اخوتي قدامى المحاربين رفقاء السلاح، نرسل لكم عبر الاتكاءة التهانئ الحارة بمناسبة عيد الاستقلال، ولا بد لنا من كلمة بهذه المناسبة الوطنية التي يحتفل بها الشعب السوداني كل عام، ومن حق القوات المسلحة أن تحتفل، وأن تكون لها ولقادتها وقفة تقيم فيها دور القوات المسلحة وقادتها وجنودها في تحقيق الاستقلال، ولابد من إلقاء الضوء على مكابدات ومجاهدات الرعيل الأول من قادة القوات المسلحة وجنودها ودورهم الوطني وسعيهم لتحقيق استقلال الوطن العزيز. كثير من أبناء السودان وربما معظم شباب اليوم، لا يعرف تفاصيل وأسباب أحداث 1924م، وثورة عبد الفضيل الماظ، وتمرد طلبة المدرسة الحربية ووقوفهم مع أبطال القوات المسلحة من الضباط الذين رفعوا السلاح ضد قوات المستعمر، وأحداث التاريخ تتحدث عن دور ضباط القوات المسلحة في الحركة الوطنية وحراكها الواسع، وكيف كانت القوات المسلحة وقادتها تشارك في ذلك الحراك. أما مشاركة القوات المسلحة في الحرب العالمية الثانية فقد كانت بشرط من الحكومة البريطانية التي كانت تستعمر السودان، بأن ينال السودان حق تقرير المصير إذا شاركت قوة دفاع السودان في الحرب مع الحلفاء. وسنلقي الضوء على أحداث تلك المشاركة وتفاصيل ما جرى فيها من خلال صفحتكم اليوم التي خصصناها لدور القوات المسلحة في الاستقلال، ومرجعنا في ذلك ما كتب بأقلام بعض القادة الذين شاركوا في تلك الحرب، ومقالات كتبها بعض المهتمين بالتاريخ العسكري من الضباط والمواطنين. إخوتي قدامى المحاربين رفقاء السلاح، مما لا شك فيه أن كتابة تاريخ الشعوب والوقائع العسكرية بأقلام بعيدة عن الهوى الغرض، هي أفضل ما يمكن أن نقدمه للأجيال القادمة، ولا بد أن نلتفت اليوم قبل الغد لتاريخ قواتنا المسلحة وأن يكون سعي القائمين على أمر القوات المسلحة جاداً لجمع ما كتب عن تاريخ القوات المسلحة وقوة دفاع السودان، بهدف تنقيحه وتصحيحه وتقديمه وثيقةً تاريخيةً يمكن الرجوع إليها. ومرة أخرى نقدم التهنئة لقواتنا المسلحة بأعياد الاستقلال الذي لعبت في الحصول عليه دوراً كبيراً.. والتهنئة لقواتنا المسلحة وقادتها وجنودها على الانتصارات المتلاحقة التي تتحقق على يديها. وكل عام وأنتم بخير.