من على البعد نحيي أهلنا في شمال كردفان وفي مدينة الأبيض للخطوة الكبيرة الشجاعة التي دعا لها الوالي الفاهم الشاب مولانا أحمد هارون وهو يدعو لمؤتمر عام هدفه عودة الأبيض لتاريخها الجميل الكبير في الكرة السودانية. وهو تاريخ لا ينكره إلا مكابر أو جاهل.. وعقد مؤتمر عام ودعوة الخبراء للتفاكر وإعداد توصيات للخروج من أزمة الكرة الكردفانية الغائبة عن الساحة السودانية هي خطوة علمية ويجب أن تكون عملية حين تجد هذه التوصيات التنفيذ ودون شك الوالي الجديد أهل لذلك. تلقيت دعوات عديدة من شخصيات أجلها وأحترمها للمشاركة اليوم في مؤتمر الأبيض والاستمتاع بلقاء الهلالين العاصمي وهلال عروس الرمال، من الوالي ومن الرمزين الكبيرين عمنا سليمان دقق وأخينا محمد أحمد ود المأمون. ولكن لدي ظروف قاهرة أحاول الآن وأنا أكتب هذه المادة تجاوزها حتى ألحق (بطيارة الأبيض هذا الصباح)، وهنا أشكر أخي وابن عمي هاشم محمد أحمد ملاح لإصراره على أن أكون ضمن بعثة الهلال، وهذا شرف عظيم أتمنى أن أناله. الأبيض قدمت للكرة السودانية أفذاذ اللاعبين والمدربين والإداريين والصحافيين، وليت المساحة تسمح بذكر أسمائهم جميعاً.. ولكن (سمحت أم لم تسمح) فإن أعظم جهابذة الكرة الذين شاركوا في منتخبات السودان أيام الأمير صديق منزول كان النجم الكردفاني الكبير أحمد جادين، كما قدمت بعد ذلك أحمد بابكر وسليمان مكين وتنقا وأنس النور.. وهنا أذكر أن الموسيقار المعروف حافظ عبد الرحمن كان موسيقاراً في الكرة حين كان حارس المرمى الأساسي لمنتخب الأبيض وهلال عروس الرمال. الأبيض وكردفان بشمالها وجنوبها مليئة بالمواهب الرياضية في كرة القدم وألعاب القوى والرماية وغيرها طبعاً عدا السباحة.. وأتمنى أن يكون هنالك جانب في مؤتمر اليوم لهذه الرياضات التي لا تستحق صرفاً كبيراً عليها كما يكون الصرف على فرق كرة القدم. وأياك أعني واسمعني يا مولانا أحمد هارون. نقطة.. نقطة الحاج سليمان دقق رجل الرياضة والسياسة والتجارة، وجد اليوم التكريم في مؤتمر الأبيض الرياضي.. وأمثال سليمان دقق يستحقون التكريم من كل السودان.. وليس من أهله في الأبيض وكريمة فقط، فالرجل مدرسة متكاملة في كل شيء. على ذكر الحاج سليمان دقق نذكر الآن قصة طريفة ومنتخب السودان للناشئين يستعد للسفر إلى القاهرة للقاء منتخبها في الخطوة الأخيرة للتأهل لكأس العالم في إيطاليا، ولم تجد البعثة ما تستحق من نقد أجنبي.. فذهب الحاج سليمان دقق وكان رئيس البعثة إلى بنك السودان في مقره القديم بشارع الجامعة، ورافقته لصداقتي بمدير البنك الأخ الشيخ، وطلبنا إذن الدخول فأجرى رجل الأمن مكالمة، وما أن سمع الطرف الآخر اسم سليمان دقق إلا وقال له كما علمنا فيما بعد.. سليمان دقق ده صدر أمر باعتقاله في الأبيض لصلته بالجبهة الوطنية المعارضة والحزب الاتحادي المعارض، وبالفعل اقتادوا الرجل وحرموه من السفر، ولكن كان شعارنا في البعثة الفوز والتأهل إهداءً لحاج سليمان وقد كان. سعدت بما سمعته أمس في قناة النيلين عما جاء في حقي والاعتراف بدوري لبناء وتأسيس القناة، ولكن طلبت التدخل ووافقوا، وكان تدخلاً إيجابياً طوى صفحة الخلاف مع القناة التي طويت بالفعل بإنهاء الشراكة الكويتية العجيبة..