نفس السلوك المنافق الذي كان يتعامل به معمّر القذافي مع السودان، ها هو الرئيس اليوغندي موسفيني يرثه منه. ومعلوم الدور الذي لعبه موسفيني لصالح تمرد قرنق. والدور الذي يلعبه الآن لصالح تمرد قطاع الشمال بحركة قرنق وتمرد حركات دارفور أيضاً. ومعلوم أيضاً كرهه الشديد للثقافة العربية والإسلامية فهو لا يعتبرها من مكونات التنوع في القارة الإفريقية، وإنما يعتبرها عدواً كبيراً لإفريقيا. لكن أي إفريقيا؟! انظر الآن إلى هذه القارة.. أنظر إلى شمالها الأقصى حيث شعوب دولها الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط. أنظر إلى شرقها وإذا ضممنا إليه جمهورية السودان وإلى غربها وجنوبها ووسطها هل تشعر بأنها صورة لشخص واحد؟! إنه التنوع في كل شيء وهذا ما يميزها عن بقية القارات الأخرى حتى في المناخات لكن أمثال موسفيني يريدون تحويل جنة تنوعها إلى جحيم بسبب الكراهية العنصرية.. أمثال موسفيني داخل الحركة الشعبية كثر منهم باقان وادوارد لينو وحتى سلفا كير الذي سبق أن خاطب حضور قبل انفصال الجنوب داخل كنيسة القديسة تريزا بجوبا لاحظ المكان هذا وقال:«إذا كنتم تريدون أن تكونوا مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة فصوتوا للوحدة».. انتهى. والسؤال هنا هل أبناء جنوب السودان في أمريكا وأروربا مواطنين من الدرجة الأولى وهم هناك يحملون جنسيات تلك الدول؟! أم أن الدرجة الثانية والثالثة في تلك الدول أفضل من الأولى في السودان؟! موسفيني يريد أن يقود مبادرة لحل المشكلة السودانية التي طالما دعمها وأشرف على جزء منها. وبذلك يذكرنا شخصية القذافي الغريبة. كان القذافي يدعم تمرد دارفور بعد أن دعم ابتداءً تمرد الجنوب ومع ذلك يأتي إلى الخرطوم ويتحدث عن العلاقات الأخوية بين السودان وليبيا، وهو يسمى سفيره بدلاً من لقب سفير بأمين مكتب الإخوة. يُعلن الإخوة، ويُخفي التآمر على السودان. لكن ماذا يريد موسفيني بالضبط؟! هل يريد دوراً إقليمياً؟! طبعاً من حقه ولا اعتراض على ذلك، لكن هذا يتطلب توبة منه وتأهيلاً. فهل يتوب أم أنه يراهن على أن السودان يمر بمنعطف وضغوط دولية ويمكن أن يقبل حتى بمبادرات أعداءه؟! { وفاة شارون قاتل المصريين في هذا الوقت الذي أعلن فيه عن وفاة جزّّار صبرا وشاتيلا شارون نذكر ونتذكر مشاركته في قتل وتعذيب الأسرى المصريين عام 1967م. جاء إعلان السفاح شارون بعد دخوله في غيبوبة منذ سبع سنوات قضاها في المستشفى. بعد انقلاب السيسي كانت جهة يهودية إسرائيلية تقول بأن السيسي بطل قومي لليهود لأنه أطاح النظام الديمقراطي في مصر الذي جاء بالإسلاميين. وبغض النظر عن كل شيء أليس المنافسة الديمقراطية تستحق نتائجها الاحترام؟!. لكن هناك من نفى صحة وفاة شارون فقد قالت مسؤولة بمستشفى سوروكا ببئر السبع «لا صحة لما يتم تداوله على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حول إعلان طاقم طبي في المستشفى عن وفاة شارون». انتهى. لكن رئيس قسم المخ بالمستشفى ذاتها قال بأن شارون رغم كل الجهود «لم ينج».. ولم يقل توفي، وربما يقصد النجاة من الغيبوبة وليس الوفاة. على أية حال فهو ميت منذ سبع سنوات. لكن الطبيب قال: للأسف قد فقدناه. فهل يقصد فارق الحياة أم لن يعود لمجازره؟!