في عام (1977م) أصبح مناحيم بيغن رئيساً لوزراء إسرائيل بمساعدة الفلاشا للعودة إلى الأرض الموعودة. وخلال الحرب الأهلية التي اندلعت في إثيوبيا في أوائل السبعينيات أصدر الرئيس الإثيوبي منقستو هايل مريام أوامر بإنزال عقوبات صارمة على أي إثيوبي يحاول الهرب.. لهذه الأسباب وضع بيغن خطة بعقد صفقة (أسلحة) سرية للنظام الحاكم في إثيوبيا لإنقاذ الفلاشا وذلك مقابل ترحيل (مئة واثنين وعشرين يهودياً أسود) تم ترحيلهم من أديس أبابا.. إلا أن موشيه ديان صرح لأحد الصحفيين في زيورخ في يناير 1978م فاضحاً بذلك الاتفاق الذي أبرمه منقستو هايل ماريام.. فقام منقستو بإلغاء الصفقة متوجساً من كشف الاتفاق السري.. عندما بدأت المفاوضات بين السادات ومناحيم بيغن على معاهدات كامب ديفيد.. أقنع مناحيم بيغن السادات بإقناع الرئيس جعفر نميري بالسماح للفلاشا بالهرب من مخيمات اللاجئين في السودان إلى إسرائيل.. إلا أن الرئيس جعفر نميري.. طلب من السادات مهلة حتى يعرض الأمر على مجلس الوزراء.. إلا أنه باغتيال السادات في عام 1981م ماتت الخطة وواكب ذلك تحول نظام الحكم في السودان للشريعة الإسلامية.. غير أن الوضع في السودان عام 1984م أصبح خطيراً وذلك لمعاناة الفلاشا وغيرهم من الجماعات الإثيوبية من المجاعة والقحط إذ دفع بالإثيوبيين ومن ضمنهم أعداد كبيرة من الفلاشا يتدفقون على السودان بحثاً عن الطعام، في سبتمبر 1984م التقى نائب رئيس الوزراء إسحاق شامير وزير الخارجية الأمريكي جورج شولتز ليستخدموا نفوذهم مع المصريين ودولة عربية لإقناع النميري بالسماح بقيام عملية إنقاذ تحت غطاء عملية (دعم التغذية الدولي) تم التنسيق بين القيادة الإثيوبية والسودانية أن تتم العملية بسرية تامة علماً بأن السودان كان يعاني من الجفاف والتصحر ومشكلة جنوب السودان.. وأن هؤلاء اللاجئين يحكمهم قانون اللجوء الدولي فالسودان لا يستطيع منعهم من العبور وذلك بنص قانون عبور اللاجئين.. بالرغم من القول (يسمح لهم بالعبور لأي بلد في أوربا شريطة أن لا يكون العبور مباشرًا إلى إسرائيل، في عام 1984م وبالتحديد في يناير بدأت العملية في سرية تامة وكان ذلك في الأسبوعين الأول والثاني من يناير في يناير 1985م استلم جورج بوش نائب رئيس الجمهورية الأمريكية موافقة الرئيس نميري وعندها أصدر بوش الأوامر بإرسال الطائرة الأمريكية (الهيركيلوس) إلى الخرطوم حيث نقلت خمسمائة من الفلاشا.. هذه الأحداث وبرغم سريتها إلا أن هنالك الكثير من الأمريكيين والبريطانيين والإثيوبيين والسودانيين سمع بها برغم سريتها.. إلا أن قيام يهودا دومنيمتز وهو مسؤول كبير في الوكالة اليهودية المتحدة بإخبار أحد صحفيي (النيكودا) وهي صحيفة صغيرة محدودة التوزيع قامت بنشر الخبر وتم توزيعها في الضفة الغربية للمستوطنين، كما أشارت الصحيفة إلى أنها ما زالت قائمة وأشارت الصحيفة إلى أن العملية أعدها الموساد على شواطئ البحر الأحمر.. عندما شاع الخبر كان رد فعل العرب سريعًا ومتوقعًا.. ليبيا طلبت انعقاد جلسة خاصة للجماعة العربية ومعظم الصحف العربية أدانت العملية، السودان من جهته أنكر أي دور له في العملية ووزير الخارجية هاشم عثمان دعا الدبلوماسيين العرب والأفارقة والآسيويين إلى اتهام إثيوبيا بغض النظر عن خروج الفلاشا مقابل الأسلحة، وزير الخارجية الإثيوبي (غوشوولد) رد أن السودان كان يقوم برشوة عدد كبير من اليهود الحبش للهرب من إثيوبيا.. أصبحت عملية موسى تتناولها الصحافة العربية بإدانتها للسودان كما تم تصعيد الأمر في الداخل وأصبح بعد الانتفاضة من أقوى الأسباب لإدانة حكومة مايو.. وبعد تقديم رموز مايو للمحاكمة.. هدأت الدائرة العربية.. صرح رئيس الوزراء شيمون بيريز قائلاً: (لن يرتاح لنا بال حتى يعود إخوتنا إلى الوطن بسلام.. بدأت الدبلوماسية الإسرائيلية تعمل بنشاط مع مجموعة من الحكومات الإفريقية والأوربية بقيادة رئيس جهاز الموساد وهو بيريز ناحوم ادموني واسمه الحركي (روم) ليستبدل الخطة بخطة جديدة لأجل تأمين نقل الفلاشا عبر بروكسل.. حصل (روم) على تفويض من رئيس الوزراء الإسرائيلي لاستخدام مصادر خارج الموساد مدنية أو عسكرية.