ماذا؟ الجدير بالذكر أن الرئيس البشير قد قام بعدد كبير من الرحلات الخارجية بعد قرار الجنائية الذي تم الإجماع عليه بأنه لا يعني السودان في شيء، وكان واضحاً أن البشير عمد إلى تحدي القرار، ففي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من صدور القرار في مارس 2009م قام بزيارة سبع دول هي: إريتريا، قطر، المملكة العربية السعودية، مصر، إثيوبيا وليبيا وزيمبابوي، بالرغم أن هناك كثيرين عارضوا أسفار الرئيس، ورأوا أن رحلات البشير يمكن أن ينوب عنه فيها آخرون، ورأوا ضرورة التحسُّب للتآمر الذي يحيط بالسودان، بل ذهب الأمر إلى أبعد من ذلك حيث اصدر العلماء فتوى قضت بعدم سفر الرئيس الا انهم تراجعوا عنها بعد أن حطّ الرئيس رحاله في الدوحة بعد الزيارة الشهيرة، وهناك مطالبات كثيرة للرئيس بتقليل أسفاره الخارجية أو إغلاق هذا الباب نهائياً، وهي منطقية جدًا خاصة إذا ما نظرنا إلى حال كثير من الرؤساء وحرصاً على سلامته من تربص الجنائية به . حادثة تركيا وفي نوفمبر 2009م وعقب مشاركة البشير في اعمال المؤتمر الوزارى الرابع لمنتدى التعاون الصينى الافريقى في مدينة شرم الشيخ المصرية، أقلعت الطائرة الرئاسية متجهة الى تركيا، لكن قبل أن تكمل طريقها في البحر الأبيض المتوسط، أعلن وزير الدولة بوزارة الخارجية علي أحمد كرتى من على الطائرة الرئاسية أن السودان قرر عدم مشاركة الرئيس عمر البشير في القمة الاقتصادية الاسلامية في تركيا بسبب رغبة الخرطوم في تجنيب انقرة المزيد من الضغوط الاوروبية، وكان الرئيس قد قرر في اتصال مع الرئيس التركي عبد الله غول عدم المشاركة في اجتماع منظمة المؤتمر الاسلامي، وآنذاك ندد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بمطالبة الاتحاد الاوروبى لبلاده بعدم استقبال البشير، قائلاً إن ذلك الطلب يشكل تدخلاً فى الشؤون الداخلية لتركيا، وفقاً لوكالة أنباء الأناضول التركية. ليبيا القديمة: في نوفمبر 2010م خضغ الرئيس الليبي السابق الراحل معمر القذافي للأوروبيين وأدار ظهره للرئيس عمر البشير، وقاطع السودان عندها القمة الأوروبية الإفريقية، وترجع حيثيات الحادثة عندما وصلت طائرة الرئيس الى مطار طرابلس ولم يسمح للوفد السوداني بالنزول للمشاركة في القمة آنذاك، وأعلنت الرئاسة أن السودان قاطع القمة مشتركة للاتحاد الإفريقي والاتحاد الاوروبي، وقالت الرئاسة في بيان لها إن السودان قرر الانسحاب من القمة الافريقية الاوروبية على كل المستويات، وأضافت أن هذا ناتج عن ضغوط الاتحاد الاوروبي. ومما يجدر ذكره ان الرئيس المخلوع حسني مبارك رفض استضافة القمة الفرنسية الإفريقية في 2009م بسبب رفض فرنسا دعوة البشير للقمة، وأصرت الحكومة الفرنسية على عدم دعوة البشير وهو ما رفضته القاهرة. زيارة الصين: ووفقاً لمراقبين متابعين لمجريات الأحداث حول سفر البشير، فالسيناريو نفسه تكرر مرة اخرى في عام 2011م عند زيارة الرئيس البشير الى الصين الشعبية، وحينها أقلعت الطائرة الرئاسية من مطار مهرأباد بعد انتهاء زيارة الرئيس البشير لإيران التي استمرت يومين في الطريق إلى جمهورية الصين الشعبية، حيث كان من الممكن أن تعانق مهبط مطار طهران الدولي بعد مدة قصيرة جدًا من تحليق الطائرة، قبل ان تعلن السلطات التركمانية رفضها استقبال الطائرة الرئاسية من طراز اليوشن، وحينها رفضت السلطات التركمانية البوح او تقديم تفسير واضح لرفضها عبور طائرة الرئيس التى قطعت ساعتين ونصف الساعة من الوقت، وبعد أن منحت الإذن بالمرور فوق أجوائها وحدّدت نقطة العبور طلبت من الطائرة تغيير مسارها لنقطة أخرى غير مأذون بها ومسار آخر يقود لدخول الأراضي الأوزبكستانية، حيث لم تمنح السلطات الأوزبكية أصلاً إذنًا بالمرور، ورفض ذلك وطُلب العودة وعدم المرور فوق أجواء تركمانستان التي كانت قد أعطت الطائرة بالفعل ترخيصًا بالمرور، وعادت الطائرة مجدداً الى مطار مهر أباد، وبعد اتصالات عديدة مع السفارة الباكستانية التى وافقت على عبور الطائرة عبر اجوائها دخلت الطائرة الأجواء الصينية في رحلة تحدٍ كبير للمؤامرة الدولية لمنع الرئيس البشير من الوصول للصين، لكنه زار الصين في النهاية وعاد للخرطوم.