وصلتني هذه الرسالة من مجموعة من أهلنا بنهر عطبرة يشتكون فيها لوزير السدود والكهرباء المهندس أسامة عبد الله حول الأراضي التي حالت إدارة السدود دون زراعتها وأكد لنا ممثلو المنطقة أنهم ليسوا ضد تعويض متضرري سد مروي، لكن الأراضي التي منعوا من زراعتها تمثل كسب العيش الأساسي بالنسبة لهم، ومن جانبنا نرجو أن تجد إدارة السدود حلاً عادلاً يحقق العدالة للجميع بحيث يمكن مزارعي تلك المناطق من فلاحة أرضهم التي ورثوها عن أجدادهم وفي ذات الوقت إتاحة الفرصة لمتضرري السد من العيش الكريم. رسالة إلى وزير السدود والكهرباء نرفع لسيادتكم هذه الشكوى العاجلة، ونرجو الإنصاف ونحن ندرك ما قمتم به نحو البلاد من أعمال وفي مقدمتها سد مروي الذي أفاض بالكهرباء على أنحاء السودان ونحن في منطقة نهر عطبرة وصلتنا الكهرباء وكما تعلمون أن مشكلة مواطني نهر عطبرة سكان ما بعد خزان خشم القربة الذي هاجر إليه أهالي حلفا وكان خيراً وبركة ونعمة عليهم.. ولكنه نقمة ودمار على سكان ما بعد الخزان وهم أهالي أدنى نهر عطبرة الذين لم تقم دراسات لحالتهم واتهدمت الجروف والجزائر والكروات وأصابها الجفاف وانتشرت المجاعات في المنطقة، كان ذلك في عهد الرئيس عبود والرئيس نميري ولم تكن هناك حلول للمشكلة رغم صيحات المواطنين المتكررة حتى جاءت ثورة الإنقاذ المباركة وكان تهجير المناصير خيراً وبركة حيث جاءت المياه عبر الترع من النيل للزراعة لهذه الأراضي وزرع المناصير ورحبنا بهم ولكنهم سيدي الوزير، أخذوا الجزء الأكبر من أراضينا ولم نعترض في ذلك وظل بعضنا يزرعون في بقية الأراضي التي تقع شرق الترع على مقربة من قرانا (العماراب، القليعة، البسلي، السليم، قنقاري، وقرى القبة) منذ سنوات وأفاضت علينا خيرًا كثيراً. وفي هذا العام والموسم على الأبواب وكالعادة جئنا للنظافة والزراعة وجاء مندوب السدود قفل المياه وقال إن هذه الأرض نزعت منكم مما جعلنا في حيرة من أمرنا والحال كما تعلمون وفي هذا العام بالذات حال الجفاف وانعدام الزراعة. ولذا نلجأ إليكم وأنتم أهل الشأن والقيادة والحكمة أن تدركونا حتى نلحق بالموسم الزراعي وفك هذا الحظر، أما بالنسبة للمهاجرين فإن الأراضي موجودة شاسعة داخل المشروع بجوار قرية «6» .. وإن الوفد الذي حضر لسيادتكم ينوب عن مواطني أهالي نهر عطبرة بقرى البسلي والعماراب والقليعة والسليم وقنقاري وقرى الآبار الثلاث وقرى القبة. نرجو إصدار أمركم العاجل لنلحق بالموسم. وشكراً