(الأمن الأمن والتنمية) هُتاف رفعه مواطنو أحياء السلام وأحياء أخرى بنيالا حاضرة جنوب دارفور لمطالبة الوالي بتوفيرها سيما بعد التفلتات الفردية الأخيرة التي ظهرت بعدد من أحياء المدينة، وجعلت المواطنين غير مطمئنين في منازلهم، ففي نيالا أصبح لا صوت يعلوا أو حديث غير المطالبة بتوفير الأمن الذي أصبح هم الجميع ويدلل على ذلك التدافع الجماهيري التلقائي للمواطنين لنقاط بسط الأمن الشامل التي دشّنها والي الولاية اللواء ركن آدم محمود جار النبي الأسبوع الماضي في إطار الخطة الممتدة للشرطة للحد من الظواهر المخلة بالأمن والتي بدأت بافتتاح (10) نقاط بالأحياء المختلفة، وتأتي خطوة تفعيل مشروع بسط الأمن الشامل للشرطة الشعبية والمجتمعية استجابة للحالة الأمنية التي تصاعدت وتيرتها بالمدينة للسيطرة عليها طبقاً لحكومة الولاية التي سارعت باتخاذ عدة تدابير للقضاء على المتفلتين بالولاية من بينها أمر الطوارئ رقم (3) الذي أصدره والي الولاية بمنع تحرك وتجوال المواتر بكافة أنواعها عدا الركشات داخل مدينة نيالا من الساعة السابعة مساءً وحتى السابعة من صبيحة اليوم التالي، وبدأ تطبيقه الخميس الماضي الموافق(12/9/2013م) بضبط أعداد كبيرة من المواتر المخالفة للأمر، ووجّه الأمر أصحاب العربات والمواتر التي لا تحمل لوحات مراجعة سلطات المرور لتوفيق أوضاعهم وشكل الأمر آلية مشتركة من الأجهزة الأمنية تضم الشرطة، القوات المسلحة، الأمن والمخابرات الوطني وقوات حرس الحدود لمتابعة إنفاذه، وأكد اللواء آدم محمود عدم المجاملة في الأمن بعد اليوم، وتوعد المتفلتين/ والخارجين عن القانون الذين يروعون أمن المواطنين بمدينة نيالا، وقال إن هنالك محاكمات تجري الآن لعدد منهم تم ضبطهم وستكون رادعة وعظة للآخرين، وقال جار النبي لدى افتتاحه نقاط بسط الأمن بعدد من أحياء محليتي نيالا ونيالا شمال بدون الأمن ما في أي شيء يتحقق وأن مدينة مثل نيالا انفلات الأمن بها مؤشر خطير يتطلّب حركة المجتمع، وتابع (نحن في نيالا أخلاقنا وأدبياتنا اختلفت عن السابق وجاءتنا اليوم أدبيات دخيلة كالنهب والخطف والسرقة والقتل ولا بد من تكاتف الجميع لاجتثاث تلك الظاهرة وضرورة أن يكشف المواطن عن أي مجرم حتى تتمكن حكومته من ردعه، وأضاف (هناك مجرمين يندسوا وسطكم أنتم المواطنين وتحموهم لكن طال الوقت أم قصر سيقعوا في إيدينا) وقال إن الحالة الأمنية والأحداث الأخيرة استدعت قيام نقاط الأمن الشامل، وهناك خطة تمضي لتحقيق الأمن وطمأنينة المواطنين، وأضاف جار النبي أن منسقية الخدمة الوطنية التزمت بتنسيب كل مجند من الأحياء المختلفة يرغب في قضاء خدمته في نقاط بسط الأمن الشامل واصفاً الخطوة إضافة لتعزيز قوات الشرطة بتلك المواقع وتابع (لن يهدأ لنا بال ما دام هنالك أمن يخترق وما يدور في الولاية والمدينة هاجسنا الأكبر) وأشار جار النبي إلى أن المظاهرات هي الأسلوب البغيض للتعبير عما يجوش في نفوس الناس في إشارة إلى أن هنالك عدداً من نقاط بسط الأمن تم حرقها جراء المظاهرات الأخيرة، فيما أكد مدير شرطة الولاية اللواء أحمد عثمان محمد أن تفعيل مشروع بسط الأمن يأتي امتداداً للخطة الأمنية الموضوعة، وقال إن لديهم أكثر من (26) موقعاً بدأ التدشين بعشرة منها موضحاً أن الأمن مسؤولية الجميع ويتطلّب حركة المجتمع كله وزاد (كل ما نتمناه الاستمرار في تلك الحركة تحقيقاً للأمن الشامل) مضيفاً أن كل النقاط الجديدة ستربط بغرفة النجدة، بينما أعلن نائب رئيس مجلس الولاية التشريعي فضل مختار دعم المجلس لتلك القرارات بتشريعات تحقق وتعزز الأمن بالولاية.. وقال إن نقاط الأمن الجديدة ستكون لها معاني لتحقيق الأمن الذي بدونه ما كانت الصحة والتعليم والتنمية، وأجمع كل المتحدثين من رؤساء اللجان الشعبية والمجتمعية بتلك الأحياء على أن الأمن هو القضية الأساسية التي تؤرق المواطن وطالبوا بفتح المزيد من النقاط، وطالب رئيس اللجنة الشعبية لأحياء الجير محمد إبراهيم إسحق بترفيع البسط إلى مركز شرطة، وقال إن المواطن عانى من ويلات القتل اليومي، فيما شكا ممثل اللجان الشعبية لأحياء السلام من انعدام الكهرباء بعدد من الحارات وعدم توفر الأمن بالحي، ودعا إلى ضرورة إنشاء كوبري بالخور الذي يفصل المنطقة كل ما هطلت الأمطار، فيما قال منسق الشرطة الشعبية والمجتمعية بالولاية أحمد الدرديري محمد إن الشرطة الشعبية طرحت مشروعات كثيرة منها تفعيل مشروع بسط الأمن الشامل، وأكد أن أفرادهم سيظلون الأمن الوقائي والعين الساهرة والذراع الممتد لمجهودات الشرطة وصولاً لتحقيق الأمن الشامل بجعلهم الأمن هماً شعبياً، ويرى معتمد نيالا شمال الهادي عيسى سعيد أن قضية الأمن ما دام المواطن وقف معها فإنها انتهت، وما على الوالي إلا تكملة الباقي، وأضاف أن التحوطات الأخيرة ستضع حدًا للتفلتات الأمنية وحظر تحرك المواتر ليل واحد سيما أن معظم الجرائم ترتكب بواسطتها وتابع (الليلة يوم عيد لنيالا شمال وعايزين منكم حاجة واحدة أن تكشفوا المجرم وطلعوه من وسطكم وخلوا الباقي علينا وإذا المواطن وقف على حيله والله قضية الأمن محسومة).