عقب قلق مستمر دام طوال فصل الصيف لازم مواطني ولاية كسلا من تأخر فصل الخريف وعدم نزول الأمطار وعدم جريان نهر القاش وذلك لأن الجميع بولاية كسلا يعلم ما يعنيه تأخر فصل الخريف وانعدام المطر وعدم وصول القاش وما قد يسببه في الحوض الجوفي للولاية علمًا بأن الولاية قد شهدت صيفًا حارقًا صاحبته أزمة في مياه الشرب طالت أغلب محليات الولاية فلم يكن لمواطني الولاية سوى الصبر والتضرع للمولى عز وجل ليُنعم عليهم بالغيث فجاد الله بفضله بمطر عميم أعاد للولاية جزءًا من ألقها وخضرتها إلا أن الأمر تعدى ذلك وفاض الخير وألحق بعض الأضرار في مناطق متفرقة من محليات الولاية حيث تضرر «1572» منزلاً بولاية كسلا جراء تلك السيول والأمطارخلال الفترة الماضية منها «638»منزلاً بأضرار كلية و«934» منزلاً بأضرار جزئية بمحليات الولاية المختلفة إضافة إلى الضرر الذي أصاب العديد من المرافق العامة والمنشآت إذ لم تسلم الفصول والمساجد والمحلات التجارية فقد لحقتها أضرار متفاوتة، هذا بجانب الخسائر التي طالت ممتلكات المواطنين ونزوح بعض القرى في المناطق الشمالية من محلية شمال الدلتا من منطقة «قاش داي» بمحاذاة الطريق القومي الرابط بين ولايتي كسلا والبحر الأحمر في منطقة «إيرباب والكسارة» حيث سجلت محلية ريفي أروما أعلى نسبة في حدوث الأضرار نتيجة الأمطار الغزيزة وكسر في الترعة بمشروع القاش الزراعي أدى إلى ضرر « 255» منزلاً تضرراً كلياً و«121» منزلاً جزئياً في مناطق جمام غرب والكوة شمال وجنوب وهمتايت وشبت كان وتلتها محلية نهر عطبرة بضرر «107» منازل منها «79» منزلاً كلياً و«28» منزلاً جزئياً.. وتعتبر محلية نهر عطبرة من أكثر المحليات بالولاية تأثراً بالأمطار وكسر في الترعة الرئيسة مما أدى إلى محاصرة المياه لمحطات مياه الشرب الثلاث وتوقفها عن العمل مما دفع المواطنين لاستخدام مياه الترعة للشرب.. وبلغ عدد المنازل المتضررة بمحلية حلفا الجديدة «43» منزلاً جزئياً إضافة إلى ثمانية محال تجارية ونادٍ ومكتب شرطة ذلك بالقريتين «51، 15» إسكان فيما بلغ عدد المنازل المتضررة بمحلية ود الحليو «68» منزلاً كلياً و«30» جزئياً إضافة إلى تضرر «35» فصلاً ومسجدين وخلوة.. إلى ذلك بلغ عدد المنازل المتضررة كلياً بمحلية شمال الدلتا بمنطقتي إيرباب والكسارة «99» منزلاً.. وعليه فقد تم إجراء اللازم حيال الأضرار في جميع المحليات المتأثرة من مواد الطوارئ والدعم المقدم من شبكة منظمات شرق السودان الذي وصل إلى الولاية مؤخراً.. من جهة أخرى وجه والي ولاية كسلا محمد يوسف آدم إلى ضبط وتوجيه عمل المنظمات والدعومات وفق أولويات الولاية ذلك عبر مجلس تنسيق المنظمات والعون الخارجي إلى جانب إحكام التنسيق بين كل المؤسسات والوزارات عبر اللجنة العليا للطوارئ بالولاية وكان الوالي قد اطّلع لدى لقائه أعضاء المجلس على موقف السيول والأمطار بالولاية والجهود المبذولة من قبل المجلس ومفوضية العون الإنساني في الإعداد للآثار التي قد تنجم من حريق هذا العام إلى جانب عمل المفوضية الذي انحصر في مجال المعلومات والوقوف على حجم الآثار ميدانياً بالمحليات المتأثرة وتحديد حجم الاحتياجات المطلوبة من خلال تقسيم عمل المنظمات حسب مجالات عملها. فيما برز أمر جديد تمثل في التردي البيئي الذي بدأت آثاره تظهر في مناطق متفرقة إذا تزايدت أعداد البعوض والذباب التي انتشرت في أرجاء الولاية وأبدى عدد من مواطني كسلا استياءهم من تدهور الوضع البيئي حيث أكد إبراهيم محمد حسين أحد مواطني كسلا أن الوضع أضحى لايطاق ففي ساعات النهار معاناة مستمرة مع الذباب وفي ساعات الليل البعوض والناموس هذا فضلاً عن المياه الراكدة بسبب عدم تطهير المجاري، وقال إن محلية كسلا تأخرت جدًا في الاستعداد لفصل الخريف بالرغم من أن الخريف قد تأخر بدوره، فيما أشارت الحاجة فاطمة محمد الحسن إلى الأوضاع البيئية بحي السوريبة وقالت إن أعداد الذباب في زيادة مستمرة وتساءلت عن وين ناس المحلية ماشايفين الحاصل دا؟ فيما تشهد المراكز والوحدات الصحية إقبالاً كبيرًا في دلالة واضحة على الوضع البيئي الذي ينعكس بصورة مباشرة على الوضع الصحي والذي بدأت آثاره تظهر في حالات من الإسهالات المنتشرة بين الأطفال وارتفاع نسبة الملاريا وفق إفادة مصدر مطلع بوزارة الصحة كما تفاقم الوضع بمحلية همشكوريب التي انتشر فيها الذباب بصورة مزعجة مما اضطر وزارة الصحة لتكوين غرفة طواري خاصة بها. وإن كان الوضع كما تؤكد حكومة الولاية أنه مقدرو عليه إلا أنه يتطلب المزيد من العمل في مجال الإصحاح البيئي خاصة أن الولاية أكملت تكوين اللجان الشعبية للأحياء والتي يُنتظر منها أن تسهم بدورها في التعاون مع السلطات المحلية للتحسين الأوضاع البيئية.