ظلت مشاركة المحترفين الأجانب مع الهلال تسجل فشلاً متواصلاً منذ عدة عقود ما عدا بعض الإشراقات كزولو وأنقيدي في عهد الراحل الطيب عبد الله وطه علي البشير، والرباعي المكون من كليتشي وقودوين ويوسف محمد وداريوكان الذين سجلهم صلاح ادريس وحققوا نجاحاً كبيراً بالوصول لدور الأربعة في بطولة الأندية بعد أن قهروا الأهلي والزمالك وعدداً من أقوى الأندية الإفريقية، وقد كان من الممكن أن يصعد الهلال عن طريقهم لمنصات التتويج الإفريقية لولا رحيلهم عن الفريق بسبب اختلاف الأرباب معهم حول زيادة رواتبهم ومقدماتهم، ليخلقوا فراغاً كبيراً في الفريق لم تملأه مجموعة المحترفين التي تعاقد معها الرئيس الأسبق لسد الثغرات التي تركها الرباعي الموهوب، كذلك من إشراقات المحترفين التألق اللافت للمهاجم سادومبا الذي يحسب للأرباب الذي تعاقد معه ليقود الهلال للكثير من الانتصارات الداخلية والخارجية والتي مكنته من الفوز بلقب هداف بطولة الأندية الإفريقية.. والمؤسف أن الأمين البرير قد رفض التجديد لسادومبا ليرتكب معه نفس الخطأ الذي ارتكبه الأرباب مع الرباعي الخطير ليفقد الهلال مهاجماً لا يشق له غبار ارتبط بالأزرق وجدانياً واستطاع أن يخلق العديد من الصداقات والعلاقات التي جعلته ينصهر في مجتمع النادي ويصبح واحداً منه.. ويعتبر سيدي بيه الذي سجله البرير واحداً من أفضل المحترفين في مسيرة الدوري السوداني، حيث استطاع في فترة وجيزة ان يحتل مكانة كبرى في قلوب المشجعين بمهاراته العالية في صناعة اللعب وإحراز الأهداف. إن اختيار المحترفين لا بد أن يتم وفق معايير وشروط في مقدمتها القوة واللياقة والسرعة والمهارة والخبرات والحالة الصحية ومستوى الأندية التي لعب لها وإنجازاتها، وبعد كل هذا لا بد أن يخضع المحترف بعد اجتيازه للكشف الطبي للاختبارات الفنية والمهارية، وقد اتاحت لي الظروف أن احضر الاختبارات التي أجريت لنجم الموردة والهلال السابق هيثم السعودي بوصفه لاعب وسط مهاجم بناديي الزمالك والنصر الإماراتي، والتي تشتمل على التهديف من كرات ثابتة على الجانبين الأيمن والأيسر للملعب وبكلتا القدمين، وعلى التهديف من كرات متحركة خارج المنطقة ومن كرات معكوسة على مستوى عال ومتوسط داخل المنطقة ليقابلها بالقدم اليمنى في المعكوسة من اليسار وبالقدم اليسرى في المعكوسة من الجانب الأيمن، اضافة لاختبارات التهديف بالرأس من الضربات الركنية.. ثم اختبار الون تو وسط مجموعة من المدافعين، والقدرة على التمريرات البينية للمهاجمين والاختراق من العمق والانطلاق من الاطراف، وأخيراً اختبار لقدراته في المطاردة وقطع الكرات والضغط على الخصم لاستخلاص الكرات، وقد اجتاز هيثم هذه الاختبارات بنجاح كبير، ولكن كانت المشكلة التي خذلته واضاعت عليه فرصة اللعب في احد الناديين الكبيرين ضعف اللياقة الذي لم يمكنه من اظهار مواهبه وقدراته الخرافية في التمرير والمراوغة والتهديف الثابت والمتحرك، والمؤكد ان هذه الاختبارات لا يجتازها الا صاحب مؤهلات وقدرات تمكنه من اللعب للهلال والاسهام في دفع مسيرته نحو الانتصارات والبطولات، ولذلك ليس هناك مبرر لتسجيل اي محترف الا بعد اختباره للتأكد من ان مستواه يؤهله للعب للهلال، وانه يعتبر اضافة حقيقية للفريق ويستطيع ان يصنع الفارق بمهاراته وفنياته، خاصة انه ليس هناك ما يمنع اللاعب من اجراء الاختبارات اذا كان واثقاً من نفسه، فضلاً عن انه ليس هناك ما يمنعه من المشاركة في الاختبارات من ناحية قانونية، حيث درجت دول كثيرة كمصر والامارات والسعودية وقطر ودول شمال افريقيا على اجراء اختبارات لكل من يرغبون في تسجيله قبل التورط في صفقات فاشلة!! إن اصرارنا على اجراء الاختبارات هدفه حماية النادي والمحافظة على أمواله من السرقة واهدار وقته وجهده في تسجيل محترفين مضروبين، كما حدث في السنوات العشر الماضية امثال الكولمبي كوارزيما الذي اطلق عليه لقب «كوارثنا» والكنغولي لوالوا وامولادي وكابوندي الذين يلعبون كلهم في الطرف الشمال وايفياني «الحفياني» وعثمانو امادو وامبيلي الذي سبقته شهرة واسعة ولم يقدم شيئاً يليق بالضجة التي صاحبت تسجيله، وفيلكس واتوبونج لاعب المليون دولار الذي لا يساوي جنيهاً واحداً، وإبراهيما توريه الذي انضم للهلال مقابل «600» ألف دولار ذهبت ادراج الرياح، وفلنتاين الذي نهب أموال النادي و «فرتق بطريق الهوى»، اما شلة سنكارا وسانيه وبمبا ودومنيك وايكانغا المتخصص في ارتكاب المخالفات والسقوط على الأرض وسوء السلوك، فمكانها دوري الدرجات الصغرى ببلادهم وليس هلال الملايين الذي لا يستحق ان يرتدي شعاره الا من كان في عبقرية وذكاء ومهارة الراحل يوهانس الذي لولا أن عاجلته المنية في ميعة الصبا وريعان الشباب لفاز الهلال ببطولة الأندية الافريقية عدة مرات، ونال شرف اللعب في كأس العالم للأندية حيث لا أمنيات تخيب ولا مواسير تمر!! خلاصة القول إن لجنة التسجيلات لا بد أن تستفيد من هذا السيناريو المتكرر والتجارب الفاشلة التي أضاعت أموال الهلال وجهده وأفقدته الكثير من الفرص، ليحقق حلم الجماهير بالفوز بأول بطولة خارجية في تاريخه الحافل بعشرات البطولات الداخلية!! الوخز بالكلمات الدعيع ليس هو الحارس الذي يستحق هذه الضجة ولكن «الطشاش في بلد العمي شوف»!! توقيع تراوري للمريخ ليس خصماً على الهلال أو إضافة للمريخ لأنه لاعب غير منضبط ويهدر أسهل وأضمن الفرص!! إذا وقع الدعيع وتراوري للمريخ ليلحقا بعدد كبير من نجوم الأزرق أمثال هيثم طمبل ومجاهد وكليتشي والباشا وهيثم مصطفى، فإن الشيء الطبيعي والمنطقي أن يتم تحويل اسم المريخ الأحمر الى الهلال الأحمر!! حنان خالد استحقت لقب المرأة الحديدية لأنها قالت في لقاء قناة «النيلين» ما عجز عن قوله غلاة المتشددين من المورداب!!