بمكرمة عظيمة بالغة الأثر لا يقدم عليها إلا من كان عنده تقدير عميق للثقافة، تكرمت الإدارة العليا لمركز عفراء للتسوق بإتاحة الفرصة لإقامة معرض لكتاب حساس محمد حساس الذي يضم ثمانية عناوين: النهب الغنائي المُصلح غيبونة مشلهت والضياع الكبير أحزان الظهيرة برعي وأبو داؤود- كبريتة وعود إحراج مؤقت سلامات طبيعة الأشياء لقد قمت بطباعة جزء من إنتاجي للفترة 1970 إلى الفترة 2013 وذلك حتى لا يضطر أحد يوم رفع الفراش ليقول إنه سيقوم بطباعة إنتاج الفقيد «الذي هو أنا»، وسيتلوه إنتاج آخر. وأود أن أترك لأبناء وبنات هذا الجيل إنتاجاً أردت أن أسجل به توثيقاً للحالة الاجتماعية للمزاج السوداني Sudanese Temperament الذي هو فريد في نوعه وتركيبته. ونحن معشر الكُتَّاب نكتب ولكن القليلين ينشرون لأنهم دائماً إما لا يملكون المال اللازم أو دخلوا في تجارب من هذا النوع جرَّت عليهم وبالاً وإخفاقات بطولية بعدما وقعوا فريسة لشركات التوزيع. وأعرف عدداً من الأصدقاء وقعوا في فخ الناشرين والموزعين مع أنه في جميع أنحاء العالم لو صدر لك كتاب وكان توزيعه كبيراً فأنت ستعيش عليه مدى الحياة. ولذلك أصدرت الكُتب المذكورة لتكون نواة لإصدارات أخرى تتعلق بالتوثيق للتاريخ الطبيعي للسودان بكل مكوناته من حشرات وطيور وزواحف وبرمائيات وأسماك وثديات.. إلخ. وهو جانب مفقود تماماً بالنسبة للدارسين والباحثين. وبما أن هذه التجربة أدخلتني في ديون والتزامات «أقْنِت» منها ليلاً ونهاراً، إلا أن إتاحة الفرصة لي لأعرض في مركز عفراء ستخفِّف عني كثيراً بإذن الله. ألم أقل لكم إن أريحية الإدارة العليا لعفراء لهم من الله خير الجزاء، خطوة لا يقدم عليها إلا من أدرك أهمية توفر الكتاب للقارئ السوداني، وفوقها أهمية أن توفر للكاتب أرضاً رحبة يلتقي فيها بقرائه ومقدِّري أدبه. ومركز عفراء كان قد تعرض ل«عين حارة» نجمت عنها كارثة كبيرة، ولكن المركز يعود اليوم أكثر شباباً وحيوية. ولا يسعني إلا أن أحييهم بقصيدة أخي الشاعر الكبير شمس الدين حسن الخليفة، التي كتبها عام 2004م، وقد انبهر بما رآه عندما زار مركز عفراء: عرس عفراء رأيت الحضارة في أوجها وشاهدت عفراء في عرسها ومتعت عيني بالمغريات وما قد تدفق من حسنها بمركز عفراء يحلو التسوق حيث التطور وحيث البهاء فيا مركزاً قد سبقت الزمان وبالتقنيات خلقت النهى يبايعك اليوم كل الوجود فأنت ابتدأت بحيث انتهى **** لمركز عفراء سحر حلال به موكب الفن حطَّ الرحال فأنت في أرجائه سائح يبحلق في عالم من خيال به كل ما تشتهيه النفوس وأحدث إبداع دنيا الجمال يطمئن قلبك ما يحتويه وتنسيقه فاق حد الخيال إذا لم تكن زرته فسارع إلى فرصة مثلها لا ينال **** بمركز عفراء تلقى العجب وما تتمناه من مطلب يقدم خدماته في رقي ترى الذوق في طرحها والأدب به ما يطرز ثوب الحياة ويرفع عنك العناء والتعب وتلقى الذي لم يكن في الحساب يقدم في روعة عن كثب وترتاح أعصابك في جوه مع الجيد المنتقى المنتخب **** وفي «الكفتريا» احتفاء فريد وفيها مناظر توحي القصيد وركن رياضته زاخرة بكل جميل مثير جديد ويركض طفلك في غبطة بألعابه وهو لاه سعيد وللسينما سحرها.. من رآها .. فلا بد للكَّرة أن يعيد إذا ما تجولت في أرضه ونقبت واخترت ما قد تريد فقل «للترلي» أما اكتفيت يجبك «الترلي» أما من مزيد شمس الدين حسن الخليفة 21 أبريل 2004م فترقبوا تاريخ افتتاح المعرض قريباً بإذن الله.