يعد السودان من اكثر بلدان العالم محافظة على العادات والتقاليد والتي يأتي معظمها موافقًا للفطرة السليمة غير ان بعض تلك العادات او «التقليعات» التي غزت مجتمعنا واثرت عليه كثيرًا قد ادت الى عزوف الشباب عن الزواج.. لكن سرعان ما نهضت جهات سعت وتسعى الى تبسيط امر الزواج والتشجيع عليه ومساعدة الراغبين فيه ودعمهم ومن تلك الجهات كانت المنظمة السودانية للاحصان وتنمية المجتمع «احصان» حيث قطعت شوطًا بعيدًا في هذا المجال .. «البيت الكبير» التقت مديرها التنفيذي الاستاذ الطيب عبدالقادر هجو فكان هذا الحوار: حوار: المقداد عبد الواحد - تصوير: محمد الفاتح بداية نبذة تعريفية عن المنظمة ونشاطها؟ - المنظمة السودانية للاحصان وتنمية المجتمع والمعروفة اختصارا ب«احصان» هي منظمة طوعية اتحادية تأسست في العام 2003م وتهدف لمساعدة الشباب وتشجيعهم على الزواج بتكاليف معتدلة وتوعيتهم على اهميته وذلك كله وفق تعاليم الدين الحنيف، كما تقوم المنظمة بمحاربة مرض نقص المناعة المكتسبة «الايدز» من خلال الدعوة الى الاحصان والعفاف والتي تحصل بالزواج. نشاطات المنظمة في ما يتعلق بتسهيل امر الزواج وتيسيره؟ - تعمل المنظمة على تحقيق امر الزواج واكماله عبر جملة من الوسائل والتي منها التوفيق بين الاطراف الراغبة في الزواج وذلك عن طريق تنفيذ مشروعات الزواج الجماعي والدعوة والتوعية بذلك من خلال المؤتمرات والندوات كما تقوم المنظمة بالقيام بالدراسات والمسوحات لمعالجة الظواهر الاجتماعية والتي تهدد المجتمع كما ان المنظمة قد نفذت مشروعًا لزواج الطلاب لعدد من الجامعات وقد وجد رواجًا ونجاحًا كبيرين بل كانت هناك مطالبات باستمراره وتوسيعه. الحكمة من الزواج الجماعي؟ - الفكرة الاساسية والحكمة من اقامة الزواج الجماعي هو ان يتم الزواج بأقل التكاليف جلبًا للبركة وبعدًا عن مظاهر البذخ والترف خاصة في ظل الظروف التي يعيشها المجتمع السوداني كما ان الفكرة من الزواج الجماعي هي تشجيع الشباب على الزواج وبأسهل الطرق مما ينتج عنه تحصين المجتمع وبالفعل وجدت الفكرة قبولاً واسعًا لدى طالبي الزواج حيث استطاعت المنظمة بحمد الله وتوفيقه منذ تأسيسها حتى الآن ان تزوج اكثر من «22» الف شاب وشابة اي ان تعقد لأكثر من «22» الف عقد زواج بما يعني انها «22» الف اسرة وهذا خير كثير والحمد لله، والآن اكثر من «900» شاب وشابة تقدموا بطلبات زواج لدى المنظمة. ماذا تقدمون لمن يريد الزواج؟ - انطلاقًا من مبدأ التيسير والتسهيل تقوم المنظمة بتوفير «الشنطة والشيلة» بوصفها شيء اساسي وضروري كما تقدم بعض المتحركات الاخرى مثل البوتجاز مع اسطوانة يضاف الى ذلك مبلغ مالي يقدم حسب ميزانية المنظمة، واهم شيء نقدمه لطالبي الزواج من الجنسين هو الدعم المعنوي، نقوم بتنظيم الزواج الجماعي وعندنا مثلاً زواج البركة الذي ينظم في مسجد الشهيد والذي يكون فيه العدد اكثر من «1000» زوج وزوجة ويحضره عدد من المسؤولين بالدولة، وزواج السلام والذي نفذ في النيل الازرق، وزواج العفاف، وغيرها كثير، وفي عدد من الولايات وايضًا تقدم المنظمة ضمن خدماتها الاخرى خدمة «توافق» حيث تقوم فيها المنظمة بدور الوسيط الشرعي بين الشاب والشابة المقبلين على الزواج وذلك وفق الضوابط الشرعية وبسرية تامة كما استحدثت المنظمة مؤخرًا خدمة الاسعاف المجاني داخل ولاية الخرطوم. الخدمات الأخرى التي تقدمها المنظمة لطالبي الزواج؟ - كما ذكرت لك تقوم المنظمة بتقديم مشروعات وخدمات عديدة منها الزواج الجماعي ومشروع الرعاية اللاحقة وخدمة توافق ومشروع شيلة لكل عازب ومشروع الوفاق بعد الطلاق، وباعتبار ان السكن يعد من اكبر العقبات التي تحول دون اكمال الكثيرين لمراسم الزواج كانت فكرة انشاء مدينة احصان السكنية وبتوجيه من النائب الأول لرئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه والذي حضر وقتها فعاليات زواج البركة الاول والذي وجه فيه بحل مشكلة السكن للزيجات التي تمت تحت اشراف المنظمة وبدورنا في المنظمة قمنا باعداد الخرط الفنية والادارية وهي في طور التنفيذ وتحتوي المدينة على «1264» وحدة سكنية مكتملة الخدمات تمنح للعرسان بأقساط مريحة وميسرة وفق ضوابط وشروط معينة. الجهات التي تدعم وتمول المنظمة؟ - المنظمة تتلقى الدعم من ديوان الزكاة ومن الخيرين ورجال البر والإحسان والجهات الداعمة للزواج ولا تتلقى اي دعم من جهة اخرى. رسالة تود توجيهها.. ماذا انت قائل فيها؟ - اقول للشباب والشابات ان العفة والإحصان يكونان بالزواج والذي يكون ميسرًا تحقيقًا للبركة واقول للاسر لا بد ان نساعد ابناءنا وبناتنا على الزواج وان نشجعهم على ذلك من خلال تبسيط مراسم الزواج والابتعاد عن مظاهر الترف والبذخ والذي لا يعود بخير كما ادعو الدولة ومؤسساتها لإيلاء امر الزواج وتيسيره الأهمية القصوى خاصة وانه يجنب الدولة الكثير والكثير ويحصن المجتمع واشكر صحيفة «الإنتباهة» على اتاحتها هذه الفرصة.