بعد اعتذار المهندس الحاج عطا المنان عن تولي رئاسة مجلس الهلال المعين والذي أرجعه لعدم منهجية الدولة في دعم الأندية وضعف قدرات وزارة الشباب والرياضة الولائية في الإسهام الفاعل في دعم الهلال والذي يحتاج لأكثر من خمسة عشر ملياراً لإعادة تسجيل كاريكا ومساوي وخليفة وضم خمسة لاعبين في فترة التسجيلات ودفع مستحقات اللاعبين والمحترفين والمدرب غارزيتو والتي تقدر بأكثر من خمسة مليارات، كما أرجع اعتذاره بطريقة غير مباشرة للإعلام الجانح والمتفلت الذي يزرع الكراهية والأحقاد ويمارس كل أنواع السباب والشتائم والاتهامات الباطلة تجاه كل من يتصدى للعمل الشيء الذي أجبر الكثير من الأثرياء ورجال الأعمال على الابتعاد رغم حاجة الأندية لهم لتسيير النشاط والإسهام في عملية التحديث والتطوير، وأكد الحاج عطا المنان أنه لم يتهرب أو يعتذر خوفاً من المسؤولية بدليل أنه تولى مسؤوليات سياسية وتنفيذية كوالٍ ووزير في ولايات ملتهبة ولكنه يرى أن مقومات العمل المادية لإدارة نادٍ في حجم دولة ومكانة وشعبية الهلال غير متوفرة لعدم وجود أي تأكيدات لإسهام الدولة في دعم هذا النادي الكبير بعد أن أصبحت الرياضة صناعة ودبلوماسية للتواصل مع الدول والشعوب وتوطيد علاقات الصداقة والمحبة.. وبعد اعتذار الحاج عطا المنان الذي وضع الأهلة عليه آمالهم كرجل ليس طرفاً في صراعات الهلال وصاحب قدرات فكرية وإدارية كبيرة وعلاقات واسعة يمكن أن يوظفها لمصلحة الفريق فإن الهلال يعيش ظروفاً بالغة الصعوبة والتعقيد في ظل الفراغ الإداري وهو مواجه بمباراة المريخ في نهائي الكأس غداً الإثنين بالدمازين والتي لم يستعد لها الفريق بالمستوى المطلوب لأن عدداً كبيراً من اللاعبين لم يستلموا متأخراتهم ولم تعلن أي حوافز للاعبين في حالة الفوز على المريخ ونيل كأس البطولة إضافة إلى الجهجهة التي يعيش فيها كاريكا ومساوي وخليفة لعدم وجود أي جهة تتفاوض معهم بشأن المبالغ المحددة لإعادة تسجيلهم ولذلك فإن الهلال يعيش وضعاً خطيراً قد يقود إلى ثورة جماهيرية لأنه مهما امتدت حبال صبرها لا يمكن أن تحتمل خسارة بطولتين في ظرف أسبوع واحد! إن الظروف التي يمر بها الهلال تتطلب تحركاً سريعاً من الأقطاب والرموز ووزير الشباب والرياضة لوضع حلول عاجلة تمكِّن الفريق من المشاركة وعلى رأسها توفير الأموال لدفع مستحقات اللاعبين وتحديد الحوافز والتوصل إلى اتفاق مع الثلاثي المطلق السراح حتى يسافر الفريق إلى الدمازين في روح معنوية عالية تمكنه من الفوز بكأس السودان لإسعاد الجماهير ورد اعتبار الفريق بعد فقدان بطولة الممتاز.. وأخيراً فإنه ليس هناك أي إمكانية لحل مشكلة الفراغ الإداري بعد اعتذار الحاج عطا المنان سوى إقناع الأمين البرير بأن يستمر هو ومجلسه كلجنة تسيير حتى نهاية فترته في شهر فبراير القادم وبدون هذا سيعيش الهلال في مشكلات واضطرابات لعدم وجود مجلس يتولى عملية التسجيلات التي تعتمد عليها الجماهير في دعم صفوف الفريق وسد ثغراته استعداداً لموسم جديد يستعيد فيه الهلال بطولة الممتاز ويواصل مشواره بقوة في البطولة الإفريقية التي كانت له فيها صولات وجولات في المواسم الماضية ووصل إلى دور الأربعة فيها عدة مرات بعد انتصاره على أكبر وأقوى الأندية الإفريقية.. فالهلال في محنة ولا مجال لخروجه منها إلا بأن يتنادى كل أقطاب النادي ورموزه لاجتماع عاجل للتفاكر والتشاور في إيجاد حلول عاجلة حتى لا يتباكى الناس بعد فوات الأوان على اللبن المسكوب! وأخيراً وقبل أن ندفع بهذا المقال للمطبعة.. تردَّدت أنباء عن تحركات جادة يقوم بها بعض أقطاب الهلال والمسؤولين في الدولة لإثناء الحاج عطا المنان عن اعتذاره وقبوله العمل رئيساً لنادي الهلال.. كما ترددت أنباء عن رفض بعض لاعبي الهلال السفر للدمازين احتجاجاً على الفراغ الإداري وعدم وجود أي مسؤول يقود البعثة ويوفر لهم متأخرات المرتبات والمستحقات والحوافز..