«حبل المشنقة ودر أخوك ياعشة إن شاء الله تكوني مبسوطة» رشقتها عمتها بنظرة قاتلة قبل أن تواصل النواح على ابن أخيها الذي أُعدم صباح ذلك اليوم الخريفي الغائم بعد فترة سجن طويلة.. أشاحت بوجهها بعيدًا عن عمتها التي أحكمت وثاق ثوبها على وسطها وظلت تروح وتجيء وهي تجأر بصوت مرتفع وحولها نساء الحي يتحاشين النظر إلى ملامح وجهها المتبلدة القاسية حتى لا تنطق عيونهم باللوم الذي يحسونه تجاهها بالتأكيد هي السبب.. لولا غيرتها القاتلة.. من سماح لما حدث ما حدث.. وكيف لا يحدث وتلك كوت قلبها بنيران خفية لا تهدأ حولت قلبها الى رماد.. سماح هي التي تغولت على حقوقها، الكل يعرف ان عثمان سيطلبها للزواج.. هذا المنزل بنته معه بيديها.. فركت يديها في لوعة.. انتحرت احاسيسها دفعة واحدة عندما اختار مراهقة جميلة زوجة له وخلف لها همسات شامتة هدمت آخر ما تبقى من ذرات انسانية داخلها ومن هي سماح تلك الطفلة المشاكسة التي دائمًا ما عايرتها لأنها لم تكمل تعليمها! وربما تزوجته نكاية بها جلست على الارض في تعب وهي تسترجع لحظات الشيطان التي انساقت معها في ذلك اليوم، جلست على حجر اسفل شجرة النخيل تفكر في هجرانه لها عندما مرت سماح مخلفة روائح نسائية اثارت جنونها فتصرفت بانانية بلا تفكير.. دخلت على اخيها وهو نائم.. دفنت رأسها على حجرها وتدحرجت ارضًا وهي تسترجع اللحظة التي غررت فيها باخيها المريض عقليًا ليقتل سماح.. نسيت اخوتهم.. ذرفت دمعات مخادعة جعلته يتحفز ليثأر لها.. كان بامكانها ان تمنعه لكنها استمتعت بمنظر دمائها التي ملأت المكان.. قتلها وسجن وانطفأت نيرانها لبرهة لتندلع من جديد هذه المرة لن تنطفئ لآخر نفس يتردد داخلها ستظل موجودة.. او نسيت عيونه المجنونة وهي تبتسم مودعة قبل ان يساق للاعدام؟! صرخت النسوة عندما وصل الجثمان نهضت هي في هياج ركضت حول ارجاء المنزل.. لطمت وجهها خرجت كلماتها محترقة «الليلة وااااااااااااااا رمادك عيوشة». * القصة واقعية