ولدت فكرة ائتلاف شباب الانتفاضة - فلسطين التي برزت في الأيام الأخيرة من رحم تكتل شبابي متعدد الأفكار والتوجهات السياسية، ودعت إلى جمعة غضب اليوم. انتصاراً للمسجد الأقصى المبارك الذي يشهد هجمة صهيونية شرسة. وينشط القائمون على الفكرة في الميادين وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وفي لقاءات مع أطر طلابية مختلفة، للحشد والدعوة لنصرة الأقصى في ذكرى الانتفاضة الفلسطينية التي انطلقت في العام 2000. ويراهن القائمون على الفكرة الشبابية على استمرار تحركاتهم وتشكيل قوة ضاغطة مستلهمين في جزء كبير من نشاطهم دور الشباب العربي في الثورات، مؤكدين أن تحرك »جمعة الغضب« الأول ولن يكون الأخير في المقاومة الشعبية. وحدد الشباب الفلسطيني المنتفض على الاحتلال عدة أماكن في قطاع غزةوالضفة الغربيةوالقدسالمحتلة للتجمع فيها، ولوحظ أن هذه المناطق هي بؤر دائمة للمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي وتسمى فلسطينياً بمناطق التماس. تفعيل الشباب ويقول الناطق الإعلامي لائتلاف شباب الانتفاضة يونس أبو عيطة إن الائتلاف يضم الشباب الفلسطيني من مختلف الأفكار والأيديولوجيات، منبهاً إلى أنهم »ترفعوا عن الخلافات السياسية الموجودة بين الفصائل وجمعهم حب الوطن«. وأشار أبو عيطة إلى أن الفكرة »حركتها الظروف الحاصلة على الأرض من تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية والمستوطنين على المسجد الأقصى ومدينة القدس وازدياد التهويد بحق المقدسات«، مؤكداً أن التحرك يسعى لتفعيل دور أهم شريحة مجتمعية في فلسطين، وهي الشباب. وأكد في حديث للجزيرة نت أن »التحركات على الأرض ستكون شبابية وستتركز في نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي في مختلف مناطق الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة وأراضي ال48 وقطاع غزة«. وشدد أبو عيطة على أن الشباب الفلسطيني أخذ على عاتقه الانطلاق بقوة وسيفرض نفسه على الأرض من خلال الأفعال وتحريك الشارع تجاه الاحتلال فقط، متوقعاً فعالية واسعة وقوية يوم الجمعة المقبل ضد الاحتلال. لكن الائتلاف -وفق أبو عيطة- سيستمر في تحركاته الجماهيرية على كافة الأصعدة وفي إطار المقاومة الشعبية لمواجهة المحتل الإسرائيلي، مؤكداً أنهم تلقوا تشجيعاً من قوى فلسطينية للمشاركة في هذا الحراك. دور للمرأة من جهتها قالت عضو ائتلاف شباب الانتفاضة إسلام المشهراوي إن للمرأة الفلسطينية دورا في التحرك الجماهيري، كما كانت دائماً شريكة للرجل في مواجهة كل مصاعب الحياة، التي يعتبر الاحتلال السبب الرئيسي فيها. وأوضحت المشهراوي للجزيرة نت أن التحرك الجماهيري رسالة للعالم أجمع »كي يعرف ما يجري في القدس من تهويد واستيطان وتعديات وعدوان إسرائيلي متصاعد، ولن يهدأ لنا بال كفلسطينيين حتى نستعيد القدس ونحررها«. وتوقعت أن يكون للتحرك الشبابي نتائج كثيرة »منها توحيد الصف الفلسطيني الذي توحد في انتفاضاته ضد الاحتلال«، مؤكدةً أن القضية الفلسطينية بحاجة ماسة إلى الوحدة وإلى كل جهد مخلص لإنهاء معاناة الوطن والمواطن. ونبهت المشهراوي إلى الأمل في أن يكون هذا التحرك الشبابي »شرارة نحو تغيير جذري وقوي في الساحة الفلسطينية، وأن يكون بداية لتحرك فعلي وقوي وحركة إيجابية لنتجمع تحت راية فلسطين مرة أخرى للوصول لحلم التحرير. تأخر.. ولكن بدوره وصف مدير مركز أبحاث المستقبل بغزة إبراهيم المدهون التحركات الشبابية بالخطوة المقدرة نحو بداية جادة للعمل على إعادة القضية الفلسطينية لأصولها وإعادة المشروع الوطني لخطه الأول. وأشار المدهون في حديث للجزيرة نت إلى أن »الظرف الآن يعزز هذه التحركات الشعبية والشبابية وعبر العالم الافتراضي على حساب الأحزاب التقليدية، وسيكون للشباب دور مستقبلي هام في بلورة مسار القضية الوطنية«. وبينّ أن تأخر الشباب الفلسطيني عن شباب الربيع العربي بالتحرك نابع من قوة الأحزاب واندفاع الشباب بفاعلية نحو الفصائل والتنظيمات، لكنه أشار إلى أن إخماد الانتفاضة وظهور الانقسام وفشل الفصائل في حل الكثير من القضايا المصيرية، سيمنح الفرصة لهؤلاء الشباب للعب دور أكبر وأكثر تأثيراً في المرحلة الجديدة.