ظلَّت القوات المسلحة منذ بزوغ فجرها وما زالت مروراً بكل الحقب التاريخية ممسكة بزمام المبادرة في كل ما من شأنه أن يبث الأمن والطمأنينة في نفوس المواطنين وتعمل في سبيل تحقيق ذلك جهداً وفداءً بالنفس وتعمل القوات المسلحة بمختلف تشكيلاتها لتحقيق عدة أهداف في طليعتها الدفاع عن البلاد والمحافظة على مكتسبات الأمة بجانب ذلك لديها العديد من الأهداف الاجتماعيّة في شتى ضروب الحياة المدنية بالشعب والمجتمع باعتبارها جزءاً لا يتجزأ منه وتجسيداً صادقاً للقومية التي تنصهر فيها كل هذه البوتقة، وكالعهد بها شاركت القوات المسلحة في درء آثار السيول التي اجتاحت البلاد مؤخراً على أعلى مستوى تقدمها قادتها ومن خلفهم أركان حربهم ورفقاء الدرب وقدموا العديد من المساعدات للمواطنين بالعاصمة والولايات بصبر وعزيمة وهمة عالية تأكيداً للجاهزية والاستعداد الكامل للقيام بأي مهمة تؤكل إليها في هذا المضمار وهذا ما أكده سعادة العميد مهندس ركن خالد عابدين الشامي قائد ثاني سلاح المهندسين عضو اللجنة العليا لطوارئ الخريف ولاية الخرطوم في حديث لوسائل الإعلام من جاهزية تامة للاطلاع بدورهم كاملاً في هذا الاتجاه وتسخير ما لديهم من إمكانات لخدمة إنسان السودان، وكشف سيادته عن مجموعة الأعمال التي تم تنفيذها منذ اليوم الأول للسيول وحتى اللحظة بحيث إنه تمت المشاركة في منطقة العيلفون ومرابيع الشريف بعدد أربعة قوارب حمولة اثنين وعشرين فرداً من معهد سلاح المهندسين بالعيلفون لإسعاف وإخلاء المتضررين وانتشال الجثث بجانب ذلك تم تهيئة مستشفى الشهيد عمر الأمين كرار العسكري بالمعهد وتزويده بكل مستلزمات الطوارئ لاستقبال الحالات الطارئة، وقد شهدت الفترة إسعاف عدة حالات منها خمس حالات ولادة إضافة إلى توفير مياه الشرب والكهرباء عبر المولدات الكهربائية، وأوضح سيادته أن السلاح دفع بفريق هندسي إلى محلية شرق النيل مزود بخمسة قلابات وحفارة «بوكلن» وأخرى لودر واثنين جرار، وقد تم توزيعها على منطقة شرق الكدرو وسلاح الأسلحة لمدة ثلاثة أيام وقامت بالعمل اللازم بجانب ذلك تم تهيئة الكبرى الواقع قبالة مرابيع الشريف لانسياب الحركة، أما في منطقة أم درمان فقد تم تعيين فريق هندسي مزود بحفار بوكلن مجنزرة لمساعدة مواطني غرب الحارات لتفريغ المياه من مربعات «59، 78، 89» إضافة إلى ذلك تم تعيين عدد من عربات الدفع الرباعي لنقل المواطنين المتأثرين بالمنطقة بجانب ذلك شارك السلاح في إصحاح البيئة بتوفير آليات رش المبيدات الحشرية وتواصل القوات المسلحة مجهودات في هذا الخضم إلى أن تنجلي الغمة. أضواء على مشاركة القوات المسلحة في درء السيول والأمطار 1/ مشاركة فاعلة لسلاح المهندسين في درء السيول وخير تمثيل للقوات المسلحة كل الأعمال التي قدمت بالمناطق المستهدفة قوبلت برضاء تام من قبل المواطنين حيث أقام سلاح المهندسين في الفترة من «3/8» إلى «13/8/2013» بعمل مميز للمشاركة في درء السيول والأمطار التي شهدتها بعض المناطق في ولاية الخرطوم جراء السيول والفيضانات التي تعرضت لها البلاد مؤخراً وكان له الفضل في مساعدة المواطنين داخل العاصمة بتنفيذ منسوبي واجبات سلاح المهندسين في السلم وممثلين للقوات المسلحة في كثير من الأعمال التي أنجزت لوقفتهم جنباً إلى جنب مع المواطنين تأكيداً لشعار جيش واحد شعب واحد. 2/ زيارة ميدانية حيث كانت ضربة البداية بزيارة ميدانية قام بها السيد قائد سلاح المهندسين سعادة اللواء مهندس ركن سعد محمد الأمين متفقداً طريق العيلفون ومنطقة مرابيع الشريف والكرياب بشرق النيل والوقوف على حجم الأمطار والسيول وما يمكن أن يقدم لتفادي وتقليل الخسائر والمعدات التي يمكن أن تستخدم وبناءً على الزيارة ودراسة الوضع الراهن بالمنطقة تم تنفيذ العديد من الأعمال منها على سبيل المثال توفير قوارب من معهد المهندسين بالعيلفون من كتيبة العبور إلى مرابيع الشريف لإنقاذ المواطنين داخل المنازل وانتشال بعض الجثث التي أحضرتها السيول ثم إسعاف كل الحالات الحرجة إلى مستشفى العيلفون العسكري باستخدام القوارب وعربة الإسعاف التابعة للمستشفى.. وتم تقديم العناية الصحية لهم بمشاركة عدد من الأفراد والمواطنين لإنقاذ الأمتعة من تحت أنقاض المنازل وإخراجها للطريق القومي، كما تم توفير أدوية إضافية من السلاح الطبي أم درمان لمستشفى العيلفون لمقابلة الأعداد المتزايدة من المرضى، وتمت التعدية بواسطة القوارب من الباقير بعد قطع طريق شرق النيل بواسطة السيول في منطقة المرابيع، كما تم الدفع بوقود احتياطي لمستشفى العيلفون العسكري لمقابلة قطوعات الكهرباء وسقوط بعض الأعمدة وتم فتح معهد المهندسين بالعيلفون لكل المواطنين للحصول على مياه الشرب وتوفير خمسة قلابات ولودر لعمل الردميات والعمل على إصلاح الطريق بعد عمل المصارف بواسطة الجهات المدنية. الأعمال التي قدمت بشرق النيل والمناطق المتأثرة قوبلت برضاء تام من المواطنين حيث تلقوا مساعدات ومعدات وعربات كبيرة بعدد من مدن العاصمة المختلفة على النحو التالي: مدينة بحري: خمسة قلابات لعمل الردميات والتشوين، اثنين لودر وواحد دوزر لفتح المصارف وأعمال الردميات وأخرى حسب الموقف بسلاح الأسلحة بمدينة أم درمان حيث تم إرسال ثلاثة عربة كبيرة لكل محلية للمشاركة مع الجهات الرسمية والشعبية لتقديم الخدمات للمواطنين ورش المبيدات بواسطة أتيام المحليات، أيضاً تم الدفع بواحد حفار للعمل في فتح المصارف والردميات بغرب الحارات، وتوجد معدات أخرى في حالة استعداد بسلاح المهندسين ومعها مجموعة من أفرادها للتحرك لأي موقع وذلك بالتنسيق مع اللجنة العليا والتي يمثل فيها سلاح المهندسين السيد قائد ثاني سعادة العميد مهندس ركن خالد عبادين الشامي كتيبة المهندسين بالدمازين تم بتوجيه من قائد الفرقة استجابة سريعة من منسوبي سلاح المهندسين بالدمازين حيث تم تقديم أعمال إنسانية كبيرة تمثلت في إغاثة المواطنين بإشراف من قائد الفرقة الرابعة مشاة سعادة اللواء ركن آدم هارون حيث نفذت الكتيبة «1185» هندسة عملاً كبيراً لدرء آثار السيول والأمطار التي تعرضت لها حاضرة ولاية النيل الأزرق وتسبب في أضرار كبيرة للمواطنين وتعطيل الحركة داخل المدينة وذلك بالتدخل السريع والمشاركة في إغاثة المواطنين حيث قام سعادة العقيد ركن عمار عبد الصادق أبو زيد قائد الكتيبة بتحريك الكتيبة للسيطرة على كمية المياه التي غمرت المدينة بأكملها وقاموا بعمل كبير تم من خلاله قفل المنافذ على الجسر الترابي الغربي وكانت المياه تعلوه في بعض المناطق حيث بذلت جهوداً جبارة كللت بالنجاح في السيطرة على الموقف وذلك من خلال فتح المجاري وتصريف المياه في مربعات «49،50، وريح بالك» مما كان له الأثر الكبير في درء الكارثة عن الأسر التي كان يتهددها الغرق. إضافة إلى ذلك تمكّنت الكتيبة من مواجهة الكارثة بإخلاء المواطنين وعمل السدود الترابية وتغيير مجرى السيل الذي كاد أن يغمر مدينة الدمازين وبعد انجلاء الموقف تم إنقاذ المواطنين وترحيلهم بواسطة آليات النقل التابعة للفرقة إلى أمكان آمنة بالمحلية لتوطينهم.