د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    السجن لمتعاون مشترك في عدد من قروبات المليشيا المتمردة منها الإعلام الحربي ويأجوج ومأجوج    الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    المرِّيخ يَخسر (سُوء تَغذية).. الهِلال يَخسر (تَواطؤاً)!!    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أطفال مرضى القلب..مأساة تقتل البراءة
نشر في الانتباهة يوم 07 - 11 - 2013

تزايدت معدلات الإصابة بمرض القلب لدى الأطفال بصورة مخيفة في مقابل تراجع الدور الذي تقوم به المؤسسات العلاجية المختصة في الكادر العامل والندرة الشديدة في الجراحين والأجهزة التشخيصية والعلاجية وبيئة العمل المميتة، كما وصفها أحد اختصاصي القلب الذي التقته الصحيفة هذا إضافة للسوء الإداري الذي يعيق مسيرة العمل داخل المستشفيات في ظل هذه الأوضاع السيئة تعاني الشرائح الأكثر فقرًا والتي تتزايد وسطها الإصابات وهي لا حول لها ولا قوة والتي كانت أولى محطاتنا في هذا التحقيق..
الفقر والمرض
تقول آسيا وقلبها يتفطر من شدة الألم على ابنها الذي فقدته بسبب قلة الحيلة وضيق ذات اليد حيث قالت إن ابنها الذي لم يتجاوز عمره العامين كان يعاني من ثقب في القلب وقرر له الأطباء إجراء عملية خارج السودان ولكن ابنها فارق الحياة قبل أن تتمكن من تجميع ثمن العملية. أما الطفل صديق عبد الكريم الذي يعاني من نفس المرض فوجدناه مستلقياً على أحد أسرة مستشفى جعفر بن عوف يغط في نوم عميق غير مبالٍ لما يحدث حوله ولاحتى معاناة والدته التي تتكئ بجواره حيث قالت ل «الإنتباهة» إنه مصاب بثقب في القلب وقررت له أدوية بحسب الأطباء أنها سوف تساعد على (سد) هذا الثقب خلال ثلاثة أشهر وأكدت أن ثمن الأدوية يصل إلى «100» جنيه.. دلف إلى مباني الصحيفة المواطن محمد علي الذي جاء يشكو حال مئات الأطفال الذين يعانون الأمرين جَراء الإصابة من ألم القلب وألم الحاجة حيث قال ل «الإنتباهة» إن ابنه ذو الشهرين يعاني من انعكاس في الشرايين ويحتاج إلى عملية عاجلة في خارج البلاد، وأضاف أن تكلفة العملية بلغت «30» ألف دولار وعليه إجراء هذه العملية قبل إكمال الطفل الثلاثة أشهر وتساءل لماذا لا توفر الدولة المعدات والأجهزة اللازمة لعلاج هؤلاء الأطفال والذين لا يملك ذويهم قوت يومهم.
٭ وتقول والدة الطفلة زينب ذات الثماني سنوات والتي تعاني من ضيق الشرايين وتحتاج إلى عملية قسطرة حيث تكلف (24) ألفاً: إنها الآن بصدد عرض منزلها للبيع حتى تتمكن من علاج ابنتها ومن ثم اللجوء إلى استئجار منزل يأويها وأسرتها.
ولا بد من الجلوس مع أهل الاختصاص لمعرفة حقيقة الأوضاع في قضية تهدد حياة أجيال المستقبل فكان لقاؤنا ببعض الأطباء حيث قالت دكتورة سامية إن هناك نوعين من الإصابة بمرض القلب بالنسبة للأطفال وهي النوع الأول الإصابة الخلقية وفي هذا النوع يولد الطفل وهو مصاب بأحد الأمراض سواء كان ثقب في القلب أو ضيق في الشرايين أو انعاكس في الشرايين وهبوط القلب إضافة إلى اضطرابات في كهرباء القلب أو أمراض مكتسبة مثل رومتازيوم القلب الذي يأتي جراء التهاب اللوز الذي يصيب الأطفال من عمر (5) أعوام والذي يسبب (رطوبة في الصمام) وتؤثر على صمامات القلب عبر تفاعلات معينة وهي المنتشرة الآن كما أنها تصيب الشريحة الفقيرة في المجتمع والتي تعيش في أماكن الازدحام والبكتريا المسببة لالتهبات الحلق والرئة وقبل الأدوية لا بد من التشخيص الصحيح للمرض عبر الاستماع للقصة المرضية من أعراض ضيق النفس وإسوداد في شفاة الطفل إضافة لانسداد في الأغشية المخاطية وورم في المفاصل ثم تأتي مرحلة الكشف للمريض عبر السماعة ثم مرحلة الفحوصات العامة والفحوصات المتخصصة مثل صور الأشعة والموجات الصوتية للقلب (الايكو)
أدوية غير مسجلة
وهناك أنواع مختلفة للأدوية حسب نوع كل مرض ويستخدم مدررات البول بأنواعها المختلفة وعقاقير مساعدة لعضلة القلب التي تساعد في ضخ الدم كما هناك أدوية مساعدة لمن هم مصابون بنقص الاوكسجين إضافة إلى أدوية تنظيم ضربات القلب وكل هذه الأدوية هي أولية وهي إلى حد ما متوفرة حتى أسعارها متوسطة ولكن هناك نوعان من الأدوية المنقذة للحياة فهي غير متوفرة بل غير مسجلة لدى الإمدادات الطبية ونادر ما نحتاج لها ولكن عند الحاجة لها لا نجدها وهي (بروستا لاندين) ويستخدم للحالات المعقدة في الوصلة الشريانية ومنعها من الانغلاق والآخر هو منظم لنبضات القلب (الانوزيلن) وهو من جرعة واحدة فقط ينظم هذه النبضات وفي حالة عدم الاستجابة لهذا العقار نستخدم الصدمات الكهربائية ولكن العقار هو الأكثر أماناً ويمكن أن يتسبب ذلك في ضياع حياة الطفل.
عمليات معقدة
وتضيف د. سامية: على حسب نوع ودرجة الإصابة نتجه إلى العمليات الجراحية وأيضاً على حسب الحالة العامة للطفل وفي حالة الثقوب أحياناً لا تحتاج إلى عملية بل (تقفل) باستخدام الأدوية وتجري العمليات للثقوب الكبيرة ورباعية إضافة إلى انعكاس الشرايين وفي السودان تجري العمليات في كل من مستشفى أحمد قاسم ومركز السودان للقلب إضافة إلى مركز مدني للقلب وتجرى معظم العمليات المساعدة، أما العمليات التصحيحية فهذه تجري خارج السودان خصوصاً انعكاس الشرايين والشريان المشترك والمشكلة أنها مرتبطة بعمر معين وإلا فإنها لن تنجح ولاتجرى العمليات المعقدة لعدم توفر الأجهزة والمعدات إضافة للوضع المهيأ لمثل هذه العمليات وأنها تحتاج إلى تيم من الجراحين وفي السودان عدد الجراحين محدود جدًا.
المراكز لاتكفي
وأضافت د. سامية أن مستشفى بن عوف فقط يستقبل حوالى (60) حالة في الأسبوع أو حوالى ( 3) آلاف حالة محولة لقسم القلب بالمستشفى في العام ودعت إلى تكوين مراكز في الولايات لتخفيف العبء عن المركز واكتشاف الحالات مبكرًا لأن عدد المراكز في السودان لايكفي ولا يتناسب مع الكم الهائل من المرضى ولا بد من زيادة الأجهزة ونحتاج إلى تدريب المختصين وزيادتهم حتى نستطيع أن نغطي الحاجة بالنسبة لأجهزة موجات القلب (الايكو) هناك( 3) أجهزة فقط هي المتاحة للمرضى بالمستشفيات الحكومية وإذا أراد ذوي المريض عمل هذه الموجات خارج المستشفى تكلف حوالى «270» جنيهاً وهناك أطفال يرجعون للمستشفى كل «15 يوم» كما أن هناك أتيام تأتي من دول الخليج تأتي بمعداتها وأجهزتها فهؤلاء يساعدون في إجراء العمليات مجاناً والعمليات تكلفتها غالية جداً تبدأ من (12) ألف جنيه، لا بد من الابتعاد عن أماكن الازدحام وتحسين الظروف المعيشية والوقاية من التهاب اللوزتين لأنه المسبب الأساسي لانسداد الصمامات.. هذه هي الوقاية الأولية أما الثانوية فهي وبمجرد ما أُصيب الطفل بمرض في القلب خاصة الصمام لا بد من تناول حقنة البندول شهرياً فهذه تمنع من تدهور الصمام وهي متوفرة.
أكذوبة العلاج المجاني
أما اختصاصية جراحة القسطرة بمركز السودان للقلب دكتورة سلافة خالد محمد علي التي أوردت ل «الإنتباهة» أن المركز يجري نوعين من العمليات الأولى القسطرة العلاجية والنوع الثاني العمليات الجراحية المعقدة أي عمليات القلب المفتوح و(المقفول) مجمل 3 عمليات في الأسبوع لكل نوع وتتراوح تكلفة العملية الجراحية من 18 إلى 25 ألف جنيه وقد تزيد وقد تنقص، وأضافت سلافة أن تكلفة القسطرة العلاجية من 19 إلى 25 ألف جنيه، أما القسطرة التشخيصية حيث بلغت تكلفتها حوالى 2 ألف جنيه وأكدت د. سلافة أن ليس هناك عملية تجرى مجاناً داخل المركز، ولكن هناك دعم يأتي للدولة يقدر بحوالى 35% واستثنت الأطفال حديثي الولادة وأصحاب الحالات الحرجة الذين تجرى لهم العمليات مجاناً.
طول انتظار
وأضافت دكتورة سلافة أن 90% من عمليات القلب المقفول تجرى داخل المركز، أما القلب المفتوح فتجرى بنسبة60% وهناك عمليات من الناحية الفنية يصعب إجراؤها في السودان لأسباب تتعلق بالأجهزة والعناية المركزة إضافة إلى الأسباب المتعلقة بوزن المريض الذي يؤثر على سير العملية والعناية المكثفة ما بعد العملية، كما شكت الدكتورة من قلة في الأيدي العاملة لذلك نجد قائمة الانتظار تطول كما أن هناك منظمات خارجية تأتي للسودان لإجراء بعض العمليات مجاناً ولكن غير ذلك لا يمكن إجراء عمليات دون تكاليف لأن الأجهزة والمعدات غالية جدًا ولكن لدينا جمعيات داخل المركز تعمل على دعم المرضى وتعمل على جمع التبرعات للحالات وختمت حديثها بأن عملية انعكاس الشرايين لا تجرى داخل السودان لأنها عملية معقدة جداً وتحتاج إلى عناية فائقة جداً كما لا توجد لدينا الأجهزة والمعدات اللازمة ولا بد من إجرائها في وقت مبكر جداً وفي هذه الحالة نقوم بإسعاف الحالة مجاناً عن طريق التوسعة بالبالون.
ندرة الجراحين
وفي حديث لجراح القلب والمدير الأسبق لمستشفى أحمد قاسم دكتور ياسر حنفي الذي أرجع معاناة أطفال مرضى القلب إلى أن الجراح واحد فقط وعليه ضغط كبير نسبة لكثرة المرضى إضافة إلى أن راتب الجراحين ضعيف جدًا واصفاً هذا الراتب بمرتب موظف عادي بأي وزارة وأيضاً عدم توفر الاحتياجات الأساسية لإجراء العمليات الجراحية موضحاً أن هناك مشكلات يومية تعطل إجراء العمليات وهي أن تأتي الصباح وقبيل إجراء العملية تجد أن الاكسجين منعدم بالمستشفى أو تفاجأ بانقطاع المياه عن المستشفى بالرغم من وجود الآبار وبالأخص في مستشفى أحمد قاسم وقد يضطر الأطباء والمساعدين لغسل أيديهم (بالجرادل) وقد ينقطع التيار الكهربائي مع تعطل المولد أو انعدام جهاز قياس الاوكسجين في الدم أو تنعدم الصمامات التي من المفترض أن تكون متوفرة وبكميات كبيرة جداً.
ملايين مهدرة
وأضاف حنفي أن إدارات المستشفيات والوزارات ليس لديها أي صلة بالطب مضيفاً أن هناك سوء تخطيط وإدارة وتمويل فيما يلي العملية العلاجية في السودان كاشفاً أن الراتب الذي يتقاضاه مدير أي مستشفى أو مدير أي إدارة قد يساوي إجمالي راتب قطاع كامل بالمستشفى إضافة إلى كثرة الحوافز التي يتقاضونها من جرد خزنة وتقارير وغيرها من الحوافز في حين أن هناك اختصاصين ونواب لم يتقاضو مرتباتهم منذ شهر ديسمبر الماضي، موضحاً أن وضع الطب في السودان من أسوأ الأوضاع والسبب في ذلك إدارات الصحة من أعلى مستوياتها وحتى أدناها والذين ليس لديهم أدنى دراية بما يحدث داخل المستشفيات بل تم ابتعاثهم بعثات وهمية بموجبها تقلدوا هذه المناصب وخبراتهم لم تتعدَ الكتب، مؤكدًا أن جميع هذه المشكلات تصل لهؤلاء الإدارات ولكن لايردون عليها وأضاف أن أطفال مرضى القلب لا يعانون وإنما يموتون لأنهم يأتوا من شرائح ضعيفة جدًا ولايجدوا حتى ثمن المواصلات ويطالبوا بدفع تكاليف العمليات، نافياً أن يكون هناك علاج مجاني بالسودان، موضحاً أن هناك ملايين الدولارات تم صرفها لتوطين العلاج بالداخل والصحة العامة ولكنها أهدرت في أجهزة متهالكة ومنها ما جاء متعطل وأخرى جاءت ناقصة وبعض الأجهزة تم تخزينها خطأ مما أدى إلى إتلافها لأن اللجان التي كونت لجلب هذه الأجهزة ليست لها علاقة بالطب ولا يستشيرون أصحاب الخبرة والشأن موضحاً أن السودان لايعاني من مشكلة أطباء لأن الطبيب السوداني يعمل في جميع الدول وفي أكبر المستشفيات خارج السودان ويستطيع إجراء أي عملية إذا توفرت له الأجهزة والمعدات اللازمة إذًا هناك مشكلة إدارة إضافة إلى أن المستشفيات تعيش في حالة تدني بيئي مميت مضيفاً أن القضية ليست قضية إغلاق مستشفى وافتتاح غيرها بل هي إشكالية إدارية وتوظيف أموال وصرف. كاشفًا عن تجاوزات تحدث فيما يختص بالحوافز وكشف حنفي أن هناك أحد مديري الإدارات بمستشفى أحمد قاسم تقاضى حافزًا عن قتل القطط الموجودة داخل المستشفى تحت مسمى قتل القطط وهي عبارة عن 3 آلاف جنيه إضافة إلى مبلغ 3 آلاف جنيه لتسيير عربة شفط مياه المستشفى. ودعا حنفي إلى تغيير جذري حتى يتحسن الوضع الذي أصبح هو السوء نفسه.
إحصائية مخيفة للقمسيون
ما هي مهام القمسيون الطبي ونوع الخدمات التي يقدمها وماذا عن التباطؤ في استخراج قرار السفر كل هذه التساؤلات وغيرها وضعناها على منضدة مدير إدارة العلاج بالخارج بالقمسيون الطبي الاتحادي د. منى محمد الأمين حيث أفادت أن القمسيون الطبي قام بتحويل (300) حالة لمرضى القلب للعلاج خارج السودان وحالات القلب هي واحدة من (6) حالات ننظر لها ونعجل في اقراراتها وهي القلب والعيون والمخ والأعصاب والعظام والأورام والكلى والمسالك البولية من 300 حالة كان هناك 166حالة أطفال و134 حالة هم دون سن الخامسة وهي نسبة 55.3% من النسبة الكلية خلال العام (2012) واعتبرتها د. منى أنها نسبة عالية، وأشارت إلى أن معظم هذه الحالات هي عيوب خلقية وعددت أن أكثر الدول التي يلجأ إليها المرضى هي مصر والأردن وهاتان الدولتان بهما مستشار طبي حيث يكون العلاج تحت إشراف السفارة لضمان العلاج بالصورة الصحيحة إضافة إلى تركيا التي يربطنا بها برتوكلاً طبياً الذي يعالج (100) حالة مجانية سنوياً كما أشارت د. منى إلى دخول دولة جديدة في مجال علاج أطفال مرضى القلب وهي الهند حيث أصبحت أكثر الدول التي تحول إليها الحالات عن طريق الأطباء المعالجين بالسودان حيث أثبتت هذه التجربة نجاحها من حيث الخدمات والتكلفة وأضافت أن هناك (80) حالة إلى مصر (80 ) حالة إلى الهند (4) إلى تركيا عن طريق البرتكول الطبي وحالة إلى السعودية وحالة إلى قطر.
إشكالية التقارير الطبية
وأشارت د. منى إلى أن القمسيون الطبي هو الجهة الوحيدة التي تقوم باستخراج إقرارات السفر بالخارج على مستوى السودان باعتبار أن قرار السفر شأن قومي وليس ولائي وبدورنا نقوم باستخراج الإقرارات لكل الجهات الداعمة سواء كانت حكومية مثل المالية الاتحادية وديوان الزكاة أو الجهات الخاصة فضلاً عن تحويل العملة الأجنبية عن طريق هذا الإقرار وأضافت أن القمسيون جهة خدمية طبية وليست مالية بل يملك الوثيقة التي عن طريقها يتحصل المريض على كل الدعومات، كما شددت دكتورة منى على ضرورة إحضار المستندات المطلوبة لاستخراج الإقرار بأقصى سرعة ممكنة الذي يتم بموافقة اللجان الطبية ونفت أن يكون هناك تباطؤ في الاستخراج إلا في حالة عدم إكمال المستندات إضافة إلى أن هناك مشكلة في التقارير التي ترد من الأطباء ووفق القانون القمسيون الطبي تبدأ المستندات بالتقرير الطبي من قبل الطبيب المعالج والذي يضم كافة المعلومات عن المريض بالإضافة إلى التحاليل والعلاجات التي تناولها وإلى توصية الطبيب الذي يعد من أهم البنود لأنها تعتمد على عدم إمكانية العلاج بالداخل بعد ذلك تقوم اللجان بمراجعة التقرير المطبوع المختوم بختم المستشفى ثم يرفق تقرير اللجان الفنية ثم يرسل إلى اللجان الطبية وفي حال الموافقة عليه يتم مخاطبة السفارة في دولة العلاج للحصول على التكلفة ومن بعدها يتم إصدار قرار السفر، وأشارت إلى أن رسوم الملف هي عبارة عن (6) جنيهات ورسوم الاقرار هي عبارة عن (126) ونوهت إلى أن المغزى من إحضار تقرير العلاج لمعرفة نوع العلاج وطريقته موثق من السفارة حتى يكون تقييماً لتجربة العلاج بالخارج ولمعرفة ما إذا كان المريض تعالج استفاد أم لا، ونوع المشكلات التي واجهها خلال سفره وبينت إلى أن القمسيون يقوم بمتابعة المريض بدولة العلاج وهذه التجربة بدأت منذ العام 2009م وترفع تقارير شهرية للجان الاستشارية وأضافت أن هناك تقاريراً لا يوافق عليها بالرغم من وجود تقارير طبية، إما بسبب أنها تعالج بالداخل ولكن رغبة المريض في العلاج بالخارج في هذه الحالة لا يستخرج له إقرار سفر والحالة الثانية هي الحالات المتأخرة ويصعب حتى علاجها بالخارج ويكون بها مخاطرة بصحة المريض إضافة إلى وجود تقارير طبية غير واضحة وحدث أن أرسلنا التقارير إلى الخارج ولكنها رفضت لذلك نحن نناشد الأطباء بكتابة التقارير بصورة واضحة لمساعدة المريض في المقام الأول.
الوزارة تتهرّب
ولمعرفة اتجاهات وزارة الصحة الاتحادية في توطين علاج أطفال مرضى القلب ومعرفة الأسباب التي أدت إلى نقص في الجراحين والأدوية غير المسجلة قمنا بالاتصال على مدير إدارة الطب العلاجي بوزارة الصحة الاتحادية دكتور عبد الله عبد الكريم والذي قام بالرد على مكالمتنا ووعدنا بالاتصال لاحقاً لتحديد موعد للحصول على المعلومات المطلوبة ولكن لم يتصل فكررنا الاتصال مرة أخرى وكان رده أيضاً بتحديد موعد لم يحدث ذلك وبعدها أصبح لايستجيب لاتصالنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.