بين الحين والآخر يتجدد الحديث عن رفع الحظر عن المحروقات سواء من مسؤولين في البرلمان أو خبراء اقتصاديين أو من ذوي العلاقة بالشأن النفطي عموماً وهو أمر لا أدري أي سبب لطرقه في الوقت الحالي في عز الأزمة التي تمر بها البلاد من اجتياح السيول والأمطار لكافة المواقع السكنية وتدمير عشرات الآلاف من المنازل والمدارس والمنشآت بالمركز والولايات وفي وقت نحن أشد حاجة فيه لإغاثة المتضررين وجمع الصف وتوحيد الجهود للوقوف معهم بالأموال والمؤن الغذائية نجد بعض (المشاترين) يتحدثون عن ضرورة رفع الدعم عن المحروقات (هسة عليكم الله ده زمنه) بدل ما نتحدث عن كيفية توجيه الأموال والجهد الرسمي والشعبي لإيجاد خارطة طريق لتفادي أزمة السيول يحاول البعض إدخال المواطن في أزمة جديدة برفع دعم المحروقات لزيادة البلاء والغلاء ليصبح (الهم همين) أمطار وسيول وخسائر في الأرواح والأموال وفقدان المأوى والسكن والتشرد في الشوارع والعراء وانعدام الغذاء والكساء والمحروقات ورسالة نرسلها إلى الذين ينادون برفع الدعم لأسباب قد يرونها هم منطقية ونحن قطعاً نطالبهم ألا يزيدوا معاناة الناس وندعوهم للتوقف عن تحريك مخطط رفع الدعم في هذا التوقيت الحرج مراعاة للأسباب التي ذكرتها ودعونا نعالج مشكلات فصل الخريف أولاً ولا داعي (لأن ترفعوا ضغطنا) بالحديث عن رفع الدعم عن المحروقات. جحافل الذباب والباعوض من ينقذنا؟ قد تتأزم الأوضاع الصحية للمتضررين من الأمطار والسيول وغير المتضررين أيضاً نتيجة تعرضهم لهجمات عنيفة من جحافل الذباب نهاراً والباعوض ليلاً وساهم في انتشار كليهما الكميات الهائلة من المياه الراكدة والآسنة في مختلف بقاع ومحليات الولاية دون وجود أي معينات لتفريغها أو رش المبيدات عليها منعاً لتوالد الباعوض والذباب الذي اقتحم المنازل بكميات كبيرة وأصبح هاجساً يؤرق الناس ويمنع النوم عن عيونهم ونطالب صحة ولاية الخرطوم أن تولي الأمر عنايتها التامة للحد من الأخطار المتوقعة وانتشار الأمراض والأوبئة الناجمة عنهم ونتساءل أين عمليات المكافحة سواء الرش بالطائرات أو الرش بالطلمبات داخل المنازل والبيوتات لقتل جيوش الذباب والباعوض؟ رغم أننا كنا نشاهد بعض أفراد الصحة يجوبون الأحياء والفرقان في فترات سابقة ولكن أين هم الآن؟ ولمَ لا تكثف حملات التوعية والنظافة وحث المواطنين على ضرورة ردم البرك والمستنقعات والتعاون مع الجهات الصحية لنقلل معاً من الكوارث الصحية التي قد تنجم في ظل وجود تلك الكميات الهائلة من الذباب والباعوض والذي شاركنا في مساكنا وطعامنا وشرابنا نهاراً ويأتي الباعوض ليلاً ليكمل الدائرة وكلنا نعرف أي أمراض تحمل؟ والأوضاع عموماً تنذر بمقدم كارثة صحية بيئية كبيرة فهلا استدركنا الوضع قبل فوات الأوان وحلول الكارثة؟.