سأل أحدهم انشتاين قائلاً: يقال إنك وصلت إلى النظرية النسبية بعد 20 تجربة فاشلة؟ فرد عليه انشتاين فى تهكم: بل العشرين تجربة كانت ناجحة لأنني في نهاية المطاف وصلت الى النظرية السليمة. البعض قد يتساءل: كم عملية قام بإجرائها دكتور أبوسن؟ مقابل «3» عمليات فاشلة؟ وكم مريضًا سيخسر بهذا القرار... وهل في ذلك خسارة للسودان. بعد مسيرة عملية قاربت ال«40» عامًا ونجاح أكثر من «600» عملية زراعة كلى ناجحة بشهادة كل المؤسسات الصحية وأصحابها الذين يتمتعون الآن بكامل عافيتهم حيث أجرى «160» عملية زراعة كلى بمستشفى أحمد قاسم و«60» بابن سيناء إضافة إلى «39» عملية بمستشفى الزيتونة، ورغم ذلك، هكذا يقول داعموه. أصدر المجلس الطبي السوداني قرارًا بإيقاف الجراح العالمي كمال أبوسن عن مزاولة المهنة لمدة عام بسبب شكوى مقدمة من المواطن عادل الأمير الحسن شقيق المرحوم محمد الأمير الحسن ضده وضد القسم الجنوبي بمستشفى الخرطوم بالرقم «815/2009». وقالت حيثيات قرار الإدانة إنه لم يكن هناك توثيق كامل لإجراءات التحضير للعملية وكذلك الإجراءات أثناء العملية وبعدها، وإن هناك تقصيراً في التعامل المهني مع هذه الحالة وفقاً للبروتكول المعمول به في السودان. ورأت لجنة المحاسبة وجود استعجال في إجراء العملية دون التحسب لحالة المريض وعمره وإجراء التحاليل الطبية والتحضير الجيد، كما لم يتم التوثيق لمعظم ما قام به الفريق المعالج. واعتبرت اللجنة أن المسؤولية المباشرة تقع على رئيس الفريق المعالج «د. كمال أبوسن» وبصورة أقل على بقية أعضاء الفريق المذكورين الذين يجب أن يكون رأيهم واضحاً وموثقاً. وكانت لجنة المحاسبة توصلت لقرارها في جلستها بالرقم «40» بتاريخ 18/11/2012، بعد إعادة النظر في الشكوى بناء على قرار لجنة الاستئنافات في جلستها بتاريخ 5/7/2012، مستأنسة برأي اللجنة الفنية التي كونتها لجنة الاستئناف، مقروءاً مع تقرير لجنة الخبراء التي كونتها لجنة الشكاوى الأولى، وبعد مراجعة رد د. كمال أبوسن بتاريخ 6/9/2012، وبعد إفادات أعضاء الفريق التي تلقتها اللجنة قررت إدانة د. أبوسن واثنين من الفريق المعالج. وكرد فعل للقرار الذى وصفه البعض بالظالم وقف المئات يوم الأحد الماضي أمام مباني المجلس الطبي في شارع الجامعة بالخرطوم احتجاجًا على قرار إيقاف جراح زراعة الكلى الشهور د. كمال أبوسن، مطالبين برفع الإيقاف عنه فورًا، وسلموا في الخصوص مذكرة إلى الأمين العام للمجلس. ومن بين المحتجين مرضى كلى وآخرون أجريت لهم عمليات زراعة كلي على يد أبوسن في أوقات سابقة. وقال فتح الرحمن أحمد عبد الله أحد القائمين بأمر مبادرة «كلنا معك» التي نظمت الوقفة دعمًا لأبوسن لشبكة الشروق «إن د. كمال أجرى أكثر من 600 عملية زراعة كلى ناجحة بشهادة كل المؤسسات الصحية وأصحابها الذين يتمتعون الآن بكامل عافيتهم». وتساءل قائلاً: «لماذا يأخذون عليه خطأ طبيًا واحدًا وينسون أخطاء كثيرة لآخرين في الحقل الطبي لم يجدوا المحاسبة»، معتبرًا أن إيقاف كمال من قبل المجلس الطبي إجراء ينطوي على بعض الظلم، وأضاف: «إن إزاحة أبوسن من المشهد الطبي لن تنجح خاصة أنه حقق نجاحًا وطفرة في عمليات زراعة الكلى في السودان لن يحققها الذين يعادونه الآن». ودعا فتح الرحمن الرئيس عمر البشير ونائبه علي عثمان محمد طه للتدخل من أجل عودة أبوسن من أجل آلاف الفقراء الذين ما يزالون ينتظرون عودته من أجل أجراء عمليات زراعة كلى. وعن ملابسات القضية أوضح د. أبوسن في حديث سابق ل«الإنتباهة» أن هنالك حادثة لمريض أُجريت له عملية زراعة في السودان في فبراير «2009» بالمستشفى الجنوبي، وكانت العملية ناجحة وسافر بعدها المريض لدولة الإمارات حيث كان يعمل، ثم حدث له تسمم في الدم وانتكس وهذا شيء متوقع حدوثه لزارعي الكلى، وعاينته بمستشفى آخر نظراً لعدم توفر سرير بالذي أعمل به ولكن توفي المريض فتقدم شقيقه ببلاغ ضدي وصدر قرار بإيقافي فاستأنفت، فشُطبت الدعوى ضدي، لكن أسرة الراحل استأنفت قرار الشطب، فصدر قرار على عجل بإيقافي من وكيل وزارة الصحة الإماراتية، وسُحبت رخصتي من الإمارات وكان من المفترض أن استأنف قرار وزارة الصحة لكن لا وقت لديّ لأضيعه وعدت للبلاد لأمارس مهنتي وسط أهلي ولكن الشاكي لاحقني وفتح بلاغاً آخر في مواجهتي بالسودان وتم إيقافي واستأنفت وتمت تبرئتي منها، واستأنف الِشاكى وصدر قرار بإيقافي لمدة عام، ولكني لم أتسلم القرار بصورة رسمية وتسرب للصحف وهذه في رأيي شكوى كيدية الغرض منها الحصول على قرار للذهاب به للإمارات لكسب قرار آخر بغرض هدم مسيرتي التي قاربت ال«40» عاماً وخلق رأي عام سلبي ضدي، وفي نظري أكبر من ذلك فهي تمس الناحية القضائية لأن المجلس الطبي السوداني فصل في قضية حُسمت بالخارج والمجلس الطبي لديه قانون يحرم عليه الفصل في قضية منظورة في دولة أخرى لذا كان عليّ توضيح الحقائق. د. خليفة العوض الحسن استشاري الباطنية وأمراض الكلى ومدير المركز القومي لأمراض الكلى سابقًا أوضح في حديث عبر الهاتف ل «الإنتباهة» أن إيقاف هرم مثل د. كمال أبوسن فيه استهداف. وفي اعتقادي أن قرار المجلس سليم لأن حيثيات القضية تم حبكها وصياغتها بطريقة منطقية فالمحافظة عليه مثل المحافظة على الثروة الحيوانية فالمحافظة عليه ليست أقل أهمية من المشروعات القومية ويجب على الدولة ممثلة في القضاء تحري الحقيقة وإنصافه. وتساءل: لماذا يفشل كمال أبو سن وغيره من الأطباء في السُّودان وينجحون في الخارج؟ فهل إمكانيات جميع المستشفيات بالسُّودان تسمح بهذه المغامرات «لإجراء أي من العمليات» التي يدفع فيها الثمن المريض بحياته؟