في كل مرة أحضر للمملكة في زياراتي المتكررة ألاحظ العديد من أوجه التقدم في العمل الرياضي مما يشير إلى أن الكرة السعودية ستعود إلى عهدها الزاهر الذي جعلها تتأهل لكأس العالم أربع مرات متتالية وعدة مرات في البطولات الآسيوية والخليجية والعربية والتأهل بصورة كثيرة في النهائيات الأولمبية.. وقد حدث أن غابت الكرة السعودية مؤخراً ولكنني واثق أنها عائدة وراجعة كما كانت طالما أنها تعمل بإستراتيجية علمية واضحة. مما لاحظته أن بعض فرق القمة في المملكة قد تعرضت لحالات من التدهور وهذا دفع فرق أندية أخرى لتأخذ مكانها في المقدمة ومن هذه فريق نادي الفتح من منطقة الاحساء الذي فاز ببطولات الموسم الأخير وصعدت فرق كانت مغمورة وتربعت وسط القائمة مثل الرائد وعسير والوطني والعروبة والفيصلي. رغم أن المنطق يقول إن تراجع الفرق الكبيرة وكنا نطلق عليها في السبعينيات والثمانينيات الاربعة الكبار وهي الأهلى والاتحاد والهلال والنصر.. ولكنها بعد ذلك صارت ستة كبار بانضمام الشباب والاتفاق وفوزهم بالبطولات المحلية والخارجية ومقارعة الكبار في التعاقد مع أبرز المحترفين من لاعبين ومدربين.. ورغم أن منطق تراجع فرق وصعود فرق يعتبر من علامات التطور العام ولكن هذه الفرق لم تستسلم. إذا ضربنا مثلاً بنادي الاتحاد عميد الأندية السعودية والذي عاش بعض الازمات الادارية والمالية في الاسابيع الماضية ولكن بتاريخه العريق وجماهيره الكبيرة ورموزه كانت العديد من الاجتماعات والمكاشفة وطي صفحة وفتح أخرى وتعاهد على عودة العميد وكانت اولى مبارياته أول أمس أمام فريق الفتح نجم الموسم الماضي وكانت المباراة بملعب مدينة الملك عبد العزيز بالشرائع بمكة المكرمة وكانت تجربة للاعبي الاتحاد وجهازهم ومع مرور بعض الدقائق تقدم الفتح بهدفين نظيفين وتوقعت زيادة مشكلات وأزمات الاتحاد.. ولكن كان للاعبين رأي آخر وبصورة لم تكن متوقعة استمر احراز الاهداف واحدًا ومثنى وثلاث ورباع لتنتهي المباراة أربعة اثنين وتعود البسمة لجماهير العميد وتتواصل سياسة الانضباط والعودة للعهد الزاهر. وقبل أن أغادر محطة الاتحاد العميد الذي له مكانه في قلبي تقترب من مكانة جاره الاهلي، وسبب العلاقة والحب لهذين الناديين هو ارتباطهما تاريخياً بالسودان علاقة وتاريخ وتسمية ونجوم وتدريب وهذا ما تطرقنا اليه في مقالات سابقة ولكن هذه المرة أقف عند الاتحاد العميد وعند اعلان منشور في العديد من الصحف حول طرح بطاقة عضوية شرف النادي وشروطها ومزاياها وأبرزها انها شرط للترشح للعمل الاداري خاصة الرئاسة وغيرها اضافة لمزايا تجارية وحوافز أخرى. بالوقوف عند النقطة الأخيرة وهي عضوية الشرف أو ما نسميها في السودان «الاقطاب»َ او مجلس الشورى وهم الذين يتحركون عند الحاجة لهم أو عند حاجتهم للاضواء والظهور.. أما عبر ذلك فليس لهم تنظيم أو عضوية ثانية أو دعم معروف سنوياً أو موسمياً ولهذا تعتمد الاندية الكبيرة في العالم على مواردها فقط.