سأل أعرابي الخليل بن أحمد «ما أنواع الرجال؟ فقال الخليل « الرجال أربعة رجل يدري ويدري أنه يدري فذلك عالم فسلوه ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذاك ناسٍ فذكِّروه ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فذلك يسترشد فعلِّموه ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك جاهل فارفضوه». والحمد لله أن حكومتنا نجت من كونها جاهلة باعتراف وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود حامد رئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني بوجود جملة من الإشكالات تسبَّبت في تفاقم أزمة السيول والفيضانات هي عبارة عن إشكالات فنية في تخطيط المدن بكل السودان، إضافة لإشكالات البنى التحتية وتصميم الطرق والشوارع والترع، ووصف ساكني القرى المتأثرة في الوديان بالمزمنة، كذلك أقر والي الخرطوم بعدم مطابقة الطرق المشيدة للمواصفات والمقاييس المحددة.. إذن فحكومتنا الموقرة التي يمثلها الوالي والوزير في هذه الحالة ليست جاهلة لنتركها حسب وصية الحكيم ولكن تحت أي نوع من الأربعة يمكن أن ندرجها؟ في خانة العالم؟ بالتأكيد لا. الناسي؟ ربما، وإذا كان والي الخرطوم يقر بعدم مطابقة الطرق للمواصفات فمن المسؤول عن ذلك؟ أليست ولاية الخرطوم هي من يمنح العطاءات والتصديقات؟ سؤال بريء: كيف ترسو العطاءات أصلاً؟ هل وفق منافسة بعد طرح الإعلانات في أجهزة الإعلام أم هناك طرق ومعايير لا نعلمها تحكم «الشغلانية»؟ وهل «سيبرد حشا» الأسر المكلومة في أبنائها والمتضررة من سقوط مساكنها بعد حديث الوالي والوزير؟ كثير من المسؤولين عندما نسألهم عن استعداداتهم للخريف قبل وقت مبكر يجيبوننا بسخرية «أها الخريف بدا عشان تلقو ليكم موضوع؟»! قال أفلاطون « من يأبى اليوم قبول النصيحة التي لا تكلفه شيئًا فسوف يضطر في الغد إلى شراء الأسف بأغلى سعر» وها هي الحكومة تشتري الأسف اليوم بأي سعر.. خبراء سويديون وتعويضات «10» ألاف جنيه لكل أسرة متضررة.. إلخ ولو دفعتها الحكومة مبكرًا لمعالجة مشكلات البنى التحتية وغيرها لكانت حفظت أرواح وممتلكات مواطنيها وقبل ذلك ماء وجهها.. عمومًا «العترة بتصلح المشية» ونرجو ألا ينتهي الخريف وتعود ريما لعادتها القديمة. برة الشبكة وزيرة التربية بولاية الجزيرة نعيمة محمد عبدالله «كتر خيرا» أرسلت قافلة لأبو كرشولا تشتمل على «4» دفارات ملابس «زي مدرسي وثياب معلمات» و14 ألف دستة كراسات إضافة ل«72» ألف جنيه، وربما شعرت الوزيرة بالفرح وهي تقرأ خبر كرمها في الصحف فهي لم تقرأ أو تسمع بالكارثة التي حلت بمحلية أم القرى «37» قرية متضررة و«11» مؤسسة تعليمية لحقت بها الأضرار إضافة إلى «46» قرية في شرق الجزيرة وانهيار «548» منزلاً.. إلخ وقد استنجدت الولاية بالمركز والمجتمع الدولي!! يا نعيمة ما قمت به عمل جليل ولكن الأقربين أولى بالمعروف «وما تبقي زي ضل الدليب البضلل في بيت الجيران».