سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في صالون الراحل سيد أحمد خليفة .. ماذا يحدث بالضبط ..؟ شبهات حول الطبيب السوداني الشهير كمال أبوسن..!
الصحفيون يهاجمون .. وطبيب يرد بالأرقام
رحلة طبيب جراح مليئة بالدماء والدموع
تعرض الدكتور «كمال أبوسن» جراح الكلى الشهير والطبيب بالمستشفيات السودانية والبريطانية لمواقف ومحكات غاية في الخطورة ، قد تهدد حياته المهنية في الأيام القليلة الماضية والتي تزامنت مع وفاة الحاجة «الزينة» أحدى مريضاته اللائي أجري عليهن عملية زراعة ونقل كلية ، وكانت الصحافة المقروءة قد تناولت القضية التي انتقلت الى إحدى قضايا الرأي العام ؛ نظراً لحساسيتها وإلتصاقها مع الواقع المأزوم لمستوى تقديم الخدمات الصحية والعلاجية ، والذي كان في كثير من المرات عرضة للانتقادات الواسعة ، وعلى الرغم من الصيت والشهرة الواسعة للدكتور «كمال أبوسن» مع تجربة جراحة وزراعة الكلى ، باعتباره أشهر الأطباء السودانيين وصاحب التجارب الأولى في هذا الضرب من الطب ، الا أنه في النهاية قد خرجت في مواجهته العديد من الاتهامات التي تم تناولها في كبريات القنوات العالمية ، وفي مقدمتها قناة «البي بي سي» البريطانية ، وكذلك في معظم كبريات الصحف البريطانية. سيرة طبيب : يقول دكتور «كمال محمد أحمد أبوسن» في مستهل حديثه في صالون الراحل سيد أحمد خليفة أمس بصحيفة «الوطن» أنه تخرج في جامعة الخرطوم من كلية الطب في العام (1981) بعد تنقله في الكثير من المدارس آخرها مدرسة حنتوب التي كان رئيسا لطلابها بالداخلية ، ويشير الى أنه قد عمل في المملكة العربية السعودية في العام (1986-1988) وبعدها بإيرلندا لمدة ثلاثة سنوات ، ثم خاض في تدريب مستمر في بريطانيا في تخصص جراحة الكلى منذ العام (1992) الى أن منح التخصصية في العام (1999) وأصبح يتمتع بكافة حقوق الاطباء الاستشاريين في جراحة الكلى ، منذ ذلك الوقت وحتى الان ، ويشير أبوسن الى أن أول رحلة عودة له للبلاد كانت في العام (2002) حيث أجرى فيها أول عملية لزراعة الكلى بمستشفى «أحمد قاسم» وقتها كان المستشفى متواضعا. ويضيف بانه قد زار مدينة ودمدني في العام (2003) وأجرى بها أكثر من (60) عملية جراحية لزراعة الكلى ، وكانت تلك أول بادرة لتوطينها خارج الخرطوم ويردف بان دكتور أحمد فضيل كان اول طبيب سوداني قد قام بتوطين زراعة الكلي في العام (1994) مؤكدا بان هدفه من العودة للوطن هو مساعدة اهله ويرى ان النتائج التي حققها في زراعة الكلي كانت مرضية رغم ضيق الامكانيات ، ويضيف ابوسن بانه قد انتقل أخيرا لمستشفى الزيتونة وأجري بها أكثر من (39) عملية جراحية كانت ناجحة بنسبة100% حدثت فيها وفاتين فقط هي الحاجة «الزينة» ومتبرع آخر . مطبات في الطريق : وقال ابوسن ان قناة «بي بي سي» البريطانية كانت قد انخدعت وذكرت اسمه عن طريق الخطأ بصدور قرار من المجلس الطبي البريطاني بايقافه ، وهو ما لم يحدث ؛ حيث تصدى المستشفى البريطاني التي يعمل بها ، وكسبها ، مؤكدا بانه مازال مسجلا بالمجلس الطبي البريطاني ويعمل وفقا لاحكامه، بل لديه استشاريات طبية ونبطشيات في السابع عشر من الشهر الجاري في مستشفى ببريطانيا ، واوضح ابوسن ان مقاضاة القناة البريطانية والصحف الانجليزية التي تناولت الأمر مسألة في غاية الصعوبة ؛ لكلفتها المالية العالية ، ودعا ابوسن القانونيين والمحامين السودانيين العاملين بالخارج والاعلاميين وعموم السودانيين لمساندته في مقاضاة تلك الصحف ، وأبدى «ابوسن» استعداده للتنازل عن عائد تلك القضايا حال كسبها ،لإنشاء مستشفى خيري باسم جمعية «ابوسن» التي أنشأها لمساعدة مرضى الكلى ، وتخصيص عنبر جراحي باسم المرحوم «محمد الأميرالحسن» الذي اجري له عملية جراحية بالبلاد فارق بعدها الحياة فقاضته أسرة المرحوم في تلك العملية ، ويبين ابوسن في هذه القضية بان الراحل «الأمير» هو وزوجته قد قابلاه في دولة الامارات التي يعمل في احدى مشافيها ، وقررا اجراء عملية لزراعة الكلى بالسودان ؛ حيث تبرعت الزوجة بكليتها لزوجها الراحل ويضيف : بعد اجراء العملية قررا المتابعة في الامارات وقال انه ظل مرافقا لهما ، فلم أجد سريرا بالمستشفى التي كنت اعمل به ؛ الأمر الذي دعاني لتحويله لمستشفى آخر فحدث له تسمم في الدم ، ووقع أمر الله ، وتقدمت أسرة الراحل بشكوى ضدي في محكمة «الشارقة» فصدر قرار بايقافي فقمت باستئنافه فشطبت الدعوي ضدي لكن اسرة الراحل استأنفت قرارالشطب فصدر قرار على عجل بايقافي من وكيل وزارة الصحة الاماراتية فلم ادافع ووقتها سحبت رخصتي من الامارات وكان من المفترض ان استأنف قرار وزارة الصحة لكني اكره ضياع الوقت وعدت للبلاد وذلك لان لدي مبدأ بان انقذ طفلا من الفشل الكلوي بالسودان خيرا لي من اقضي كل وقتي في المحاكم . أبوسن يفند قرار المجلس الطبي : كشف دكتور ابوسن بان اسرة الراحل محمد الامير قد عادت وقامت بمقاضاته داخل السودان بعد ان كسبت شكواها في الامارات ، ويقول ابوسن ظلت اسرة الراحل متتبعة لخطواتي في الداخل وكشف عن قرار صدر بايقافه لمدة ثلاثة ايام من المجلس الطبي السوداني وذلك علي خلفية خطاب صدر بحقي بالمثول امام المجلس للتحقيق ، مشيرا الي انه لم يستلم ذلك الخطاب واوشت اسرة الراحل للمجلس باني قد استلمت الخطاب وبالتالي تم صدور قرار بايقافي لمدة ثلاثة ايام ، وكشف ابوسن عن قرار ايقافه من ذات المجلس بتاريخ (11/12/2012) حيث نص علي الايقاف لمدة عام ، وفند اختصاصي جراحة الكلي ذلك القرار من ناحية فنية واجرائية ، مبينا بان القرار قد اشار لاستعجال في اجراء العملية الجراحية وهو غير صحيح كما انه قد اشار ان عمر الراحل لايسمح باجراء العملية وقال ان هذا ايضا حديث غير سليم حيث انني اجريت العديد من عمليات زراعة الكلي لمرضي فوق الستين والسبعين ، بل اجريت في المملكة المتحدة زراعة لبريطاني تجاوز عمره الثمانين ،وكان من الطرائف انه يسمع من السسترات والطاقم الطبي ان كل من تجرى له عملية زراعة كلى من النساء تمنح حبوب منع الحمل وقال لي (عايز حبوب منع حمل يا دكتور) ، وينوه ابوسن الى ان قرار المجلس الطبي قد اشار الى انه رئيس التيم في العملية وهو مالم يكن صحيح ؛حيث لايوجد في الورق الى ما يشير الى انني رئيس تيم العملية ، بل هنالك عمل جماعي كل يعمل في مجاله ، فانا اختصاصي جراحة كلي وهنالك اخصائيين غيري في العملية ، ووصف قرار المجلس بانه مطاطي في حديثه عن الاخطاء الطبية كما انه قد صدر قبل اربعة سنوات رغم ان القضية قد صدر فيها حكم من خارج السودان . الحاجة الزينة قصة حزينة : وحول قضية الراحلة الحاجة الزينة التي اجريت لها عملية زراعة كلي بمستشفي الزيتونة تحت اشراف ابوسن يقول عنها انه قد اجري العملية قبل اربعة اشهر وكانت العملية ناجحة حيث يحسب نجاح العملية بعد شهر من اجرائها ، ولكن بعد ذلك حدثت لها مضاعفات ؛ الأمر الذي دعانا للمطالبة باجراء بعض الفحوصات فكانت غير موجودة بالبلاد ، وطالبنا اسرتها بسفرها للخارج وحدث لها امساك وانتفاخ بالقاهرة، فاوقفت عن الاكل والشراب وكانت قد ذهبت الى هناك بكلية عاملة وبعد ذلك اصبحت تلجأ لغسيل الكلى فجاءت لمستشفى الزيتونة لكن كانت كليتها معطلة فكان لابد من ازالة هذه الكلية، وكان ذلك بتاريخ (2013/1/10) وظلت تحت رعاية اخصائي الباطنية فحدث لها نزيف وقرحة فهبطت صفائحها الدموية وحدث لها تسمم في الدم لضعف المناعة وبعد ذلك توقف الدم عن المخ وحدثت لها تشنجات من المضادات الحيوية وملاريا فتم نقلها للعناية المكثفة بتاريخ (24/1) فظهرت فتحة تحت الجلد بتاريخ (4/2) وخرجت سترات من القلب واذا حاولنا ارجاعها لن تتحمل ذلك؛ لعدم مقدرتها على تحمل البنج ورأوا علاجها عن طريق الملاحظة ، واثناء ذلك كانت تعاني من نزيف حاد وتسمم ايضا وتشنجات وتم وضعها بالعناية المكثفة والتنفس الصناعي ، فظهر مع الفتحة المصران الغليظ ورفضت اسرتها عليّ اجراء عملية بالبنج الموضعي لارجاعه فلجئنا للمجلس الطبي السوداني فجاء قراره موافقا لماذهبنا اليه وعادت اسرتها للموافقة الا ان مشيئة الله كانت هي الغالبة. لاعب وطبيب محترف : يري دكتور ابوسن بانه طبيب محترف وماهر في تخصص جراحة وزراعة الكلي ، ولديه الكثير من المقدرات والامكانيات التي يمكن ان يساعد بها اهل بلاده ممن هم في حوجة لعلمه ، ويصف حالته بحالة كابتن نادي الهلال الأسبق هيثم مصطفي البرنس الذي صدر قرار بشطبه من الهلال؛ حيث وصف ابوسن بانه لاعب موهوب ، وقال ان قرار شطبه لم يؤثر في مسيرته فسجل في نده التقليدي المريخ وهو قادر على تقديم الكثير ، ويري دكتور ابوسن انه رغم ذلك سيواصل في عمله وقال انه ابن من ابناء السودان ركب الحمارة وتعب وسهر من اجل العلم والطب ، وذرف ابوسن الدموع وقال:» ان العيار المايصيبش يدوش». مساجلة.. صحافيون وأطباء : وكان الصحفيون قد قدموا خلال صالون الراحل سيد احمد مداخلات ساخنة انتقدوا خلالها الوضع الصحي بالبلاد وتكرر الاخطاء الطبية ، ووصف الصحفي المثير للجدل عمار محمد ادم، بان مايحدث من أهل الصحة بالسودان يعتبر كارثة لا يلتفت اليها المسؤولين الذين يحرصون على علاج ابنائهم بالخارج ، وقال عمار:» ان هذا مدعاة للتشكيك في الطب السوداني «، واشار احد الصحفيين الى ان وزير المالية الاتحادي «علي محمود» قد ابتعث ابنه للعلاج بالولايات المتحدةالامريكية ، بينما ابتعث «الصادق الوكيل» ابنه للعلاج في السعودية . مجلسكم الموقر : ووجّه معظم المشاركين في منتدي الراحل سيد احمد خليفة من الصحفيين والاطباء انتقادات حادة للمجلس ؛ حيث وصفه دكتور «حسن عبد العزيز محمود» اخصائي الجودة والتطوير بانه يعمل بازدواجية ويتعامل بما سيكون وليس بالموجود ، ووجه دكتور «سيد قنات» رئيس لجنة التخدير بمجلس التخصصات الطبية الأسبق انتقادات لقرار المجلس الطبي ،وأكد «قنات» كفاءة الطبيب السوداني ، منوهاً الى ان عدد الاطباء المسجلين يبلغ اكثر من (45) الف طبيب ، بينما يعمل منهم (12) ألف طبيب بالبلاد، داعيا الاعلام بالتركيز على هجرة الاطباء ، وطالب الدولة بالاهتمام بقضايا الصحة. «الوطن» تطالب بنيابة للاخطاء الطبية : وكان الأستاذ عادل سيد أحمد رئيس تحرير صحيفة (الوطن) قد أدار صالون الراحل سيد أحمد خليفة الذي استضاف الدكتور كمال ابوسن اخصائي الكلى المعروف في قضيته التي اثارت جدلا واسعا بالرأي العام ، حيث طالب رئيس التحرير بانشاء نيابة خاصة بالأخطاء الطبية ، ورأى بأن الأطباء هم بشر وليسوا فوق النقد والأخطاء والمحاسبة ، وأضاف: الدولة التي انشأت نيابة للصحافة لمحاسبتها ومحاكمتها ، فهي تهتم بقضايا المواطن والرأي العام ، يجب عليها أيضا أن تنشئ نيابة خاصة بقضايا التجاوزات الطبية التي قال إن دائرتها قد اتسعت في الأونة الأخيرة ، وأكد رئيس تحرير(الوطن) انحياز صحيفته لقضايا المواطن بصفة خاصة وقضايا البلاد بصفة عامة ، لافتاً الى أن الصحف تنحاز دوماً لصالح المواطن ومصالحه،وخدمة قضاياه المتعددة والضائعة.