لم تصدق فقط رؤية المراقبين التي تنبأت بخسارة الهلال في مباراته مع الترجي التونسي، ولكن حتى العديد من المتفرجين والمتابعين توقعوا الخسارة، وذلك بالنظر إلى أداء الفريق الباهت في مباراة الخرطوم والنتيجة المفاجئة التي خسر بها صفر مقابل هدف، فقد بدا الهلال في هاتين المباراتين تائهاً ويفتقد لاعبوه اللياقة الذهنية والبدنية، وبالرغم من أن هناك أخطاءً تعتبر سمة للاعب السوداني لكن كان يعوضها اللاعبون بالحماس والروح القتالية وتوظيف المهارات الفردية إيجابياً، لكن افتقدها الفريق في اللقاءين في كل من الخرطوم وتونس، فقد غاب الأداء الجماعي للفريق نسبة لأن معظم اللاعبين كانوا يمررون الكرة في حالة الثبات بدلاً من التحرك بها وتمريرها للزميل المتحرك حتى لا يمكن اصطيادها بسهولة، وقد شاهد الجميع أن جل التمريرات تقطع أو تصطدم بالخصم أو تخرج إلى رمية جانبية أو تقطع بالرأس. وكان لاعبو الهلال يعجزون عن الاحتفاظ بالكرة عندما يضايقهم الخصم، إما لضعف اللياقة البدنية أو لعدم التدريب على الاحتفاظ بالكرة في حالة الضغط، كما افتقد الفريق أبجديات التكتيك الدفاعي، ومنها تجنب الوقوف في خط واحد، حيث تمكن الترجي من إحراز كل أهدافه ذهاباً وإياباً بتمريرة بينية ضربت الدفاع المتباعد والمتراص في صف واحد، كما أظهرت المباراة العيب الأساسي للاعب السوداني، وهو ترك المدافعين مساحة للمهاجم وعدم الضغط عليه وهو يصوِّب الكرة نحو المرمى أو يمرر في الأطراف، فكثير من الأهداف أحرزتها الفرق الأجنبية على ذلك النحو، كذلك من العيوب الفنية لمدافعي الهلال أو معظم اللاعبين السودانيين مراوغة الخصم لهم بسهولة، وقد لاحظ المشاهدون كيف كان يمر لاعبو الترجي بسهولة من مدافعي الهلال أو الوسط المدافع، مما يعني أن المدرب الأجنبي أو المحلي عجز عن تطوير التكتيك الدفاعي في مستوياته الأساسية، إذ لا بد أن يتمرن المدافعون كثيراً على استخلاص الكرة من المهاجم دون ارتكاب أخطاء. أيضاً من عيوب لاعبي الهلال والسودان عموماً البطء في الحركة داخل الميدان، وعدم الانتشار السريع المدروس، وعدم التركيز في التصويب نحو المرمى، وهي من المهام التي كان ينبغي على المدرب بل واللاعب نفسه التدريب عليها طويلاً. كذلك من عيوب التكتيك الدفاعي للاعبي الهلال عند ضرب الركنيات من قبل الخصم، فإن المدافعين يقفون بطريقة خاطئة ويتركون مساحة للمهاجم، بالإضافة إلى عدم إجادة التصدي للكرة بالرأس كما يفعل لاعبو الترجي. ولا شك أن أخطاء لاعبي الهلال هي نفسها أخطاء لاعبي المنتخب الوطني، وهو أمر ينبغي أن يدفعنا بالحاح إلى أن نفكر في بداية علمية ومنهجية جديدة، وإلا فلن نتمكن من المنافسة بفاعلية في البطولات الخارجية، وسنتلقى الهزائم وسيكون الإحباط والحزن من نصيب الجماهير السودانية الطيبة العاشقة للكرة بجنون.