برغم حرارة الأجواء داخل القاعة الرحبة بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المجمع السكني للطلاب بمدينة ربك بولاية النيل الأبيض، ظلت مساعد الأمين العام لشؤون التنظيم بالحزب الاتحادي الديمقراطي ووزيرة العمل، إشراقة سيد محمود، تتابع مجريات الملتقى الشبابي الرابع للحزب في قلق، تتستر عليه بابتسامة توزعها من حين إلى آخر على المشاركين في اللقاء من قيادات الحزب وطلابه وشبابه بمختلف الولايات التي حضر ممثلوها لإضفاء الشرعية على اللقاء الذي تم بغرض الرد العملي لمن يعتقدون أن الخلاف داخل أروقة أمانة الشباب الاتحادية بالحزب «لا يزال مستمراً»، وللتأكيد على حسمه بصورة أرضت كل التطلعات لا سيما في مستويات العمل الشبابي بحسب التصريحات التي انطلقت من منصة اللقاء لتعلن أن الخلاف حول هذه النقطة غير مؤثر على مسيرة الحزب الذي تحرسه «العناية الإلهية»، حسب قولهم . كان الحضور «حاشداً» بالنسبة للمتابعين لمجريات اللقاء من داخل القاعة وغير كاف للمراقبين له من خارج أسوار أمانة الشباب، ومع ذلك فأن الملتقى خرج بتوصيات لن تصب بالطبع في مصلحة الناقمين على الإجراءات التي اتخذتها قيادات الحزب بالمركز من بينها الترحيب بقرار فصل أمين الشباب عبد الله عبد الرحيم وتكليف ساجدة يعقوب لإدارة عمل الأمانة خلال المرحلة المقبلة، إضافة إلى الاتفاق على إنشاء مجلس للشباب يكون بمثابة الجهاز الاستشاري لأمانة الشباب المركزية ومرجعية تنظيمية تمنع تجدد الخلاف مرة ثانية على أقل تقدير. بالطبع لم يكن الحضور اللافت للوزيرة «إشراقة» منذ الساعات الأولى لليوم الختامي للملتقى وحتى آخر النهار وخلال الجلسة الختامية، لم يكن نزولاً عند رغبة المؤتمرين فقط لتوضيح الحقائق حول ذلك الخلاف الذي وصل مرحلة «خطرة» لن تنفع معها غير سياسة الحسم، ولكنه رسالة لمن وصفتهم الوزيرة بالمتدثرين بثوب «الإصلاح»، وأشارت خلال كلمتها في الملتقى إلى أن الإجراءات الجديدة في حق مسؤول الأمانة السابق انتصار للمؤسسية، واعتبرته خطأ «خطيراً» وقع فيه بسبب الجهات التي تقف خلفه وتدعى أنها تصحيحية، وأكدت أن هدفهم هو ضرب الحزب في مقتل لعلمهم بأن أمانة الشباب تقود الحزب وتحدد مسيرته المستقبلية، وأضافت «إذا وجدوا الضعيف فليذهب الضعيف ونحن مع الحسم العادل الذي ورثناه من زعيم الحزب الشريف الهندي وبدون ذلك لن تقوم المؤسسات»، وأشادت بقرارات الأمين العام للحزب جلال الدقير في التعامل مع الأزمة، وقالت إنه حسم الأمر حسماً «راقياً وعادلاً»، أرضى كل القطاعات، وأضافت «من لم يف بواجبه لا ينال حقه»، ودافعت عن مسيرة الحزب خلال الفترة الماضية والحالية، وأوضحت أنه لا يزال موجوداً بمشروعه الوطني الرائد لإقناع الآخرين من أحزاب الوسط بخلق التعايش بين الأحزاب السياسية بالبلاد، وأضافت قائلة «هناك أفكار مدسوسة تريد أن تهزمنا من حين إلى آخر هزيمة نفسية»، وأكدت أن مبادرة «الشريف» لن تتوقف، وتابعت «لا تسمعوا لهذا الضجيج والإزعاج»، وتحدثت الوزيرة التي غلبتها الدموع أكثر من مرة خلال اللقاء الذي تخللته الأناشيد الوطنية و«أوبريت سوداني» لرئيس الحزب الشريف الراحل، تحدثت عن مناقبه ونضاله من أجل الحرية في بلاده وبقية دول العالم، وأشارت إلى تأملاته في الحياة ونبوءاته التي تحقق بعضها، وقالت «أنا متصوفة وأعلن ذلك أمام الجميع»، وأضافت، أن الشريف روحه حية وأن الرجل الناجح هو الذي يترك ناجحين خلفه، وأن الحزب يسير بنفس القوة التي كان عليها في السابق، وأنه لن يكون «ترلة» أو تابعاً لأية جهة كما يروج البعض لذلك، من ناحيته قال رئيس الحزب بولاية النيل الأبيض، طارق بريقع، إن الحزب «محروس» برئيسه الشريف، وأضاف «كأنه يدير الحزب من عليائه» وأن الملتقى رد عملي لمن يعتقد أن هناك خلافاً داخل أمانة الشباب، فيما أكد مسؤول الإعلام بالحزب، محمد الشيخ، الذي وجدت عباراته تصفيقاً حاراً من الحضور واستحسان الحاضرين، أكد أن المرجعية يجب أن تكون للمؤسسية وليس للأشخاص، وأن المتشككين وفاقدي الحيلة سيذهبون إلى مزبلة التاريخ. وعلى النقيض من ذلك كله يقول أمين الشباب بالحزب عبد الله عبد الرحيم إن الأمين العام للحزب لم يسلمه قراراً بالإقالة حتى كتابة هذا التقرير، وأن الأمر تم شفاهة. وكشف عن مقترح من الأمين العام بتكليفه بأمانة الدستوريين بالحزب بدلاً عن الشباب، وأشار إلى تدخلات «إشراقة» المستمرة في عمله بالأمانة وذلك بأخذها مجموعة من الشباب إلى العمل الطلابي، وأوضح أن الملتقى يفتقد إلى السند الشرعي الذي قام عليه، وأن مخرجاته تعد باطلة لأنه تم بدعوة من رئيس الحزب بالنيل الأبيض وتجاوز المؤسسية.