على الرغم من موقعها الجغرافي وطبيعة أرضها الزراعية لو وجدت الاستغلال الأمثل بجانب وجود حفرة النحاس بها إلا أنها تعاني كثيراً في الجوانب المختلفة، وتمر بتحديات جمة تتصدّرها عدد من الأمراض التي جعلت حكومتها تجأر بالشكوى لوزارة الصحة للتدخل العاجل لاحتوائها.. تلك هي محلية الردوم التي تقع في الركن الجنوبي الغربي لولاية جنوب دارفور وتحادد دولة إفريقيا الوسطى غرباً ودولة جنوب السودان جنوباً وهي منطقة غابية وتمتاز بأراضي زراعية لم تستقل حتى الآن، لكن بُعدها عن حاضرة الولاية وعدم وجود الطريق الذي يربطها بباقي أجزاء السودان جعلها بعيدة عن الأنظار وحبيسة الإهمال الذي أدخل مواطنيها في نفق المعاناة المستمرة في كل الجوانب، وفي السياق استنجد معتمد الردوم اللواء علي آدم هارون بوزارة الصحة الولائية التدخل الفوري للسيطرة على الأمراض المتفشية بالمنطقة وعلى رأسها (البلهارسيا..الفرنديد.. الفلاريا.. الملاريا وعمى الجور). وقال خلال لقاء وفد المحلية مع وزير الصحة بالولاية عمر سليمان آدم بنيالا الإثنين الماضي إن محليته تعاني كثيراً في مجال الصحة حيث يوجد بمستشفى الردوم مساعد طبي وحيد وممرض ويحتاج للتأهيل والمعدات خاصة أن حوالى (157) ألف نسمة يعتمدون عليه، مطالباً بضرورة إعطاء المنطقة الأولوية في المراكز الصحية التي تأتي ضمن مشروعات السلطة الإقليمية لدارفور، وقال إن لديهم مشتركون في التأمين الصحي بالمحلية مع عدم وجود مركز يتبع للتأمين، داعياً النظر في هذا الجانب وشدد المعتمد على أهمية وضع الرقابة الوقية لأمر الحدود تفادياً للأمراض الوافدة، فيما أكد وزير الصحة عمر سليمان أنه سيقوم بزيارة عاجلة للمنطقة للوقوف ميدانياً على الأوضاع، كاشفاً عن حملة لمكافحة البلهارسيا ستطلقها وزارته خلال الأيام المقبلة لتغطية محلية الردوم وبعض محليات الجوار، وشدد الوزير على أهمية دعم المعتمدين لمشروعات صحة البيئة لتفادي الإصابة بالعديد من الأمراض التي ترتبط بسلوك الإنسان مع تكثيف التوعية في هذا المجال، وقال معتمد الردوم اللواء علي آدم في حديثه ل (الإنتباهة) إن محليته في الخريف تنفصل تماماً عن الولاية مما يواجه مواطنوها معاناة شديدة في تلقي العلاج، وفي فترة الصيف يتم تحويل المرضى إلى «تلس، برام ونيالا» وأضاف: (أمراض البلدان المتخلّفة كلها موجودة في الردوم من عمى الجور، البلهارسيا، الفلاريا، الفرنديد والملاريا) مطالباً حكومة المركز والولاية بعمل ردمية فقط ما بين الردوم وودهجام ستجنبهم تلك المشكلات والتعقيدات العالقة، وتابع (ندعو حكومة المركز بمراجعة أهمية منطقة الردوم وتاريخها وموقعها الجغرافي لأن فيها حفرة النحاس بل حفرة كل المعادن، ولا بد من ربطها بهذا الطريق الذي سيغير سلوك الناس ويفتح آفاق النهضة الاقتصادية للبلاد، فلو تم هذا الطريق الباقي خلو علينا)، وكشف المعتمد عن خطط سيتم وضعها بنشر قوات أمنية على مناطق الحدود بجانب فتح نقاط للشرطة في المعابر للحد من حركة تداخل المواطنين من دول الجوار للمحلية لتفادي العديد من مشكلات وأمراض الحدود، وحول العملية التعليمية قال علي آدم إنهم يعانون في هذا المجال من نقص حاد في المعلمين وتدني البيئة والبنية التحتية مشيراً إلى وجود (52) مدرسة بالمحلية تعتمد على (143) معلماً فقط، ومن بين تلك المدارس (16) فقط مكتملة الفصول وواحدة فقط مشيدة بالمواد الثابتة علاوة على جلوس غالبية التلاميذ والطلاب على الأرض، وأشاد بدور المتطوعين من أبناء محليته في تغطية عجز المعلمين، وأكد علي آدم أن الأوضاع الأمنية مستقرة بمحليته لكن أشار إلى أنها تسوء عندما تعود البادية جنوباً، لكنه أشار إلى خطة تم وضعها لوضع الحلول المبكرة لتفادي أي احتكاكات بين المزارعين والرعاية وتكثيف أنشطة وبرامج السلام والتعايش السلمي بينهم، وأشار معتمد الردوم إلى انتشار الفقر وسط المواطنين مبدياً ارتياحه لمشروع الدولة الرامي لدعم الأسر الفقيرة، لكنه أشار إلى وجود تعقيدات في تلقي تلك الأسر بمحليته في الحصول على هذا الدعم الشهري لانعدام البنوك بمحليته، وأضاف (الواحد إذا عاوز يأتي لنيالا من الردوم لأخذ تلك المنحة يصرف أكثر من 250) جنيهاً تذاكر سفر ليحصل على مائة وخمسين جنيهاً من مصرف الادخار، وأننا سنجلس مع إدارة البنك لإيجاد طريقة مثلى حتى يصل هذا الدعم لمستحقيه في أماكنهم ولا نشك في تجاوب هذا المصرف الذي أصبح نصيراً للفقراء بجنوب دارفور.. واختتم المعتمد حديثه للصحيفة بتوجيه النداء العاجل للدولة والمنظمات والخيرين بتقديم يد العون لمحلية الردوم التي تحتاج للكثير في الجوانب المختلفة.