مشاركة متميزة من حيث الكيف امتاز بها المؤتمر العلمي الذي نظمه مركز التنوير العلمي برعاية رئاسة الجمهورية حول قضية الأمن تحت عنوان «التوعية الأمنية.. رؤية مستقبلية» بالتعاون مع جامعة نايف للعلوم الأمنية التابعة لجامعة الدول العربية والأكاديمية العسكرية العليا بالسودان، من أبرز القيادات التي أمت المؤتمر وزير رئاسة مجلس الوزراء سعد أحمد عمر، ومدير عام شرطة دبي العقيد جاسم بن محمد واللواء ركن عبدون محمد صالح صالح. في كلمته رحب رئيس مجلس الأمناء بالمركز د. الطيب إبراهيم محمد خير بضيوف البلاد، وأفاد أن وضع اللبنات النهائية للبحث العلمي في المجال مؤشر لبداية العمل التنفيذي بالدولة، فلا سبيل للتقدم إلا من خلال هذه الوصفة المجربة، ويتناول المؤتمر بالبحث العميق مجالات التوعية الأمنية المختلفة بدءاً من الأسرة والمجتمع انتهاء بمؤسسات الدولة. من جانبه أشار رئيس جامعة نايف د. جمعان بن راشد بن رقوش الى أن المؤتمر يسعى لتحقيق أهداف الجامعة العربية في المجال الأمني ومن هذا المنطلق أسست الجامعة شراكة إستراتيجية مع مركز التنوير والتي من ثمارها هذا المؤتمر، فالجامعة تشارك السودان في قضية الهم الأمني، وتدعو أبناء الأمة العربية ليلتفوا حول مائدة الأمن العربي، بالتماس احتياجات الأجهزة الأمنية في سياق التوعية الأمنية. وزير الداخلية إبراهيم محمود حامد امتدح جامعة نايف بوصفها صرحاً علمياً شامخاً يقدم خدماته الأمنية للأمة العربية في مجالات التدريب والبحث العلمي الأمني لأكثر من ثلاثة عقود، ومعلوم أن الأمن هو المطلب الأول في كل المجتمعات البشرية، لذا فإن بسط الأمن هو الهدف الأساس لكل الدول التي تسعى للتقدم والازدهار، كما أن استقرارها رهين بمدى قدرتها على معالجة جوانب القصور الأمني، فنحن في منطقتنا العربية نعاني من ضعف في الثقافة الأمنية داخل البناء الاجتماعي وعدم استشعار حجم التحديات التي تواجه الدول العربية، لذا من الضروري العمل على وضع إستراتيجية أمنية شاملة تستند إلى رؤية جديدة تعتمد على الاحترافية الأمنية ومن هذا المنطلق كان هذا المؤتمر. وأكد على استعدادهم لتنفيذ التوصيات التي يخرج بها المؤتمر. وفي تعريفها لمفهوم الأمن أشارت ورقة«المفاهيم والأصول والاتجاهات السياسية» التي قدمها بروفيسور خليل عبد الله مدني الى أن الأمن لا يزال محوراً أساسياً في حياة الإنسان وفي تفكيره، سواء أكان ذلك على مستوى الفرد أم الجماعة أم الدولة، إذ يعتبر الأمن الأولوية الأولى في حياة الإنسان، وفي ترسيخ دعائم استقراره ونموه وتقدمه. مفهوم الأمن من المنظور الأسلامي يعتبر شاملاً دنيوياً وأخروياً، فهو يشمل أمن الدولة داخلياً وخارجياً، بل ويتعدى ذلك إلى أمن العالم والكون بعضه إلى بعض. فالإنسان في نظر الإسلام هو جوهر العملية الأمنية، وهو محور الأمن الداخلي والخارجي، والمكلف به والمسؤول عنه، لأنَّه مناط بالتكليف في هذه الحياة الدنيا دون غيره من سائر المخلوقات. ورقة «ترقية الوعي الأمني، الأبعاد الإستراتيجية السياسات والآليات» للدكتور محمد حسين أبو صالح خرجت بمجموعة من التوصيات منها: إعداد إستراتيجية ثقافية يتم السعي من خلالها إلى تشكيل ثقافة عالمية جديدة تؤسس لتحقيق الأمن في العالم، تشمل الجمهور العام والقيادات السياسية وقيادات المجتمع. الاهتمام بإعداد إستراتيجيات للتعليم يتم عبرها تأهيل المورد البشري وفق الثقافة والمهارات المواتية لتحقيق الأمن العالمي. الاهتمام بنشر الفهم الصحيح للدين ورفع معدلات التدين والوعي الديني وتبني منهج الحوار البناء مع الجماعات المتشددة. الاهتمام بإعداد سياسات وإستراتيجيات إعلامية، تمكن الدول العربية والإسلامية من الإرسال الإستراتيجي القادر على مخاطبة الجمهور الوطني. الاهتمام بالتوعية الأمنية للقطاعات الاقتصادية باعتبارها مدخلاً مهماً لإنجاز الأهداف المرجوة منها وتحمي الدولة من خطر الجرائم المنظمة والحروب الاقتصادية.