تعيش العلاقات «القطرية التركية» أجواء ذهبية من خلال زيارة رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان الذي وصل أمس «الأربعاء» للعاصمة القطريةالدوحة في زيارة عمل تستغرق يوماً واحداً، وناقش أردوغان مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قضايا التعاون الثنائي وملفات سياسية إقليمية ودولية، وبحسب وكالة أنباء الأناضول التركية فإن أردوغان يرافقه في زيارته رئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان، كما تتزامن زيارة أردوغان مع زيارة رئيس الاستخبارات العامة السعودية الأمير بندر بن سلطان هذه الأيام إلى روسيا حيث التقى بندر بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وافتتح رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، خلال زيارته للدوحة المبنى الجديد للسفارة التركية في العاصمة القطرية، ليؤكد ذلك أن العلاقات القطرية التركية تشهد تجانساً وتناغماً في رؤية القضايا الإقليمية، كما تشهد تطوراً على مختلف الأصعدة والمجالات، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2012م ما يقارب «1.2» مليار دولار، و شهد نمواً بمعدل «10%» خلال الأشهر السبعة الأولى من 2013 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، بحسب تصريحات سابقة للسفير التركي في قطر أحمد ديميروك، وبلغت استثمارات الشركات التركية في السوق القطري نحو «12» مليار دولار، فيما يبلغ عدد الشركات التركية العاملة في السوق القطري «56» شركة منها «30» شركة تعمل في قطاعات البنية التحتية. أما فيما يتعلق بالملفات الإقليمية فأن الدعم التركي القطري من الواضح أنه سيتواصل رغم مرور أكثر من عامين على قيام ثورات الربيع العربي، خاصة وأن التحديات التي واجهت مصر وتونس وليبيا على حد سواء خلال الفترة الانتقالية كانت كبيرة وتحتاج للدعم القطري والتركي في آن واحد حتى يتسنى لهما العبور وإقامة ديمقراطية إقليمية شاملة، وبحسب مصادر صحفية مطلعة فأن زيارة الرئيس أردوغان إلى قطر تكتسب أهمية بالغة للبلدين في ضوء التطورات والتعقيدات في المنطقة وحساسية الملفات التي تحظى باهتمام مشترك، ولفتت المصادر إلى أن ملفات عدة بحثها أردوغان مع القيادة القطرية، وأهمها الملف السوري في ضوء المساعي الدولية لعقد مؤتمر «جنيف 2»، والمخاوف من حصول تسوية أو صفقة تتم على حساب دول في الإقليم، مضيفةً أن قضية الاتفاق الغربي الإيراني في خصوص المسألة النووية محل اهتمام «قطري تركي»، وإذا جمعنا هذه المشاهد والصور في صورة واحدة يتضح لنا أن زيارة الرئيس أردوغان هي مرحلة جديدة في الدعم القطري التركي لضمان استقرار دول منطقة الربيع لربيع، وبالتأكيد فإن فشل دول الربيع العربي سيكون كذلك له من التداعيات سيكون مشروع فوضى ترمي بالمنطقة إلى الهلاك، لذا فإنه بالتأكيد سيكون للدعم القطري التركي انعكاسات إيجابية على المشهد السوري وغيره، ولا نبالغ إن قلنا بأن الصراع بدأ في المنطقة أنه سينتهي حتى نضوج ثمار الربيع العربي.