درجة القوات المسلحة لستين عاماً خلت إلا قليلاً على الاحتفال بعيدها القومي السنوي في الرابع عشر من شهر أغسطس من كل عام تمجيداً وتخليداً لليوم الذي تولى فيه الفريق أحمد محمد باشا الجعلي قيادة الجيش السوداني من الضابط البريطاني الجنرال إسكونز في ذات التاريخ كأول قائد عام للجيش السوداني، وجاء ذلك نتيجة للدور الذي لعبته القوات المسلحة في استقلال السودان وهو شرط قوة جيوش الحلفاء مع قوة دفاع السودان إذا شاركت قوة دفاع السودان في الحرب العالمية الثانية فسوف يُمنح السودان استقلاله وبالفعل شاركت قوة دفاع السودان في حرب شمال إفريقيا وشرقها وأبلت القوات المسلحة السودانية بلاءً حسناً شهد به الأصدقاء والأعداء، وأبرز الجندي السوداني شجاعة منقطعة النظير بقيادة أول قائد عام للجيش السوداني، وتمت سودنة القوات المسلحة على يده وتم جلاء القوات البريطانيَّة والمصريَّة وكانت هذه هي النواة الأساسية لاستقلال السودان ومنذ تكريم الفريق أحمد محمد ما انفكت القوات المسلحة تحتفل بهذه الذكرى المجيدة سنوياً، وحينما تحتفل القوات المسلحة بهذه المناسبة يكون لهذه المناسبة مغزى ودلالات ومعانٍ سامية وعظيمة الأثر في نفوس جنودها وشعورهم بالفخر والإعزاز والعزَّة والإباء. العيد التاسع والخمسون هو عيد بديع استثنائي وقد نظمته الإدارة العامة للتوجيه والخدمات بالقوات المسلحة وقد بدأ بتنظيم فعاليات مهرجان الإبداع العسكري السابع عشر والذي تنافست فيه وحدات القوات المسلحة في مختلف ضروب التنافس الأدبي والشعري والغنائي والموسيقي وتنافس في مجالات أخرى. عشية الأربعاء أُقيمت بقاعة الصداقة ليلة فداء كبرى احتفالاً بالعيد واحتفاءً وتكريماً لمجاهدات عظيمة قدَّمتها القوات المسلَّحة خلال السنوات الفائتة. العيد تضمن كذلك تكريمًا لرموز وقادة سابقين أثرَوًا الساحة العسكرية بعطاء غير مجزوز. جاء العيد وأمنيات الجميع أن يعود على الجيش السوداني وهو أكثر قوة وعدة وعتاداً وأكثر قدرة على حماية الأرض والحدود. نقلاً عن صحيفة «القوات المسلحة»