تسببت السيول والأمطار التي اجتاحت ولاية النيل الأبيض الأيام الماضية في إحداث حالة من الخلل في ميزان الاقتصاد بالولاية في كثير من المحليات الطرفية التي لا تربطها مع عاصمة الولاية طرق معبدة حيث أكد بعض المزارعين بمحلية الجبلين أن تأخر الأمطار كان هاجسًا للمزارعين ولكن كانت الأمطار أكثر من المتوقع مما جعل المشروعات مغمورة تمامًا بالمياه وقد أدت هذه الأمطار إلى قطع الطرق بالمحلية. ويرى عضو الإدارة الأهلية بالتبون جمعة سليمان أن الأمطار تسببت في قطع الطريق الذي يربط القرى المتاخمة للجنوب وهي مناطق زراعية ومستهدَفة من قِبل الحركة الشعبية، وقال إن هذا الانقطاع له آثار سالبة على المنطقة من ناحية اقتصادية وأمنية حيث انقطعت المواد الاستهلاكية وحتى الوقود لم يدخل المنطقة منذ الأسبوع المنصرم الأمر الذي جعل الموسم الزراعي مهددًا مشيرًا في حديثه ل «الإنتباهة» أن هنالك خسائر مادية وذلك بانهيار أكثر من «15» منزلاً وبعض الأكشاك في السوق، أما محيلة السلام التي تقع جنوبكوستي فقد انقطع مواطنها عن المدينة تمامًا وهذه المحلية لم تتخلص من الآثار السالبة لخريف العام الماضي الذي أدى إلى انهيار كثير من المؤسسات والبنيات التحتية بالمنطقة ولكن هذا العام أقل ضررًا في الفيضانات ولكنها انقطعت عن المدينة مما أعاق عملية التجارة وهذا الانقطاع أدى إلى تأخر وصول الوقود. أما في غرب الدويم فتحدث موسى محمد أحمد عمدة أم سيالة «الإنتباهة» قائلاً إن الأمطار أغرقت كل الترع بقرية «قلاجا» بغرب الدويم مما أدى إلى وفاة «5» فتيات بسبب صعوبة الطريق مع عدم وجود ردميات. وفي قوز السلام بكوستي أدت الأمطار إلى قطع الطريق وتوقف حركة المواطنين تمامًا وحدث شلل في حركة الوارد والصادر من المواد الاستهلاكية اليومية فيما لم تتحرك الحكومة لمعالجة هذه الأوضاع. واجتاحت السيول والفيضانات حاضرة الولاية ربك حيث غمرت المياه ثلاثة أحياء كبيرة بالمنطقة وانهار حوالى «200» منزل بحي «63» بانت ومربع «19» الذي تضرر بشكل كبير حيث انهار فيه «250» منزلاً وكذلك بمربع «57» ما يقارب «100» منزل. فيما أكد شهود عيان أن ترعة كنانة الرئيسة كانت سببًا مباشرًا في هذه الانهيارات بالرغم من إخطار الجهات الرسمية بخطورة هذه الترعة على المواطنين ورغم أن السلطات الحكومية كانت حاضرة على هذه الأضرار التي أصابت الأحياء لكنها لم تقدم شيئًا للمواطنين، وقال المواطن آدم بشير ل «الإنتباهة» إن السيول التي اجتاحت مدينة ربك تسببت في انهيار ما يقارب «500» منزل ومازالت المياه متراكمة دون تصريف لأنه لا توجد مجارٍ، وأضاف آدم: نحن داخل الحي نستخدم المراكب في الحركة وأوضح التوم حماد من منطقة «حماري» ل «الإنتباهة» أن حكومة الولاية لم تتحرك حتى الآن رغم علمها بأن خريف هذا العام يُتوقع أن يكون عنيفًا