للأسف جاء ترتييب السودان في قائمة الاتحاد الدولي لكرة القدم.. فيفا.. في المركز «140» عالمياً وأظن أنه أسوأ مركز لنا وطبعاً هذا الترتيب تحدده المشاركات الدولية والاستمرار فيها ونحن لم يعد لنا أي وجود في مشاركات دولية لا على مستوى المنتخبات كلها.. الأول والشباب والناشئين.. ولا على مستوى الأندية هلال/ مريخ/ أهلي شندي/ الخرطوم الوطني، فكلها خرجت.. وكذلك صرنا نخسر المباريات على أرضنا أتمنى من الإخوة الزملاء المهتمين بمتابعة ترتيب السودان دولياً أن يصححوني لاعتقادي بأن أفضل مركز نحققه كان «كم وثمانين» في مطلع التسعينيات.. ذلك في التاريخ الحديث، وطبعاً في تاريخ سابق كنا في مراكز أفضل لسبب بسيط هو أن الدول التي تتقدم حالياً في الترتيب لم تكن موجودة ومركزنا الأفضل كان لمشاركتنا في نهائي كأس العالم للناشئين في إيطاليا عام 1991. الترتيب العالمي وهو المائة وأربعيناوي يشير أن في العالم «139» دولة تتقدمنا في الترتيب، من كل قارات الدنيا.. وعلى المستوى الإفريقي فإن ترتيبنا حوالى «الثلاثيناوي».. بعد أن كنا ضمن الثلاثة الأوائل.. وتدحرجنا حتى هذه النقطة الصعبة أما على المستوى العربي فهنا المصيبة أعظم إذ إننا ترتيبنا في المركز «التمنطاشراوي».. مما يعني أن أربع دول عربية فقط تأتي بعدنا.. وأظنها جيبوتي والصومال وموريتانيا وجزر القمر، أما الآخرون ودون تحديد فهم يتقدموننا .. وحسبنا الله. من يرى المنشور هذه الأيام حول تسمية الصحافة الهلالية الانتصار التاريخي، أو ما تسميه الصحافة المريخية نكبة القمَّة الأخيرة.. يظن أننا في ترتيب متقدِّم على العالم.. أو من يتابع ما نسمِّيه أم المعارك في انتخابات اتحاد الكرة أو بعض المباريات أو تسجيل لاعب لن يصدِّق أنَّنا في الترتيب المائة وأربعيناوي «140» عالمياً والثلاثيناوي «30» إفريقيا، والعشريناوي «20» عربياً. ولكن حسب ما هو منشور وما هو يملأ القنوات والمحطات الإذاعيَّة المحليَّة.. وما هو في المدرجات فإننا يجب أن نكون ضمن الخمسة الأوائل عالمياً.. والثلاثة الأوائل إفريقيَّا.. والأول عربياً. نقطة.. نقطة لو وقفنا لحظة عند بعض محطات الإنجاز للكرة السودانية نلاحظ أن حالنا كان غير هذا الحال.. والاهتمام باللعبة على مستوى الدولة والاتحاد والأندية كان غير هذا الحال.. إن أفضل إنجاز سوداني كان عام 1957م حين أسسنا الاتحاد الافريقي في الخرطوم.. وكان عندنا رجال في قامة الدكتور حليم وعبد الرحيم شداد والسنجاوي ومحمد أحمد رحمة ونفسهم عام 1970م حين كان السودان بطلاً للقارة ووجدوا الدعم من حكومة مايو الفتية يومها ومعسكر وادي سيدنا في الكلية الحربية. إنجاز آخر كان عام 1972م.. حين تأهلنا لنهائيات الدورة الأولمبية في ميونيخ بألمانيا وكانت المرة الأولى والأخيرة بقيادة الدكتور حليم وصحبه ودعم حكومة نميري رحمهما الله بعد ذلك حدثت الغيبة الطويلة من كل شيء إلا بطولات سيكافا التعبانة التي لا تقدم ولا تقدم شيئاً في الترتيب. الإنجاز الوحيد على مستوى الأندية كان للمريخ عام 1989م حين فاز بكأس الأندية الإفريقية أبطال الكؤوس وكان بجهد الرجال المرحوم عبد الحميد حجوج والمدربين الألماني رودر والسوداني مازدا.. ونخبة وصفوة جيل مانديلا.. وكان ذلك في بداية عهد الإنقاذ واهتمام الوزير الرياضي إبراهيم نايل إيدام والاتحاد بقيادة الدكتور كمال شداد متعهما الله بالصحة والعافية.