آلاف المواطنين ينتظرون الانتهاء من كبري سوبا الجديد والذي يخفف الكثير من المعاناة والوقت. ولكن قبل أن تكتمل فرحة المواطن «الكادح» بهذا الكبري يجب أن تزيح الدولة ممثلة في حكومة الولاية «الغبن» الذي يسكن في قلوب ملاك الأراضي التي يمر من خلالها ذاك الكبري. وقصة هذا الغبن طويلة لا نريد الخوض فيها ولكننا سننقل فقط المكاتبات التي وصلتنا من «أهل الحق» وهم يطالبون فقط بحقهم القانوني ليس أكثر وكذلك ليس بالأقل. القطعتان 32/1 و36/1 تأثرتا بمسار الكبري الرئيس وتضرر أصحابها من الحجز الموقع عليها من قبل إدارة النزع والتسويات منذ العام «2010» وحتى الآن. وبعد سلسلة من الاجتماعات تم تحديد قيمة يعتبرها الملاك ضعيفة جدًا بالنسبة لهم وهي «200» ألف جنيه للفدان الإيجارة والملك مع العلم بأن هناك فرقًا شاسعًا في نوع الملكية لكليهما. أصحاب الملك رفضوا هذه القيمة وهذا من حقهم وقبلها أصحاب الإيجارة. أصحاب الملك طالبوا بالتعويض العادل وهو سبعمائة ألف جنيه للفدان الإيجارة ومليون جنيه للفدان الملك إلى جانب التعويض العيني بقطعة سكنية. ومنطق أهل الملك تسنده البيانات حيث كانت قيمة الفدان الإيجارة حينما تم الحجز أربعمائة ألف جنيه والملك سبعمائة ألف جنيه. منذ العام «2010» حتى الآن مرت أربعة أعوام تضاعفت فيها كل الأشياء فلماذا لا يتضاعف سعر الأرض. في سوق السيارات ذاك العام لم يتجاوز سعر «التوسان» الثمانين ألفًا والآن سعرها يفوق المائة وثمانين ألفًا. وفي ذاك الزمان كان المواطن صاحب السيارة «الكورية» الصغيرة يحتاج إلى ثمانين جنيهًا ولكنه الآن يحتاج إلى مائتين وأربعين جنيهًا للوقود. حتى في سوق الأراضي فإن سعر المتر في أي منطق تتضاعف منذ العام «2010» حتى الآن ويجب كذلك أن يتضاعف سعر الفدان في سوبا. إن أصحاب الأراضي المنزوعة للصالح العام لا يعترضون على مصلحة الجميع ولكنهم يطالبون بحقوقهم التي كفلها لهم القانون. والآن رفعوا مذكرة لوالي الخرطوم يرجون منه أن يحكم في أرضهم بالعدل. يطالبون بحقهم بسعر الفدان الآن كما هو الحال في كل شيء وليس بسعر الأمس. ونحن نثق أن الأخ الوالي سيرد الحق لأهله. والعديد من ملاك تلك الأراضي يثقون بأن الحل سيأتي من الأخ الوالي بعد المذكرة التي رُفعت له. المذكرة التي سُلمت لمكتب الوالي كانت عن ورثة العبد أحمد الفحل وحملت توقيع المغيرة حسن أحمد، وورثة العبد تنتظر القرار النهائي حتى ينتهي مسلسل تعويضات كبري سوبا. قال لي أحد المتضررين إن بعضهم سلم تعويضه المادي والعيني وغيرهم ينتظرون التعويض العادل. أهل سوبا ينتظرون الكبري وأهل الأراضي ينتظرون أموالهم قبل الكبري.