بأمدرمان وفي العام 1936م ولد الشاعر سيف الدين الدسوقي في بيت علم ودين وآداب ومكارم أخلاق، فأهله هم آل الطيب البشير، حفظ القرآن بكُتَّاب الشيخ حسن بمعهد أمدرمان العلمي ومن ثم أكمل دراسته الثانوية بمعهد أمدرمان. منذ دراسته بمعهد أمدرمان العلمي ظهرت عليه أمارات النبوغ والتفرد فكان أحد القارئين لسيرة السابقين من أهل العلم الديني وشعراء العصور العربية المختلفة. كتب الشعر منذ صغره، فكان أحد أصغر من كتب الشعر في تاريخ السودان فانضم لركب أصغر من كتبوا شعراً في تاريخ السودان مثله مثل التيجاني يوسف بشير ومحمد المهدي المجذوب ومصطفى سند وصلاح أحمد إبراهيم. في العام 1958م حيث كان عمره اثنين وعشرين عاماً ظهرت موهبته الشعرية بكتابته لأشعار نشرت بعدد من الصحف. طوّر الشاعر الحصيف الأديب نفسه فدرس اللغة العربية بجامعة القاهرة الفرع بالخرطوم فتخرج منها حاملاً بكالريوس الآداب فانفتحت أمامه عوالم من الحياة الأدبية فعمل أولاً بالإذاعة السودانية حتى وصل منصب رئيس القسم الثقافي بها ومن ثم انتقل للتلفزيون القومي رئيساً للقسم الثقافي أيضاً. هاجر الشاعر إلى السعودية فعمل مديراً للإخراج والمنوعات بإذاعة المملكة ومن ثم ظهرت قدراته في العمل الإذاعي بصورة الدهشة الإبداعية، ومن ذلك ابتكاراته لعدد من البرامج الثقافية والجماهيرية وخروج مايكرفون الإذاعة للشارع لنقل صوت المواطنين إلى الأثير الإذاعي في عدد من برامج المنوعات. حين تأسست إذاعة وادي النيل عمل كأول مدير لها فظهرت إبداعاته في قراءة الأشعار واستضافة عدد من المبدعين بها. كتب الشعر الغنائي بأحرف من نار العشق والصبابة والصدق الفني والرصانة الأدبية فتغنى له من الفنانين إبراهيم عوض، أحمد الجابري وسيد خليفة. من نماذج قصائده الدالة على شاعريته قصيدة (الغربة والعيد): أنا يا أحبة رغم الزمن رغم البعاد.. وغربتي ومطامحي رغم الشجن.. أنا مثلما أحيا هنا أنا عندكم .. أحيا على أرض الوطن أنا يا أحبة عندما نادى الآذان ذكرتكم وسمعت من البعد البعيد مرتلاً للذكر.. آي الله.. بشرى فجركم فعرفت في الصوت الجميل أبي للشاعر الفذ مشاركات إبداعية كثيرة منها ما هو خارج السودان ومنها ما هو داخل البلاد.. فكان خير ممثل للبلاد بقدراته وخبرته.. أصدر عدداً من الدواوين الشعرية منها: الحرف الأخضر. لا يزال الشاعر يقدم الجديد والمبتكر متعه الله بالصحة والعافية.