في واحدة من تجليات المجتمع السوداني انتفت فيها البروتوكولات وقيودها حيث لا يستطيع المرء أن يميز بين الوزير والمستشار والمعتمد ورئيس اللجنة بالمجلس التشريعي والمواطن العادي مزارعًا أو رجل أعمال، على هذه الشاكلة جاءت جولة وزير الزراعة بولاية النيل الأزرق إلى المشروعات الزراعية والجمعيات التعاونية الزراعية بمنطقة أقدي الغربية والتي رافقه فيها الأستاذ الزين يوسف رئيس اللجنة الزراعية بالمجلس التشريعي بالولاية والأستاذ شرف الدين عبد الرحيم رئيس اللجنة والأستاذ الهندي الريح مستشار الوالي والأستاذ الشيخ أدهم معتمد محلية التضامن والمهندس بلال محمد مدير عام وزارة الزراعة والمهندس عوض السماني مستشار وزير الزراعة وإدارات نقل التقانة ووقاية النباتات والإدارة الزراعية ولفيف من كبار المزارعين وأصحاب المشروعات يتقدمهم الأخ فتح الله آدم يعقوب رئيس الجمعيات الزراعية، الزيارة علاوة على غرضها الأساسي في الوقوف على تجربة نقل التقانات الزراعية وتطبيق حزمها بالجمعيات الزراعية إلا أنها كانت ذات مكاسب كبيرة على صعيد آخر اجتماعية وترفيهية وذلك لغلبة الجانب الشعبي والكرم السوداني الأصيل عندما حل الجميع في تلك الخيمة بكمبو المزارع حسبو آدم عبد الرحمن الذي يمثل مشروعه الزراعي نموذجًا للإنتاجية في الذرة والسمسم، ولعل سر ذلك النجاح هو كرم الرجل الفياض وتلك الجلسة الأريحية للوزير ووفده المرافق في الهواء الطلق حيث استمع للمزارعين الذين لم يخفوا سعادتهم بالزيارة حيث أكدوا دعمهم للاستقرار بزيادة الإنتاج، الأستاذ مبارك بابكر وزير الزراعة بدا أكثر احتفاءً بنجاح التجربة في مجال التقانات وتطبيق حزمها مؤكداً أن جميع ما أُنفق في الزراعة من تمويل وتقاوي وتطبيق التقانات، ودحض الوزير دعاوى تهريب المدخلات من وقود وتقاوي مضيفاً أن الذين يقدحون في مقدرات الوزارة ويتحدثون بضعفها بالعمل من أجل قواعد المزارعين والسعي لتطوير الزراعة مناشداً المزارعين اختيار عضوية فاعلة للجمعيات التي أعطاها القانون حقوقًا كثيرة، وأضاف: هناك الكثير من الاتحادات بالولايات الأخرى تعمل في تناغم في الوزارة وتسعى معها بنفس واحد من أجل المصلحة العامة وتريد أن يكون هذا في ولاية النيل الأزرق مؤكداً أن أبواب الوزارة مفتوحة للجميع ولا عداء لها مع أحد. وقال الأستاذ مبارك إننا بصدد مراجعة أداء الشركات الزراعية وعقودها وإن الدستور يمنح الولاية حق استثمار الأراضي. من جانبه أوضح الأستاذ الزين يوسف الزين رئيس اللجنة العليا لإنجاح الموسم الزراعي رئيس اللجنة الاقتصادية والزراعية بالمجلس التشريعي أن حضوره في هذه الزيارة من أجل الوقوف على ما قدمته اللجنة للمزارعين وأثره في تطبيق التقانات، وقال الزين إن ما أنفقته اللجنة لم يذهب سدى مؤكداً الاستمرار في تطبيق التقانات لما أثبتته من نجاح داعياً لإقامة ورش لتقييم التجربة بنهاية الموسم، الأستاذ شرف الدين محمد عبد الرحيم رئيس اللجنة القانونية والحكم المحلي بالمجلس قال إن المجلس يسعى لتشريع قوانين تنظم الزراعة وتراعي مصلحة المواطن مؤكداً الفائدة التي وجدها المزارعون والرعاة من قانون تقليص المساحات الزراعية وفتح المسارات واستقطاع مساحات من الشركة العربية مؤكداً مقدرة الدولة على حماية الموسم الزراعي ومؤكداً إنهاء التنازع على المشروعات على حدود دولة الجنوب بعد فتح المعابر وتحديداً بالمنطقة الغربية، من جانبه أكد الأستاذ أدهم معتمد محلية التضامن أن الزراعة هي عماد الاقتصاد في محلية التضامن وصاحبة إسهام كبير في الاقتصاد داعياً إلى تعبيد الطرق حتى تتطور الزراعة التي هي البترول الحقيقي.