أولاً نرحب ترحاباً حاراً بالسلطة الانتقالية لولايات دارفور التي زانها وتوَّج هاماتها وقوف السيد الرئيس المفدَّى بشير الخير ونائبه الضليع في القانون والعدل الشيخ علي عثمان محمد طه بوقوفهم العظيم سنداً ودعماً معنوياً وأدبياً ومادياً ووضع السلطة ومشارعها تحت رعاية الرئيس الشخصية ومتابعة إنجازاتها التي تم التخطيط لها بالدقة المتناهية وبالدراسة المركزة الواعية والواعدة بالخير العميم والنماء ومبشرة بمستقبل زاهي وزاهر وبالله التوفيق «والنية زاملة سيدها» «احتفالية الخرطوم» وبإقامة الاحتفالية بالخرطوم نعتبرها فتح صفحة جديدة في استقرار دارفور وإشاعة المحبة والسلام بين الناس وتوقف القتال والاحتراب لشد السواعد للبناء والتعمير وقيام التنمية هي قطع كل لسان وقطع الحجة لكل متحفز للقتال وهنا وجب وضع السلاح والتوجه نحو البناء العام وخاصة ما دمرته الحرب. لماذا الاحتفالية بالخرطوم وليس بالفاشر؟ وإقامة الاحتفالية بالخرطوم ليمكن أكبر عدد من السادة الوزراء والمستشارين والسفراء والدبلوماسيين وكبار مديري البنوك والشركات وترحيل كل هؤلاء للفاشر مكلِّف ومرهق للضيف والمضيف ومعطِّل لأعمال الجميع بقية اليوم وفيهم المريض والذي على سفر بالرغم من أهمية حضورهم وأهمية الاحتفالية هي لإشهار ضربة البداية ليعلم بها العالم في الداخل والخارج خاصة المانحين والداعمين من كل الأماكن والمغتربين من أبناء دارفور المنتشرين في أنحاء العالم وتمكين أكبر عدد من القنوات الفضائية العالمية وذلك ليعلم الجميع أن المسيرة الجادة قد انطلقت، أما أهل دارفور فيشهدون ويسمعون ويقرأون عبر الأجهزة الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة ثم إن أهل دارفور الموجودين بالعاصمة لا يقل عددهم عن الموجودين هناك كما هو ظاهر في التكدُس بالقاعة بدون إعلان كافٍ وللحقيقة أن أهل دارفور بالمنطقة هناك قد شبعوا من الحديث الكثير والخطب الرنانة وكلها وعود لا تثمر شيئاً وقالوا «كفانا من كنز النجالة» و«النجال عندهم هو الكلام الغث الذي لا يأتي بفائدة» بعد ده إلا تشوف العمل على أرض الواقع قدامنا حتى نؤمن بذلك وحتى الآن لم يقم مشروع واحد عملاق يستوعب الشباب العاطل حتى انتشرت البطالة ودفعت بعضهم لحمل السلاح ينهب ويقتل ليأكل ليعيش والسؤال أين الميزانيات التي تصل الأقاليم سنوياً من المركز للمشروعات العمرانية ومن أجل هذا أهل الإقليم ينتظرون أتيام المراجعين من المركز بعد مرورهم على وزارة المالية لمعرفة حجم الأموال المدفوعة مقارنة بالمنشآت التي قامت وتكون المحاسبة والمساءلة للولايات الخمس لتستقيم الأمور وبحمد الله الآن قد جرد السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية جرد سيفه لمحاربة الفساد في كل المواقع «والبتاع يبين عند المخاضة» والله يستر جبهة نهضة دارفور في أبريل عام «1964» عقد عدد من أبناء دارفور اجتماعًا برئاسة الأخ السيد أحمد إبراهيم دريج وكان الاجتماع عصرًا بمنزلي بمعهد القرش الصناعي وتدارسنا أمر الإهمال والتهميش لدارفور، وكان عندما ينعدم الدقيق بالعاصمة أو الجازولين أو أي شيء من المواد الضرورية تؤخذ كوتة دارفور لحل الضائقة بالخرطوم وكوَّنَّا تنظيمًا مطلبياً وسماه دريج (جبهة نهضة دارفور) وبدأنا بنشر الفكرة بين زملائنا ووجدت ترحيباً حارًا وحماسًا كبيرًا وهناك بجنوب دارفور (نيالا) أيضاً اجتمع عدد آخر منهم عبد الله علي مسار وحامد تورين ومحمود عبد الجبار وفاروق أحمد آدم وكونوا تنظيمًا مماثلاً وزارني بالمعهد فاروق لتوحيد الكتلتين وهنا علمت الأحزاب وعلى رأسها حزب الأمة وشبكونا بعنصرية وجهوية وهكذا ولقتل الفكرة وأخذ السيد منا الصادق المهدي «دريج» ووعده بتنفيذ كل مطالب الجبهة من مشروعات التنمية وصعد بدريج لزعيم المعارضة ولما طالت المدة لم يقم مشروع واحد بدارفور ركل دريج زعامة المعارضة وركل حزب الأمة وخرج غاضباً وضاق شباب دارفور من قسوة المعاناة حتى أصبحت ضايقة العطش خانقة بجانب انعدام متطلبات الحياة المعيشية واضطروا لحمل السلاح ليسمعوا صوتهم وتوسعت القصة حتى وصلت الحالة لما نحن فيه اليوم إلى أن قامت السلطة الانتقالية اليوم كمعالجة من حكومة الإنقاذ لحقن الدماء ولكي ينصرف الناس للبناء والتعمير ليعوضوا أهلهم ما فاتهم من تنمية وخدمات ضرورية في الحياة الكريمة. «أم كدادة ترفع «عرض حال» للحكومة عبر السلطة» عندما كنت وزيراً للشؤون الاجتماعية بالفاشر تأكد لي أن إذاعة الفاشر وإذاعة أم درمان وإذاعة لندن لا تسمع بأم كدادة إلاّ ليلاً عند السحر إلى الفجر المبكر، وطلبت من الخرطوم شركة متخصصة في الفضائيات وأرسلت اثنين من مهندسيها بمعداتهم الفنية وتابعوا إذاعة الفاشر حتى «الأبيض» بوضوح وعندما وصولوا قرية (أم جرادة) ضعفت للغاية وعند جبال (الججلة) انعدم الصوت ونصبوا أجهزتهم وتبيَّن لهم أن بهذه الجبال معادن ترسل اشعاعات يقطع موجات الإذاعات وقالوا الحل الوحيد هو إقامة محطة داخل أم كدادة فوجدت بمخازن الوزارة محطة قديمة وهي أول محطة تركب في الفاشر تالفة واسمها «رابحة الكنانية» وحضرت للخرطوم وقابلت الأخ حسين صديق وكان وزير مجلس الوزراء ونقل لتصفية معدات السكة الحديد «ورابحة الكنانية» من صنع ناس السكة الحديد من مكنات التلغراف القديم والغي استعماله في ذلك الوقت وأوفد معي اثنين من المتخصصين وقاما باصلاحها وركبناها بأم كدادة وافتتحها شيخ حسن عبد الله الترابي رئيس المجلس الوطني آنذاك ومعه سعادة اللواء عبد الله علي صافي النور والي الولاية ومحافظ أم كدادة واستمرت تذيع هنا (أم كدادة) ويسمع عبرها كل الإذاعات وعجزت المحلية عن توفير مولد كهربائي، وكان يستخدمها إمام جامع أم كدادة الشيخ طه الفكي أبو بكر والشيخ بشير ود الوالي من جبل الحلة وعلماء آخرون وبعدم المولد توقفت إلى أن جاء ابن أم كدادة الوفي سعادة الفريق عباس عربي المتخصص في سلاح الإشارة وركب محطة جديدة تعمل في مجال «الاف ام» FM ولا أدري سبب توقفها إلى أن جاء ابن أم كدادة المخلص سعادة اللواء محمد كمال أبو شوك محافظاً لأم كدادة ووضع ثمانية مشروعات إنمائية مدروسة بواسطة علماء أجلاء ومن بين المشروعات الإذاعة لأهميتها للتوعية بالمنطقة في نشر الدعوة والتثقيف العام. المهم الشاهد في هذا الكلام كله أن بالجبال المحيطة بأم كدادة بها معادن مهمة تصدر اشعاعات واضحة. زيارة فخامة السيد الرئيس المفدَّى عمر حسن أحمد البشير لأم كدادة عند زيارة السيد الرئيس كانت تعرف محافظة أم كدادة بالمحافظة البيضاء لخلق أهلها القويم البعيد عن الشرور والآثام واسبغ عليها اسم (ملكة المحافظات) وقضى فيها يومين وأنعم عليها بكلية سماها (كلية الموارد الطبيعية) نسبة لوفرة المعادن بالجبال التي حولها، وكان ذلك في عهد المحافظ العظيم السيد المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية الحالي، وعلمت بكل أسف أن الكلية حولت للفاشر لماذا فهل يا ترى ستحوّل الجبال بمعادنها للفاشر معها؟ السؤال لماذا وأظن أنها ستظل قنبلة موقوتة حيث لا يقبل أهل المنطقة بهذا التصرف الغريب. ثم إن تكدس المؤسسات بالعاصمة ضار كما حدث خطأ بالخرطوم تكدست كل الجامعات والمؤسسات والمصانع الأمر الذي أثّر في السكن وفي المعيشة وفي الترحيل وفي كل شيء وتوزيع المؤسسات هو عمران لكل المناطق والأطراف. المطار وقصر الضيافة ثانياً أهم مشروعات التنمية لأم كدادة هو إقامة مطار (الدنقدانقة) التي هبطت وأقلعت طائرة السيد الرئيس وطائرة السيد النائب الأول الشيخ علي عثمان محمد طه وطائرة السيد محمد الأمين خليفة رئيس المجلس الوطني وتهبط وتقلع طائرات الأممالمتحدة والمنظمات ويحتاج فقط لسلفتة ورصف الطريق لداخل البلد كلها «5 6» كيلومترات وحدثت نائب دائرة أم كدادة وهو الشيخ الثري بحمد الله ونعمه (صديق ودعة) بحضور السيد الوالي في زواج ابنه وحدثت الشيخ صديق للمرة الثانية في فراش للأخ اللواء التجاني آدم الطاهر، وأبدى الشيخ الجليل المشهور بأعمال البر والخير والتقدم لبني وطنه استعداده ووعد خيراً. المطار لأم كدادة وقصر الضيافة وأهمية المطار وقصر الضيافة لأم كدادة لجلب المستثمرين من الأمراء والشركات والهيئات وأصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في المعادن وتنمية مزارع الضأن والثروة الحيوانية بأنواعها والاستثمار في التوسع في زراعة الفول السوداني بالصعيد، والزيت النباتي مرغوب في كل أنحاء العالم، وهناك مشروعات كثيرة تمتص العطالة والبطالة وتعود على الناس بالخير والهناء. وقصر الضيافة مهم، لأن المطار سيجلب عليه القوم والمستثمر يحتاج للمواصلات السهلة والمنزلة المريحة. والفاشر لو انشغلت بإنشاء مصانع للأسمنت لكان أفيد لكل الإقليم والدول المجاورة وتأتي بالعائد الأوفر، والأسمنت يساعد في قيام المباني الثابتة ويوفر الأشجار من القطع الجائر في بناء «الدناكيج» قطاطي القش والكرانك والرواكيب والحيشان والزرائب وزرب الحيشان بالشوك الذي يبيد الأشجار الصغيرة ويتمدّد الزحف الصحراوي وتدمر البيئة وتنتهي الثروة الحيوانية وتقل الأمطار ويسود الجفاف أعان الله الجميع على إسعاد الناس