أخطرتني صحيفة الإنتباهة: «بأن معنا مريض يعاني من مشكلات بالكلية اليمنى فهلا عاينته؟» كنت في طريقي لزيارة أحد الأقارب بمستشفى الشفاء بالكلاكلة ووافقت على لقاء المريض هنالك ورغم آلامه كان بشوشاً حاضر الطرفة عانقني بحرارة كصديق طفولة فرّقت بيننا السنين. أخذته إلى غرفة الكشف بادرني: (أعاني من هذه الآلام بالكلية اليمنى من 11 سنة يا دكتور بدت بي حصاوى تم تفتيتها «بالليزر» تردّدت على عدة مستشفيات وصاحب الحاجة أرعن، شاهدت في قناة النيل الأزرق أطباء الكلى أجانب مع دكتور عمر محمود خالد رتّب لي الدكتور مشكوراً اللقاء بهم وقالوا لي حصل تهتّك في نسيج الكلية أثناء جلسة الليزر وحصل تليّف مما جعل الكلية عرضة للالتهابات المتكرّرة وسبب هذه الآلام وكنت في طريقي للأردن لكن ناس «الإنتباهة» أعادوا لي الأمل).. عاينته وفحصته وخلصت من ذلك إلى أن الكلية اليمنى متوقفة وبها عدة حصاوى ومتضخمة وتحولت إلى عدة برك تعشعش بها البكتيريا وأخبرته بأن العلاج هو استئصال هذه الكلية وطمأنته أن كليته اليسرى كبرت والآن تقوم بعملها وعمل الكلية اليمنى المتعطلة compensatary Hyperfropgy قال لي إن اسمه عثمان شنان جعلي.. حطّم كل الحواجز وأذاب الثلوج ودخل إلى القلب فصرنا أصدقاء أخذته في سيارتي إلى مستشفى جمعية زارعي الكلى بالخرطوم بحري.. بعد إجراء التحاليل اللازمة ومعاينته تمت عملية استئصال الكلية رغم تعقيداتها بسبب التليُّف والتهتّك والتضخّم الذي حدث بسبب صدمات تكسر الحصاوى بيسر وبلغ شنان العافية.. غادر المستشفى بعد ثلاثة أيام اتصل بي عبر الهاتف في لندن ودعاني إلى كرامة كبيرة رتب لها في مزرعة رجل فاضل كريم اسمه صديق أحمد طه بشلال السبلوقة على ضفتي نهر النيل الخالد كان كريماً نحر الذبائح حضر أهله من دار جعل وأصدقاؤه وهم كثر من الخرطوم وأُحضر فنان بصوت مميز من تلك الديار اسمه عبد الرحيم المحمية وعلى إيقاع الدلوكة والشتم الحماسي طرب الجميع لعافية شنان، أهداني شنان سيفاً وكبشاً وأهدوني أهله حبّاً وكرماً معاه بشاشة توارت شمس الغروب على الضفة الأخرى للنهر خلف سعف أشجار النخيل ودعوني بنفس حرارة اللقاء وحاصرتني هموم العودة إلى إنجلترا..