فريق ركن ابراهيم الرشيد علي مظاهر غريبة لدى الشباب اليوم لم تكن مألوفة لدينا في الماضي فقد كان حسن المظهر والأناقة والهندام المنضبط واللبس المحتشم بلدياً أو إفرنجياً هي السمات التي يحافظ عليها الشباب ويتمسك بها. قد يقول قائل إن العالم يتحرك ويتطور واهتمامات الشباب تتغير وتتبدل وكل ذلك نؤمِّن عليه طالما أنه مرتبط بالأخلاق والقيم والانضباط، إذ أنه من غير المقبول أن تتبدل أخلاق الشباب إلى انحلال وتفسُّخ وتقليد أعمى للموضات في تبعية لشعوب وشباب أصبحت القيم والأخلاق لا مكان لها بينهم. أذكر عندما كنا في المرحلة الثانوية كيف كان مظهر الطالب وقتها وكيف كان الانضباط في اللبس ذي الشكل والتصميم الموحد والأناقة والنظافة. وكيف كان يقف أستاذ الأجيال النور إبراهيم مدير مدرسة الأهلية أم درمان ليتأكد من التزام كل الطلبة بالمظهر العام واللبس المحدد وكذلك نهج كل مديري المدارس في ذلك الوقت. أما مديرو الجامعات فلا يحتاجون لذلك لأن الطالب الجامعي يدخلها وهو مشبع بالأخلاق والقيم وهو قدوة في اللبس والمظهر الحسن. ظللت لفترة مضت أسمع بما يسمى «السيستم» ولم أكن أعلم أنه يعني المنطلون الذي يرتديه الشباب في هذا الزمن. ولفترة أيضاً لا يعجبني لبس الشباب وأحياناً بعض الكبار لمنطلون تجده ناصل يكاد يخرج من موقعه الطبيعي وأستغربُ قبول الشباب وبعض الكبار بهذا المظهر القبيح. وأصدقك القول لم أربط ما يسمى بالسيستم بالمنطلون الناصل هذا لا من قريب ولا من بعيد. قد يكون هذا جهلاً مني فقد أصبحنا لا نتابع الجديد في عالم الموضة واهتمامات الشباب في هذا الزمن. بالصدفة سمعت أحد العاملين يتحدَّث أو يجيب سيرة «السيستم» فسألته: ما هو السيتسم؟! فرد عليَّ كأنه يتعجب من جهلي، ما ده المنطلون الجنز البلبسوه الشباب!! في برنامج تلفزيوني شاركت فيه فنانة كبيرة تناول الحوار مجالات متعددة من ضمنها اهتمامات الشباب ولبسهم فكانت إجابة الفنانة انزعاجها للبس الشباب لمنطلون «السيستم» الشيء الذي لا تقبله لأبنائها فهو في رأيها مظهر قبيح يُظهر الشاب بالانحالال وعدم الانضباط. هذه المواقف جعلتني ألاحظ أن هذه الموضة وهذا الشكل من المنطلونات منتشر ليس بين الشباب فقط بل إن كثيرًا من الكبار يرتدونة. يحكي أحد الأصدقاء وهو في زيارة لأخيه أنه لاحظ ابن أخيه وهو دون العاشرة يرتدي منطلون «ناصل» يكاد يخرج من صلبه، فقام بتنبيهه بذلك. إنتبه الأب فقال لابنه، يا ولد منطلونك ده ناصل ليه؟ رد الابن بعفوية قائلاً: «ما سيستم». هذا الرد العفوي من طفل دون العاشرة يدل على أن هذه المصيبة التي تسمى ب«السيستم» أصبحت منتشرة بين الكبار والشباب والصغار في تقليد أعمى لموضات خرجت للناس من ثقافة شعوب أصبحت القيم والأخلاق بين شبابها لا وجود لها. لا أدري حتى الآن مصدر التسمية لهذا المسخ من الملابس، منطلون من يلبسه يعلم أنه «ناصل» صُمِّم ليكون كذلك، يكاد يخرج من أطراف «صلب» من يرتديه ويصبح صاحبه مشغولاً على الدوام للحاق به حتى لا يصل إلى نهاياته. يقول البعض إن أصل الموضة أمريكي وهي من ابتكارات الشواذ من الشباب المنحرف ويطلق عليه لفظ: «Fellow me» أي أتبعني، ويقول آخرون إن أصل الموضة إنجليزي وهي من ابتكارات أصحاب بيوت الموضة من المثليين والشواذ من الشباب ويسمونها: «Take me» أي «خذني معك» ثم انتشرت بعد ذلك في أوروبا ودول شرق آسيا الدول المنتجة للملابس الرخيصة التي تسوَّق في دول العالم الثالث والدول العربية كأكبر سوق لها. وفي كل دولة يُطلق عليها اسم حسب ثقافة الدولة ولهجاتها المختلفة وعموماً لا تخرج التسمية عن أصل المسألة كما هدف إليها المصمِّم الأول للموضة ذلك الشاذ المنحرف أخلاقاً الذي أطلق عليها «Fellow me» اتبعني وكان يعني ما يريد!! في دولة عربية قال لي أحد المغتربين بها إن موضة السيستم في تلك الدول يسمونها «فحِّطني» ومعروف ماذا تعني كلمة «فحِّطني»!! إنني متأكد أنَّ هنالك كثيرًا من التسميات التي أُطلقت على هذا المسخ من المنطلونات ويخجل الإنسان من ذكرها. وإذا كان عندنا في السودان يُطلق على هذا النوع من المنطلونات اسم «سيستم Systim» فإن الكلمة معناها بالعربي «النظام». فأي نظام من يرتديه يقصد وهو في الأصل منطلونه ناصل؟؟ أم أن هناك نظامًا لا نعرفه؟؟ { أخي القارئ الكريم وأنت تسير في الطريق انظر إلى هؤلاء الشباب الذين يرتدون منطلون «السيستم» كيف يبدو مظهرهم وكيف أصبحت خطواتهم في غير نظام يضبطها ويحكمها لباس يكاد يخرج من موضعه. أيها الشباب إنكم تُهينون أنفسكم بهذا التقليد الأعمى لموضة جعلت من مظهركم شيئًا شاذًا دون أن تعلموا ما المقصود بها. أفيقوا أيها الشباب فإن الرجل السوي عليه أن يكون منضبطًا في لبسه وهندامه ومظهره ومنتظمًا في خطواته، ثابتًا في مشيته، وفي غير ذلك فهو من أشباه الرجال. ذكر لي أحد القراء المتابعين أن الرئيس الأمريكي أوباما تناول ارتداء هذا النوع من الجنز بالتعليق وذكر أنه لبس شاذ لا يرتديه إلا الشواذ وأنه أي الرئيس أوباما يبحث في كيفية إصدار أمر يمنع ارتداء مثل هذه المنطلونات. فهل سمعت أخي القارئ أن أحد المسؤولين من أولياء أمورنا تحدَّث عن هذه الظاهرة وديننا قد حسم أمر الشواذ وأشباههم. أخشى أن يكون أبناء أولياء أمورنا أنفسهم يرتدون «السيستم» وأهلهم في غفلة عنهم. إن الأمر لجد عظيم وهو بداية الانحلال الأخلاقي إذا لم يُحسم فسيؤدي بشبابنا إلى سقوط أخلاقي مريع. انتبهوا أيها الآباء وأولياء الأمور فإن بداية السقوط الأخلاقي يبدأ هكذا من البيوت التي كانت مستورة في الماضي وينتشر كنار الهشيم. وأنا أكتب هذا المقال قلت لمن علق عليه إنني أخشى أن تلبس الفتيات «السيستم» وقد أصبح بعضهن أكثر من «محمد ولد» ففاجأني صاحبي بما هو أعظم قائلاً، لا إنهنَّ ذهبنَ إلى أكثر من ذلك، إنهنَّ يلبسن ما يسمى ب«فصل الدين عن الدولة». إن الأمر يحتاج إلى وقفة حاسمة رسمية ومجتمعية فأفيقوا أيها الناس فالأمم تذهب عندما تذهب أخلاقها وتفقد قِيمها!!