قلت أمس في هذه الزاوية إن استقالة البرير واعتذار المهندس الحاج عطا المنان تسببا في فراغ إداري كبير، سيجعل من الصعب جداً مشاركة الهلال في نهائي كأس السودان بالدمازين، وعللت ذلك بسوء إعداد الفريق وهبوط معنويات اللاعبين لعدم صرف مستحقاتهم وعدم التجديد لزملائهم الخمسة مطلوقي السراح، وتذمر الجهاز الفني الذي لم يستلم مرتباته منذ خمسة أشهر، وإعلان الجهازين الفني والإداري عدم مسؤوليتهم عن المباراة في ظل اضطراب الإعداد وانعدام مقومات المشاركة. ومساء أمس تطورت الأحداث بشكل مفاجئ بزيارة السيد الوزير لمقر إقامة لاعبي الهلال وعقده لاجتماع مع الجهازين الفني والإداري في محاولة جادة لإقناعهما بالمشاركة في نهائي الكأس بالدمازين كحدث جرى الاستعداد له منذ زمن طويل، ولكن الاجتماع فشل في الوصول لنتائج تؤدي لمشاركة الهلال، ليصدر الجهازان الفني والإداري بعد الاجتماع بياناً أعلنا فيه انسحاب الهلال من المشاركة في النهائي وأرجعا ذلك للظروف الصعبة التي يمر بها النادي في ظل استقالة المجلس وحدوث فراغ إداري كبير، وأشار البيان إلى أن الهلال رغم مكانته وتاريخه وشعبيته الكبيرة إلا أنه لم يجد الاهتمام من السلطة التي يفترض أن تهييء له الأجواء الملائمة لتسيير العمل بالصورة المطلوبة.. ولا شك في أن الفراغ الإداري الذي يعيشه الهلال والذي أدى لتفاقم مشكلات اللاعبين والجهاز الفني وسوء الإعداد وهبوط المعنويات وحالة الاضطراب في كل مرافق النادي يتحمل مسؤوليتها السيد وزير الشباب والرياضة باختياره لتوقيت غير مناسب لإنهاء فترة البرير التي تتزامن مع مباراة نهائي الكأس ومعركة التسجيلات التي تحتاج للكثير من الأموال والاتصالات والاتفاقيات قبل بدايتها بعدة أسابيع، ولذلك فإن الوزير هو السبب الأساسي في انسحاب الفريق من مباراة الدمازين بتردده وتباطئه في إعلان مجلس التسيير وحسم ممارسة السلطات في نادي الهلال الذي سيتعرض لضرر بالغ في حالة الفشل في التجديد للاعبين الخمسة ودعم الفريق بخمسة لاعبين من بينهم حارس مرمى ومتوسط دفاع وطرف يمين ومهاجم صريح. فالهلال الآن في مفترق الطرق ولا يعلم أي شخص إلى أين تتجه سفينته بلا ربان في وسط رياح هوجاء قد تدفع الجماهير للخروج عن طورها في وقت يحتاج فيه الهلال للاستقرار والذي لن يتحقق بدون اختيار سريع لمجلس إدارة يملك الكفاءة والقدرة على تسيير النشاط في النادي بالمستوى المنتظر.. الهلال لم يهرب من ملاقاة المريخ الهلال لم يهرب من ملاقاة المريخ في نهائي كأس السودان بالدمازين خوفاً من هزيمة كبيرة كما تردد بعض الأقلام في الصحف الرياضية، لأن الهلال في واقع الأمر يتفوق على المريخ بمهارات نجومه العالية وقدراتهم الفنية والتكتيكية الكبيرة التي مكنته من هزيمة المريخ والتعادل معه في الممتاز وحصوله على أربع نقاط، فيما فقد المريخ خمس نقاط في اللقاءات المباشرة.. والحقيقة أن الهلال قد انسحب لأن المباراة غير متكافئة من كل النواحي، حيث يعيش المريخ حالة من الاستقرار الإداري وارتفاع المعنويات بعد فوزه ببطولة الممتاز وحصول لاعبيه على حوافز خرافية بجانب اكتمال جاهزيته للنهائي بإعداد متواصل ومعسكرات مقفولة ومساندة إعلامية غير مسبوقة توحدت فيها الأقلام المريخية بكل اتجاهاتها ومواقفها خلف الفريق، بينما يعيش الهلال حالة من التوهان وانعدام الوزن بفراغ إداري وإعداد ضعيف وروح معنوية هابطة وسط اللاعبين لعدم الحصول على المستحقات، فضلاً عن حالة القلق والخوف على المستقبل التي يعيشها الخماسي مطلق السراح إضافة للصراع الإداري والإعلامي الذي نسف استقرار الهلال، ولذلك من غير المعقول أن يلعب الهلال في هذه الظروف الصعبة المعقدة في مواجهة المريخ الذي توفرت له الأجواء التي تمكنه من الظهور بالمستوى المشرف.