بالرغم من أن ولاية سنار تعتبر من أهم الولايات الزراعية بالبلاد لضمها النظم الزراعية وتميزها بوفرة الموارد الزراعية والحيوانية وموارد المياه، إلا أن القطاع الزراعي يعاني كثيراً بسبب التمويل خاصة المروي الذي تزيد مساحته عن ال «500» ألف فدان، وذلك لأنه يواجه في أغلب المواسم بفقدان التخطيط الدقيق للدخول في موسم زراعي ناجح، والإهمال وتأخر التمويل وعدم التأهيل الحقيقي الذي يؤدى لنتائج ممكنة، غير أن التأهيل الذي يتم لبيارات الري ظاهري أكثر مما هو حقيقي، ويصفه البعض بالمسكنات، وسوء التخطيط للموسم في المشروعات المروية، والتخبط الإداري الذي نجم عنه تعطل البيارات بمشروع الرماش الزراعي المزروع بالذرة في مساحة تقدر بما يقارب ال 20 ألف فدان هذا الموسم، وذلك بفضل تراكم الطمي وأشياء أخرى في المدخل أدى إلى عجز البيارات والتعطل ما يقارب «50» يوماً، وبالتالي احترقت مساحات كبيرة من المحصول بسبب العطش، وما تبقى من المشروع قد ينتج إذا وصلت مياه الري في الوقت المناسب، وقطع شك سيكون الإنتاج ضعيفاً لتأثره بفترة العطش الطويلة طبقاً لإفادات متابعين. ويشكو بعض مزارعي الولاية من فوارق الاهتمام بمشروعات الولاية المروية والتهميش وعدم الحماس لمعالجة المشكلات المزمنة في الأقسام الغربية والجنوبية ودخول بعض المشروعات في أوقات متأخرة على عكس ما تجده المشروعات في الأقسام الشمالية والشرقية من اهتمام، الأمر الذي اعتبره البعض سبباً في إفشال أو تشويه عملية الإنتاج وإغراق المزارعين في الديون. ويضيف آخرون أن أرضية مشروع زُمُركة تعتبر من أخصب أنواع التربة في السودان، والمشروع متوقف بسبب البيارة لعشرات السنين، وكذلك مشروعا كركوج وجدادو المنهارة بياراتهما لسنين عدداً وتاماً، والعزازة مازالت الرؤية قاتمة فيها، وتجد بنزقة شيئاً من الاهتمام، وتفتيش الليونة حدث ولا حرج فإنه يدخل الموسم بعد ما فات الأوان بسبب التمويل، وسيؤدي هذا إلى تراكم الديون على كاهل المزارع لعدم معالجة المشكلات المزمنة التي كان يجب أن تعالج قبل بداية الموسم بطريقة جذرية، ومشروع أم شوكة لا يحقق أرباحاً كبيرة للمزارعين بينما تجد مشروعات المرفع وود هاشم والبساطة ومسرة وكساب والحجيرات اهتماماً كبيراً وتعالج المشكلات المزمنة والطارئة فيها أولاً بأول. وعاب مدير المشروعات المروية بولاية سنار الحاج سعد محمد تأخر التمويل عن المواعيد المحددة للزراعة بمراحلها المختلفة، غير أنه غير كامل ووصفه بالمتذبذب، مشيراً إلى عدم دفع البنوك حتى الآن للشركات التي موّلت التحضيرات للموسم الصيفي التي بدأت في مارس، وكذلك التمويل للمبيدات، كما لم تدفع جزءاً كبيراً من التمويل لكديبات القطن، وقال إن المشكلة الأكبر التي تواجه المروي هي حصاد القطن الذي يحتاج إلى سيولة يومية لدفع حقوق العمالة أولاً بأول، مشيراً إلى أن المشروعات المروية المؤهلة للزراعة تبلغ في مساحتها حوالى «285» ألف فدان والمزروع منها حالياً «90» ألف فدان بالذرة و «15» ألف فدان قطن في العروة الصيفية، وبدأت التحضيرات لزراعة «30» ألف فدان في العروة الشتوية، وتوقع الحاج إنتاجية «12» جوالاً لفدان الذرة و«8» قناطير لفدان القطن. وقال المزارعون المكتوون بنيران التمويل، إن اتحاد المزارعين متخاذل وغير جاد في السعي لحل مشكلات المشروعت المروية، وذلك لموالاته للحكومة، بينما يسعى دائماً وراء التمويل التشغيلي المتأخر بشغف شديد وليس التمويل لمعالجة المشكلات المزمنة التي أقعدت المشروعات عن الإنتاج، رغم علمه التام بأن مثل هذا التمويل يدخله ويدخل المزارع في مطبات، ودوماً ما يميل الاتحاد إلى انتقاد الجهاز المصرفي في تأخر التمويل، على الرغم من أنه يمكن أن يقوم بعمل دراسات ومعالجات مع الجهات ذات الصلة في الوقت المناسب للتأسيس لمواسم حقيقية منتجة. وتفيد المعلومات أنه بعد شق ترعتي كنانة والرهد ستصل مساحة المروي بالولاية لأكثر من «3» ملايين فدان، فهل ستستغل لصالح المزارع والولاية، أم تبقى مسألة للتفاخر بامتلاك المساحات الشاسعة من الأراضي دون إصلاح؟