متلازمة الغلاء مع الوفرة في الإنتاج البستاني (فواكه وخضر) والحيواني (أسماك) تعد واحدة من مغالطات الواقع الذي يكذب النظرية ومعروف أن الوفرة في السلع والمنتجات تصاحبها حالة من الرخاء فولاية النيل الأزرق التي تبلغ مساحة (الجناين والبساتين) بها «76» ألف فدان بعد قيام التعلية والتي نتج عنها زيادة إنتاج السمك من «1700» طن إلى «4100» طن في العام إضافة لما يزيد عن «15» مليون رأس من الأنعام بالرغم من ذلك وما نشاهده في ظاهرة وفرة المنتجات لا تتناسب إلا عكسياً. من خلال جولة أجرتها «الإنتباهة» بسوق الدمازين وقنيص شرق على أسعار الخضر فكانت الطماطم إذ تبلغ قيمة (كوم) من أربعة حبات فقط «12» جنيه وكيلو الأسماك مابين «15 20» جنيهاص والمانجو سعر الحبة مابين «7 10» جنيهات، ويعلل بائع الفاكهة عثمان حسين بسوق الدمازين ارتفاع سعر المانجو إلى ارتفاع سعر التكلفة لأن المانجو يأتي من نهر النيل وتبلغ تكلفة الكرتونة سعة «28» قطعة «175» جنيهاً ولا يبيع إلا كميات محدودة للمقتدرين مالياً، أما هيثم بائع خضر فيقول إن سعر كرتونة الطماطم «350» جنيهاً ولا يستطيع أن يبيع بأقل من ذلك وهي صنف يعتمد عليه في بيع أصناف أخرى، أما ارتفاع أسعار الألبان فإنهم يعزون ذلك أن المواشي في فصل الخريف ترحل بعيداً مما يقلل الكميات التي تدخل إلى المدن. أهل الشأن والمختصين كانت لهم إفادات وتبريرات تختلف وتتفق مع هذه الآراء فالمهندس بابكر (سيوسيو) مدير إدارة البساتين يقول إن مساحة الجروف المنتجة للخضر بحوض الخزان زادت بعد التعلية من «45» ألف فدان إلى «76» ألف فدان لكن الفائدة المرجوة من هذه الزيادة لن تظهر بحجمها الكلي إلا بعد تنفيذ ترعتي كنانة والرهد حتى تصل المساحة إلى «110» ألف فدان، أما أسباب ارتفاع أسعار الفواكه ( الموز) أربعة جنيه والمانجو إلى عشرة جنيهات فيرى بابكر أن سبب ارتفاع مدخلات الإنتاج (وقود وزيوت وترحيل) كما أن رداءة الطرق عامل آخر لهذا الغلاء، ويضيف أن مساحة الفواكه تبلغ «15» ألف فدان بالضفة الشرقية للنيل الأزرق و«80%» منها تزرع الموز و«9%» موالح ومتبقي المساحة خضروات هذا إضافة لمساحة المترات فهي أيضاً لها تأثير في زيادة الإنتاج إضافة لمساحة «2500» فدان بالحوض الجديد يستفيد منها «242» مزارعاً، ويؤكد بابكر أن موز الصادر (جنوب إفريقيا) الذي أدخلته إدارته مع أحد المزارعين (جارو) في مساحة «500» فدان فإن إنتاج الفدان يبلغ عشرة أطنان ولكن هذه الكمية من موز الصادر تذهب مباشرة كصادرات دون تدخل السوق المحلي، ويضيف أن إدارة البساتين قامت بعمل بيوت محمية لزراعة الطماطم لإنتاج شتول ذات مواصفات للصادر (صنف انجما) إضافة لأصناف أخرى، أما أسباب ارتفاع أسعار الطماطم في مثل هذه الأيام فيقول بابكر إن الطماطم في الولاية تشهد ندرة من شهر مايو إلى أكتوبر والطماطم في هذه الفترة تأتي من خارج الولاية، وقال مدير البساتين إن هناك أوقات للوفرة يكون فيها فائض لذلك قامت الإدارة بتشجيع أحد المزارعين بإنشاء مصنع للعصائر المركزة وقد تم تركيبه وأخذ شهادة جودة من جهات الاختصاص بعد أن بلغت نسبة التركيز في منتجاته من العصائر والصلصة «32%» مقارنة مع أحد المصانع في العاصمة تبلغ نسبة تركيزه «24%» ولكن المصنع لا يستوعب فائض الإنتاج وتسعى إدارته لجذب مستثمرين آخرين في نفس المجال للاستفادة من «90,030» طن من الطماطم هي حجم الإنتاج بالولاية إضافة إلى «53,750» طن من البطيخ مؤكداً اعتماد الإدارة على الإنتاج بالسماد العضوي وعدم استخدام المبيدات وهذا واحد مما يطعن في البيوت المحمية التي لها ميزات إضافية في التحكم في الرعي وقلة العمليات الفلاحية. أما الدكتور محمد صالح مدير إدارة الأسماك بالولاية فقال إن إنتاج حوض خزان الروصيرص من الأسماك سوف يزيد بعد عملية التعلية من «1700» طن إلى «4100» طن سنوياً، وقد جاءت نتائج الموسم الحالي وهو أول موسم بعد التعلية بزيادة واضحة خاصة شهري «يونيو ويوليو» وأوضح أن ارتفاع أسعار الأسماك بأسواق الروصيرص والدمازين يعزى إلى أن الأسماك التي تأتي إلى هذه الأسواق من المناطق القريبة عبر الدواب والدراجات.. أما أسماك المناطق البعيدة ذات الإنتاج الكبير فتذهب إلى خارج الولاية إلى أسواق الخرطوم والجزيرة.