تغيير وتصحيح الأوضاع الذي دعت إليه الحركة الإسلامية مؤخرًا أكد مراقبون أنه لا يخرج عن كونه تصريحات سياسية فضفاضة لا تفصِّل ولا توضِّح ما تريده الحركة الإسلامية من هذا التغيير الذي دعت إليه أول من أمس بولاية النيل الأبيض على لسان الأمين العام للحركة الزبير أحمد الحسن الذي أكد أن الحركة تواجه تحديات في ظل ظروف معلومة. وقال الزبير إنه في هذه الظروف سنسعى للتغيير ونسعى لتحسين الأوضاع وتصحيحها ونسعى لتثبيت ما أنجزناه والبناء عليه، وحث الزبير أحمد الحسن أعضاء الحركة على الانفتاح على المجتمع بمن فيه غير المسلمين ومعاملة الناس بالحسنى والدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة، كما حث التنفيذيين على حضور الأنشطة الاجتماعية والمشاركة الفاعلة مع قطاعات الشعب في المنشط والمكره وجميع شؤونهم وحضور جلسات التلاوة في المساجد. ما بين التغيير والإصلاح مطالبة الأمين العام للحركة بالتغيير وتحسين الأوضاع وإن كانت تدعو إلى الإصلاح عمومًا لكن يبدو أن مصطلح «الإصلاح» أصبح يخشاه الجميع وإن كان يحمل نفس المعاني من «تغيير»، إصلاح وتصحيح وغيرها من المفردات وإن اختلف الأشخاص حولها، إذًا فهذه التصريحات الداعية للتغيير بحسب مراقبين أتت بعد ارتفاع الأصوات المنادية بالتغيير داخل وخارج حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية على حد سواء وكانت المطالبات بضرورة التغيير وإعادة النظر والإحلال والإبدال لعدد من القيادات خاصة بعد الاتهام بأن هنالك جهات أصبحت خصمًا على الحزب ومواقف الحركة يُعتقد أنها لا تريد هذا الأسلوب. إلا أن المطالبة بالتغيير وصفت بأنها من باب الاستهلاك والكسب السياسي خاصة أنها لم تفصل أيَّ تغيير تريد أن تُحدثه، وبحسب القيادى بالمؤتمر الوطني الفاتح عبدون خلال إفادته للصحفية فإن الحركة الإسلامية إذا أرادت إحداث تغيير فعليها أن تضع إسترتيجية تلزم القيادة المنفذة من عناصرها بالالتزام بالمبادئ والسعي لتحقيق أهدافها، أما أن تتحدث عن التغيير دون أن تفصل أي تغيير تتحدث عنه فهو لا يخرج من باب التصريحات الصحفية التي الغرض من ورائها الكسب السياسي، المحلل السياسي عباس إبراهيم يرى أنه بتصاعد الأصوات في المؤتمر الوطني المطالبة بالتغيير والإصلاحات أفرزت بعض الأشياء داخل الحزب خاصة أن هناك عددًا من الأعضاء يروق لهم الحديث عن التغيير والإصلاح لكن لا يريدون الظهور وإبداء رأيهم في العلن بعد أن قوبلت دعوة غازي مجموعته بالانتقاد والرفض والاستنكار للأسلوب الذي تمت به الدعوة، إضافة إلى ظهور الكثير من حالات الفساد وعدم اتخاذ قرارات صارمة إضافة إلى الوجوه التي استمرت فترة طويلة في الحكم. ويرى البعض أن كل هذه الأسباب تؤثر وتضر بالحزب مع اقتراب الانتخابات لذلك كانت هذه المطالبات بالتغيير. إذن فإن دعوة الأمين العام للحركة بضرورة التغيير مهمة خاصة بعد أن أقر الحسن في الملتقى التنظيمي للحركة الإسلامية بولاية النيل الأبيض، بأن الحركة تواجه تحديات في ظل ظروف معلومة بعد أن مضت خطوات بثورة الإنقاذ الوطني ببرامج إسلامية، وبعد أن سارت في خطوات ببرامج التنمية والنماء، وتحسين الاقتصاد وأحوال الناس. وأضاف أن «المؤتمر العام للحركة في العام الماضي حكم علينا أن نتجدد، وننظر في أمرنا الداخلي التنظيمي والخارجي في الحزب وفي الحكومة والدولة، بحيث نمضي بخطوات واثقة نحو مزيد من المراجعة والتصحيح ومزيد من التثبيت» داعيًا الشعب السوداني وخاصة عضوية الحركة الإسلامية، إلى نبذ العنصرية والجهوية والقبلية وسفك الدماء، معلناً أن الحركة الإسلامية ستعمل على تنفيذ برنامجها في الدورة الحالية الممتدة لأربع سنوات، الذي يدعو للقضاء على الظواهر الدخيلة على الشعب السوداني، مشيراً إلى أن الحركة وضعت ذلك شعاراً للدورة. وحث أعضاء الحركة على الانفتاح على المجتمع بمن فيه غير المسلمين، ومعاملة الناس بالحسنى، والدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة، كما حث التنفيذيين على حضور الأنشطة الاجتماعية والمشاركة مع قطاعات الشعب في جميع شؤونهم وحضور جلسات التلاوة في المساجد. على كلٍّ يبقى التغيير الذي دعت إليه الحركة أمرًا لا يخرج عن كونه تصرحات للاستهلاك السياسي طالما لم يثبت العكس.