انشغل الرأي العام الفترة الماضية بالعديد من المشكلات بيد أن المشكلات والصراعات القبلية بين مكونات القبائل المختلفة أخذت حيزاً واسعاً من الاهتمام والمتابعة، ونذكر على سبيل المثال المسيرية والسلامات والأبالة وبني حسين والرزيقات والمعالية بولاية وسط دارفور تلك الاشتباكات تطورت في الآونة الأخيرة وأودت بحياة المئات من أبناء القبيلتين. مشكلة قبيلتي الحمر والمعاليا بولاية غرب كردفان أضافت إلى حصيلة الصراعات والقبليات بُعداً آخر. حيثيات المشكلة تكمن في صراع كل قبيلة على سيادة المنطقة والمُطالبة بأن تكون لها السيادة والأحقية الكاملة يفترض كثير من المراقبين أن النزاع سببه القبليات بين المكونات المختلفة وكل هذه فروض ينقصها التدقيق نحو طبيعة حياة سكان تلك المناطق. حيث وقعت اشتباكات مسلحة الخميس الماضي بين قبيلتي الحمر والمعاليا أدت إلى مقتل (27) شخصاً وعشرات الجرحى من الطرفين، وقد اتسعت حدة الخلاف الذي بدأ بنزاع حول مواشي بمنطقة أم ديبون التابعة لإدارية المجرور محلية الأضية بغرب كردفان، حيث تسبب في مقتل اثني عشر شخصاً من قبيلة حمر وسبعة عشر من قبيلة المعاليا، وأكد والي غرب كردفان اللواء أحمد خميس في تصريح ل «الإنتباهة» احتواء الموقف وإحكام التدابير اللازمة للحد من تمدده بتحريك قوات من منطقة بابنوسة، مشيراً إلى وصول لجنة أمن الولاية بقيادة نائب الوالي د. عبد الرحمن محمد مكي ومعتمد الأضية وبابنوسة من غرب كردفان إلى موقع الأحداث وعدد من القيادات الأهلية، وعبر خميس عن أسفه للأحداث، مشيراً إلى أن المجتمع هناك متعايش ومتسامح داعياً إلى أن يكون البترول نعمة وليس نقمة على السكان المتعايشين منذ قديم الزمان، ونقل بأن لجنة تمثل القبيلتين من البرلمانيين والقيادات اجتمعوا به في الخرطوم وتفاكروا معه وسيغادرون غداً إلى موقع الأحداث في وفد موحد للمساهمة في جهود الحل. وامتدح خميس الوفود الأهلية من أمراء ونظار القبيلتين التي وصلت مناطق النزاع وأفلحت في وقف النزاع وتعاونها مع السلطات فيما أبدى الأمير عبد القادر منعم منصور أمير عموم قبائل حمر أسفه للحادثة، وقال منعم الموجود حالياً بمنطقة النزاع في حديث ل «الإنتباهة» إن الخلاف نشب عندما وجد أفراد قبيلة المعاليا شخصاً مقتولاً على يد مجهول نسبوه إلى أفراد قبيلة الحمر فهاجمو الدونكي وقتلوا ثلاثة أشخاص ثم عطلوا الدونكي وحرقوا السوق بعدها تطور النزاع. واستبعد منصور أن يكون القتال سببه النزاع حول مناطق البترول في حقل «الزرقة أم حديدة» لكنه حمل السلطات المركزية عدم حسم عملية ترسيم الحدود بين كردفان ودارفور والذي بسببه أصبحت قبائل المنطقة عرضة للاحتكاكات بسبب الاحتقانات واستغلالها من قبل جهات لم يسمها. وأكد منصور أنهم مع قيادات المعاليا عملوا على تهدئة الخواطر والفصل بين المتنازعين إلى حين وصول السلطات الأمنية.. في ذات السياق أكد الأمير مسلم مصطفى ختم مقرر مجلس الشورى بولاية غرب كردفان ل (الإنتباهة) عن سبب نشوب الخلاف بين القبيلتين هو قتل واحد من المزارعين وينتمي للمعاليا على يد مجموعة مسلحة مجهولة وعلى ضوء ذلك قام مجموعة من أفراد القبيلة بتتبع اثر المجموعة المسلحة حتى انتهى بهم المطاف إلى منطقة (أم ديبون) التي تبعد من مدينة(المجرور) نحو (14) كيلو حتى محطة مياه الدونكي، وفي ذات الأثناء وقع النزاع بين قبيلتي الحمر والمعاليا أدى إلى حصد العديد من الأرواح بين الطرفين. مضيفاً مسلم ختم جزء من النزاع هو البترول معتبراً أنه أس المشكلات وقلل من ترسيم الحدود الذي وصفه البعض حتمية ضرورية وسبباً مباشراً في ذلك وقال إن الأرض هي ملك الدولة ويجب أن ترتكب الأخير الخطأ الفادح وتقوم بترسيم الحدود وحدث ذلك فحتماً سيؤدي إلى تفاقم الأزمة أكثر وليس من حق المواطنين النزاع من أجل الأرض، لأنه ليس ملكاً أو حكراً لمواطن وعلى الدولة عدم توريث الأرض إلى الأجيال الموجودة بالمنطقة وينبغي عليهم العيش في جو مليء بالتعايش السلمي وذلك منذ آلاف السنين لأن الأرض يجب أن لا تورث على حد قوله، وقال ختم ستظل الحدود والتداخل الجغرافي بين ولايتي كردفان ودارفور كما هي من أزل السنين والتعايش بين مكونات القبائل الثلاث الحمر وبنسبة «25%»، أما المعاليا فلديهم أكثر من ذلك والمسيرية أيضاً لكن بإعتقادي هناك طرف خارجي ثالث له المصلحة من تفجر الأوضاع بين القبيلتين. وفي خاتمة المطاف نجحت مساعي لجنة الأجاويد والإدارة الأهلية بجهودهما التي أثمرت على طي الخلافات إيذاناً أن يتم الصلح بصورة نهائية في الجولة المقبلة.