كشفت جولة «الإنتباهة» في طوافها على الأحياء المتأثرة بالسيول والأمطار بولاية الخرطوم عن أوضاع سيئة للمتأثرين الذين انهارت منازلهم تمامًا وآخرين لحقت بهم مضار كبيرة كفقدهم لأثاثاتهم ومقتنياتهم وهم يجلسون في حيرة من أمرهم ينتظرون الفرج من الله وكلهم أمل أن تصلهم تلك الإعانات التي جاءت عن طريق الجسور البرية والجوية من خارج وداخل البلاد.. ولكن كانت المفاجأة المذهلة والمخجلة عندما وجدنا هؤلاء يجلسون على الأرض ويلتحفون السماء نافين أن تكون قد وصلتهم أي إعانات من أي جهة وأوضاعهم تؤكد صدق ما قالوا.. عرض: أم بلة النور انهيار كامل بمنطقة عد بابكر حاج النور بشرق النيل التقينا الأرملة أم كلثوم المهدي التي قالت إن منزلها انهار بالكامل والذي يأوي ثلاث أسر إضافة لأسرتها مؤكدة أنها لم تتلق أي دعم من أي جهة وأنهم ليست في حاجة إلى المواد التموينية بل يحتاجون إلى شيء يعينهم على تشييد منزلهم المنهار وأضافت أنهم توزعوا على الأهل والأقارب في الوقت الحالي حتى يتوفر لهم مأوى. دعم مخجل أما منطقة الحلة الجديدة حي الإنقاذ فأكد فيه عدد من المواطنين عدم وصول أي دعم من أي جهة مضيفين أنهم متضرريين من انهيار منازلهم ومراحيضهم وبالاتصال على رئيس اللجنة الشعبية بالحي إبراهيم فرح قادم الذي أوضح ل «الإنتباهة» أن عدد المنازل التي انهارت جزئياً وكلياً حوالى 45 منزلاً واعتبر أنهم أقل ضررًا من المناطق المجاورة، وأضاف أن الدعم الذي أتى للحي غير كافٍ موضحاً أن المحلية جاءت بمواد تموينية و7 مشمعات فقط ولم تصلنا أي نوع من الخيام مضيفاً أن أكثر الانهيارات كانت عبارة عن دورات المياه ونحن نحتاج إلى المزيد من الدعم لأن ما زال هناك مواطنون يسكنون في العراء وكانت هناك وعود من قبل إحدى المنظمات لتشييد الحمامات ولكنها لا تزال مجرد وعود. المدارس المتضرر الأكبر ومن خلال الجولة التي قامت بها «الإنتباهة» داخل أم بدة دار السلام مربع (10) التي تعتبر من أكثر المناطق المتضررة بدار السلام شمال بأم بدة حيث وجدنا تلاميذ مدرسة الحي يدرسون بالمظلات وظل الأشجار حيث قال الأستاذ محمد إبراهيم أن هناك (7) فصول متهالكة ولا تصلح إلى إدخال التلاميذ فيها لذلك لجأنا إلى المظلات وظل الأشجار مشيرًا إلى الانهيار الكامل لحمامات المدرسة وهي عبارة عن (12) حماماً منوها إلى أن هذه هي المرة الخامسة التي تنهار فيها. مشيرًا إلى عدم وجود تخطيط في الإنشاء والتنفيذ مضيفاً أن مشكلة المربع تكمن عدم إيجاد مصارف إضافة إلى انخفاض المنطقة، ودعا محمد إبراهيم إلى وضع حلول جذرية لمشكلة المصارف حتى لا تكرر في العام القادم، وأضاف هناك منظمات لديها حمامات متحركة لماذا لا تدعم الحي بها، وأشار إلى حضور منظمة الأممالمتحدة ولكنها لم تقدم أي دعم بخلاف اليوم الصحي. وفي ذات السياق التقينا مدير التعليم بدارالسلام شمال عجيب محمد عجيب الذي قال ل «الإنتباهة» إن هناك خطة لإنشاء (4) فصول خلال هذا العام إضافة إلى التزام جميع المقاولين بالمحلية التزموا بصيانة المدرسة وأقرّ باستلام المحلية لجميع المواد اللازمة منهم وسوف يبدأ العمل السبت القادم. لم نرَ استمارة الدعم ويقول أمين الخدمات بالمربع عمدة آدم شوقار إن العدد الكلي للانهيار عبارة عن 600 منزل 150 منهم انهيار كلي وتم رفع تقرير للمحلية والتي قامت بدورها بتصديق 150 مشمعاً ما وصلنا هو 145 مشمعاً إضافة إلى كرتونة مواد تموينية، ولكن هذا الدعم لا يكفي لهذا الكم الهائل من المتضررين، نافياً أن تكون هناك أي استمارة لدعم المتضررين ضررًا كليًا التي تحدث عنها وزير الداخلية ووالي الخرطوم. ومن خلال الجولة التي قامت بها «الإنتباهة» مع أمين الخدمات داخل الحي أوضح عدد كبير من المتضررين أنهم لم يتلقوا أي دعومات إضافة إلى هجرة العديد من السكان إلى خارج المربع لعدم أهلية المباني للسكن وأضافوا أنهم في حاجة ماسة للدعم وتشييد منازلهم.